العدد 3581 - الثلثاء 26 يونيو 2012م الموافق 06 شعبان 1433هـ

أحمد «ولدنه»

عيسى سيار comments [at] alwasatnews.com

-

على رغم تعقيدات الأزمة السياسية والمذهبية التي عصفت بالبحرين منذ 14 فبراير/ شباط 2011 والتي أدت إلى الاصطفاف والتخندق الأعمى، إلا أنني حاولت ومن خلال كتاباتي أن أتحلى بالموضوعية والصدقية في الطرح والمعالجة، وأن يكون قلمي منحازاً للحق والعدالة والحرية وكرامة وعزة البحرين وأهلها.

واليوم أجد نفسي غير قادر على لجم مشاعري كإنسان وكأب عندما وجدت ابن البحرين الذي يبلغ من العمر الأربع أو ربما الخمس سنوات أحمد النهام مضرجاً بالدماء، بعدما أصابه طلق شوزن في عينه ولا يعلم حتى الآن إلا الله سبحانه وتعالى ما إذا كان ذلك الطلق طائشاً أو مقصوداً.

ومهما قيل من روايات وتصريحات من هذا الفريق أو ذاك فإن أحمد «ولدنه» خسر عينه بسبب أزمة سياسية خانقة مازالت البحرين تعاني من تداعياتها، أزمة سياسية حلها بكل تأكيد بيد النظام السياسي وذلك من خلال شراكة حقيقة لا شكلية من قبل مكونات الشعب البحريني في صنع القرار السياسي لكنه مع الأسف لا يحرك ساكناً حتى الآن.

أنني أعتقد جازماً أن أي أم وأي أب يعيش على أرض هذا الوطن الطيب قد أصابه من الحزن ما أصابه عندما رأى أحمد «ولدنه» في بركة من الدماء وغير قادر على الحركة من هول الصدمة والإصابة، ومنذ أسابيع أصيبت مواطنة بحرينية وابنها عبدالله إصابات بليغة من جراء تفجير اسطوانة غاز (سلندر) طائشة تقف المجموعات المخربة وراءها بحسب رواية الأمن العام، وقبلها ذهب الكثير من المواطنين المدنيين وأفراد الأمن العام ضحايا لأعمال العنف والمواجهات واليوم «ولدنه» أحمد النهام ولا ندري من سيكون الضحية في الغد، لقد كُتب الكثير عن إصابة «ولدنه» أحمد، ولكني هنا أود أن أطلق دعوة للشرفاء من أهل البحرين: ليكن الذي حصل لأحمد بداية الانطلاقة للمصالحة الوطنية وبناء الثقة، إنني أعتقد جازماً أن أهل البحرين الطيبين جميعاً يبادلون أم وأب أحمد وأهلنا في الدير مشاعر الحزن والألم على ما أصاب ابن البحرين «ولدنه» أحمد، ونقول لهم يا أهل الدير حزنكم هو حزننا وفرحكم هو فرحنا، رغماً عن من يكرهون التعايش الحميمي بين أهل البحرين ويعيشون على الطائفية البغيضة ويرغبون في استمرارها ونقول لهم «السمين يمكث في الأرض والزبد يذهب جفاءً مع الريح» وأهل البحرين قادرون على النهوض وإعادة كتابة التاريخ من جديد.

إن الكثير من المواطنين وأنا منهم نطالب الأمن العام بتشكيل لجنة مستقلة للتحقيق في الجريمة التي ارتكبت بحق هذا الطفل البريء، إن صدقية الأمن العام على المحك وعليه أن يطلع الرأي العام البحريني على حقيقة ما جرى على غرار درجة الشفافية التي عرض فيها الأمن العام التقرير الخاص بالطفل (علي حسن 11 سنة)والذي اتهم من قبل الأمن العام بالقيام بأعمال عنف وأودع مركز الأحداث لفترة معينة رهن التحقيق، كما نكرر مطالبتنا للأمن العام بالكشف عن الذين اعتدوا بسلاح ناري على النائب أسامة مهنا والذين اعتدوا على محلات مجموعة جواد التجارية وذلك حتى لا يتهم الأمن العام بالكيل بمكيالين.

إن «ولدنه» أحمد النهام الذي أطلق عليه الشوزن لم يكن يحمل «مولوتوف» أو يسكب الزيت في الشارع، بل كان جالساً بجانب أبيه الحاج ناصر النهام بالقرب من الشارع العام يبيعان السمك حالهم حال الكثيرين من أهل البحرين والذين يعيشون تحت خط الفقر، واسألوا وزارة التنمية الاجتماعية والجمعيات والصناديق الخيرية عن الأرقام والإحصاءات عن الحال المعيشي للأسر المحتاجة إن كنتم لا تعلمون!؟

إننا نطالب الأمن العام بالموضوعية والحيادية وخاصة مع وجود المفتش العام والخبراء والمستشارين الأمنيين الأجانب الذين تم توظيف خدماتهم بناءً على توصيات «لجنة بسيوني» وذلك لتدريب وتأهيل أفراد الأمن العام وخاصة قوات الأمن على كيفية التعامل مع المدنيين في حالة الاحتجاجات والاعتصامات وهنا نتساءل أين المفتش العام؟ وهؤلاء الخبراء لما حصل «لولدنه» أحمد؟

إنني كمواطن أدعو أهل البحرين الشرفاء لزيارة أهل أحمد ومواساتهم في مصابهم وجبر خواطرهم وألا تنصتوا إلى نعيق البوم والغربان فكلاهما بات هباءً منثوراً.

قد يسألني أحدهم: لماذا تنحاز لقضية الطفل أحمد النهام ولا تكتب عن الهجمات على أفراد الأمن العام، وردي على تلك الاتهامات الموجهة لي والتي سمعتها مراراً وتكراراً هو أنني ضد العنف بكل أشكاله إلا إذا استخدم في مقاومة الاستعمار والاحتلال والظلم والاستبداد. ولكن انحيازي «لولدنه» أحمد النهام وغيره من المواطنين الأبرياء والذين ذهبوا ضحية الأزمة في البحرين لم يكن من فراغ فهو لم يكن في مواجهة مع أفراد الأمن العام ولم يسكب زيتاً في الشارع ولم يستقوِ بالخارج ولم يكن يحمل في جيبه أجندات أجنبية وإنما كان يعيش طفولته البريئة والتي ضربت في مقتل، وأعود وأتساءل بحرقة أين وزارة حقوق الإنسان!؟ أين وزارة التنمية الاجتماعية المعنية بالطفولة البحرينية مما حصل «لولدنه» أحمد!؟ فمن يرفع الشراع؟

إقرأ أيضا لـ "عيسى سيار"

العدد 3581 - الثلثاء 26 يونيو 2012م الموافق 06 شعبان 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 28 | 3:17 م

      أشهد على صدقيتك و موضوعيتك

      أشهد أخي الحبيب الأستاذ عيسى أنك تحليتَ فعلاً ومن خلال كتاباتك الشريفة كصاحبها بالموضوعية والصدقية في الطرح والمعالجة، و كان قلمك و مازال منحازاً للحق والعدالة والحرية وكرامة وعزة البحرين وأهلها. والله لقد بكيت بحرقة حينما شاهدتُ شريطاً مصوّراً لهذا الطفل و هو يروي بكل براءة و عفوية ما حدث له. بالله عليك أخي: اين مجلس النواب، و أين الجمعيات السياسية والدينية الذين إستنكروا و أصدروا بيانات في قصة الطفل عمر -الذي هو الآخر ولدنه- والذي لم يصبه مكروه أصلاً؟ لمَ تغاضوا عن قضية أحمد الذي فقد عينه؟

    • زائر 27 | 1:22 م

      احمد النهام واحمد الظفيري

      احمد خسر عينة بعد احمد خسر روحة

    • زائر 20 | 8:04 ص

      كل المسؤولين مساءلين يوم لحساب

      هم مسئولين كلكم راع وكلم مسءول عن رعيته اذا لم يتحركووو ويقومو بما يرضي الله

    • زائر 19 | 6:33 ص

      البحرين بخير معكم ومع كل الاحرار

      يا سيدى لم ولن تكون لاى لجنه اى مصداقية عندما تكون من لون واحد, وهكذا الحال في جميع الامور بلدنا له جناحان وللاسف المعنيين في النظام لا يهمهم الا جناح واحد ومن الفئه التى تغرد مع سربها, هم من يحرقوا البلد بسبب سياسة المييز والتهميش والفساد, نعرفك جيدا ابن بار لهذا الوطن المنكوب وهناك الكثير الكثير من الاخوه والاخوا الاعزاء النبلاء الذين يعيشون نفس الهم ويريدون ان يروا البحرين حرة ديمقراطيه والجميع سواسية امام الحقوق والواجبات والقانون, لك ولهم نقول أن البحرين بخير طالما كثر امثالكم ايها الاحرار

    • زائر 17 | 4:58 ص

      لقد أوضحت الحكومة في كيلها

      بهذه الازمة قد بينت الحكومة او السلطة كيلها بمكيال الطائفية حتى في الوظائف وفي الجرم وفي التحقيق وفي كل جوانب حياتنا ، والغرض من هذا واضح لبث الشحناء بين الطائفتين الكريمتين ولتأجيج الموقف وإيهام المجتمع بأسره ان الازمة ذات ابعاد فتنة طائفية وهي التي حاربتها ، بينما هي المحرض والمؤجج للتطاحن الطائفي ، والامور في تعقيد متزايد ومستمر ولن يتوقف فهي عاطية الضؤ الاخضر لكل حدث صغيرا او كبيرا تريد تلبيسه في خانة الطائفي والمراد تعميق الشرخ لتستثمر ذلك (شيل ذا من ده يرتاح ده من ده .

    • زائر 16 | 4:48 ص

      اين الضمير الانساني

      والله كلام السيد المحترم عيسى في الصميم ... اين وزيرة التنمية الاجتماعية ( وزيرة حقوق الانسان ) سابقا واين وزير حقوق الانسان حاليا من هذا الموضوع .... لا حس ولا خبر !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! مسيرون او مخيرون انتم ؟؟؟

    • زائر 13 | 3:41 ص

      شكرا لك

      اذا حبيت اخي العزيز تعرف اذا كان الطلق متعمدا ام لا شاهد قمع الرموز ومحاوله استهداف الشيخ علي سلمان

    • زائر 12 | 3:00 ص

      أنت والطيبين أمثالك نعم هذا شعورهم ولا نشكّ فيه لحظة واحدة

      إن هذه الأزمة قد أظهرت لنا المعادن الثمينة التي يتمتع بها الكثير من الاخوة من الطائفة السنية ولا ابالغ اذا قلت كثيرا لأن الأعم الأغلب قلبه علينا وعلى البلد ولا يرضى بما حصل. وكما قال الامام علي ع جزا الله النوائب كل خير .. الخ
      فالنوائب اظهرت لنا الاخوّة الصادقة كما اظهرت لنا الطرف الآخر وهو ما يعرف قديما بالرونج قولد اي الذهب المزيّف.
      نعم عرفنا ما لنا وما علينا
      ونقول لك شكرا لكم فنحن معكم ولن ننسى لكم هذه المواقف

    • زائر 11 | 2:44 ص

      أين منظماتنا الحقوقية ؟؟

      لك أن تسأل وتلح على الاجابة من الجمعيات الحقوقية لدينا في الوطن لا في الخارج

      أين صوتكم أين أنتم أين ضمائركم أين انسانيتكم أين مشاعركم قولوها كلمة واحدة تبرئ ذمتكم ويغفر لكم ذنوبكم

      بالامس ذهبتم بل أذهبتم الى الخارج لتبرئة المعتدي

      واليوم تصمتون وتتوارون خجلا أم طمعا في مغنم أو خوفا من ضياعه عودوا كما كنتم أحرار

    • زائر 10 | 2:43 ص

      نحن بحاجة لكم

      اشكرك بأخي عيسى وسلمت يديك على ما كتبت دائماً \r\nنعم نزيد من كل انسان ينطق بالحق ويرى الحقيقة كما هي وليس مثل هولاء الكُتاب الذين إصابتهم التخمة من ألأموال ونشر الأكاذيب فلذلك نشكركم ياجريدة الوسط ونشكر كل من يعمل فيها وانت واحد منهم ياأخ عيسى دمت لنا ودامت وطني بالخير  

    • زائر 9 | 2:30 ص

      كلنه احمد ولدنه

      نعم احمد ضحية العنف والعنف المضاد الهدؤ هو المطلوب وهنا دور الجمعيات ان تشجب عنف المخربين قبل عنف الشرطه المضاد البحرين لانا جميعا ولان تصلح الامور الا بالحوار وليس بحرق الاطارات وكثرة المسيرات والاعتصامات والتصريحات الاستفزازيه

    • زائر 8 | 1:56 ص

      جزاك الله خيرا بان احمد (ولدكم)

      كما نرجوا ونتمنى من كبار المعنيين ان يقولوها بصدق وامانة بان احمد (ولدنه) فالطفولة والبراءة لا ذنب لها ولا نصيب لها من الطائفية والعنصرية والله غالب على أمره

    • زائر 7 | 1:42 ص

      قاتل الله الطائفية ودعاتها

      انت تعرف يا أخ عيس أن سبب عدم الادانه لأن الطفل ينتمي الى طائفة معينة هذا حالنا في البحرين حتى الطفولة البريئة التي لا تعرف الاسفاف الطائفي أقحموها في هذا المجال000لك الله يا شعب البحرين.

    • زائر 6 | 1:31 ص

      لا فض فوك

      سلمت يداك المرهفات على هذا المقال ويعطيك الف عافيه يا ابن البحرين (الوفي)

    • زائر 5 | 1:10 ص

      بوركت استاذ عيسى

      نعم من يرفع الشراع (لولدنه) احمد والله عندما اتذكر صورته وهو مصاب تخنقني العبرة .
      لقد اغتيلت طفولة هذا الولد وهو بهذا العمر عمر الورود فكلنا لدينا اولاد بعمر احمد ونخاف عليهم ولاننام الليل اذا هم لم ينعموا به لكن الله يصبر قلب امه وابوة واهله والله ينتقم له من اللي اصابة وانشاء الله عاجلا وليس اجلا .

    • زائر 4 | 1:06 ص

      أهو ده اللي مش ممكن أبداً.. ولا تفكر فيه أبداً.. ده مستحيل..

      إن الكثير من المواطنين وأنا منهم نطالب الأمن العام بتشكيل لجنة مستقلة للتحقيق في الجريمة التي ارتكبت بحق هذا الطفل البريء، إن صدقية الأمن العام على المحك وعليه أن يطلع الرأي العام البحريني على حقيقة ما جرى..

      كما نكرر مطالبتنا للأمن العام بالكشف عن الذين اعتدوا بسلاح ناري على النائب أسامة مهنا والذين اعتدوا على محلات مجموعة جواد التجارية وذلك حتى لا يتهم الأمن العام بالكيل بمكيالين ..

    • زائر 3 | 12:59 ص

      شكرا يابن سيار

      لقد صدقت في هذه المقارنة وبينت الحق واستشهدت بحق الطفولة, وشعب البحرين كله يشد على يديك ويشاطرك الرأى ,وأنت أثبت انسانيتك وسموك فوق الطوائف ,واسمك شبه المسيح متجاوز الآفاق في التسامح والمحبة فالشعب العربي وليس البحريني فقط يتابع مقالاتك ومداخلاتك الاعلامية ويشيد بمصداقيتك وتألقك فجزاك الله الثواب الجزيل وجعله في ميزان حسناتك يوم لاينفع مال ولابنون. والشكر يعجز امام هذه الهامات الرفيعة, ودمت للبحرين الحبيبة.

    • زائر 2 | 12:57 ص

      نكرر مطالبتنا للأمن العام بالكشف عن الذين اعتدوا بسلاح ناري على النائب أسامة مهنا والذين اعتدوا على محلات مجموعة جواد التجارية وذلك حتى لا يتهم الأمن العام بالكيل بمكيالين.

      الجواب في مقال الفردان لهذا اليوم: «طفل 13 عاماً سجن 14 يوماً بتهمة تمزيق قميص شرطي فخسر دراسته. فتاة جامعية في الحبس بتهمة الاعتداء على شرطي وخسرت امتحاناتها. ناشط حقوقي متهم بالقذف مازال موقوفاً وقضيته تدور رحاها في القضاء. قضايا لا عدّ لها ولا حصر تحت خانة التجمهر والتعبير عن الرأي، يحبسون لمدد طويلة، دون أن يفرج عنهم ولو بأي ضمان ..

      بينما قاتلون عمداً وفق تحقيق قضائي، ومع ذلك هم أحرار، يسرحون ويمرحون»

    • زائر 1 | 12:45 ص

      هذه مشاعر الطيبّين مثلك وشرواك.. أما الذين ران على قلوبهم الحقد فأعمى بصيرتهم وبصرهم حيث يخرج جليا في ما يقولون وما يعملون..

      إنني أعتقد جازماً أن أهل البحرين الطيبين جميعاً يبادلون أم وأب أحمد وأهلنا في الدير مشاعر الحزن والألم على ما أصاب ابن البحرين «ولدنه» أحمد، ونقول لهم يا أهل الدير حزنكم هو حزننا وفرحكم هو فرحنا، رغماً عن من يكرهون التعايش الحميمي بين أهل البحرين ويعيشون على الطائفية البغيضة ويرغبون في استمرارها ونقول لهم «السمين يمكث في الأرض والزبد يذهب جفاءً مع الريح» وأهل البحرين قادرون على النهوض وإعادة كتابة التاريخ من جديد.

اقرأ ايضاً