سيكون الرابع والعشرون من شهر يونيو/ حزيران 2012 يوماً مشهوداً في حياة الشعب المصري، فهو يوم إعلان فوز أول رئيس منتخب في تاريخ مصر منذ خمسة آلاف عام.
بعد أربع ساعات من إعلان فوزه، ألقى الرئيس الجديد محمد مرسي خطابه الأول، وفي الصباح توجّه في موكب رسمي لدخول قصر الرئاسة.
الخطاب كان ذا صبغة دينية، فالرجل تلميذ تنظيم إسلامي عمره ثمانون عاماً، واقتبس عبارات من زمن الخلافة الراشدة التي لم تعمّر طويلاً حتى تحولت إلى ملك عضوض، وكرر عبارة ذات إيحاء مؤثر وجميل: «وليت عليكم ولست بخيركم»، وهي استهلالة حكمٍ يأمل الجميع أن يتحوّل إلى تجربة تعدّدية لا تضيق بالأغيار، ويعتمد المساواة بين المواطنين وإشاعة العدل بين الناس.
الخطاب استهله بشكر الشعب الذي أولاه ثقته، ثم ذكر الشهداء وترحّم عليهم، وذكر المصابين وجرحى الثورة التي أطاحت بالدكتاتور المخلوع، وشكر شباب الميادين، ولم ينس شكر الشرطة والجيش، فمصر في أمسّ الحاجة إلى لمّ الشمل.
في خطابه كرّر وعوده التي أخذ يقدّمها بسخاء استعداداً للجولة الثانية، حين وجد نفسه في معركةٍ شرسةٍ أمام بقايا نظامٍ يستعيد أنفاسه ويستجمع قواه. الوعود الكثيرة ستكون قيداً وتمثل ضغطاً مستمراً على مرسي، من أجل تحويل الشعارات إلى برامج عمل على الأرض، وخصوصاً من قبل معسكر الثورة والتغيير، فشباب التحرير أعطوه فترة سماحٍ ستة أشهر، وإلا سيعودون للميدان.
من الرسائل المهمة الموجّهة للداخل وعده بأن تضم الحكومة تشكيلة متنوعة، وقد بدأ أمس بمشاورات لتشكيل حكومته الجديدة حيث يسعى لطمأنة القوى والتيارات الأخرى.
الثقل كبير، والتحديات جسيمة، ومن بين برقيات التهنئة التي بدأت تنهال على رئيس أكبر دولة عربية، كانت رسالة الحركة الصوفية ذات دلالة خاصة، حين هنأته ودعت الله أن يعينه «على هذا البلاء»! أما الرئيس الأميركي باراك أوباما فتعهد بالعمل معه على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، وهي أمنية صعبة المنال مع جانب اعتاد النظر إلى مصر كقاعدة عسكرية تابعة، تصب فيها المساعدات من أجل شراء مواقفها. واللافت في موقف أوباما أنه طلب من مرشح النظام السابق أحمد شفيق بالبقاء في الساحة وعدم اعتزال السياسة، فربما يأتي يومٌ يعود فيه إلى الأضواء!
«إسرائيل» التي أشاد بيانٌ من مكتب رئيس وزرائها بـ «العملية الديمقراطية في مصر» على مضض، لم تخفِ صحافتها القلق الذي يساورها من وصول ما أسمته بـ «الإسلام المتطرف» للحكم، رغم الرسالة التي صدرت عن مرسي باحترام التزامات مصر باتفاقاتها الدولية.
لا يطالب أحدٌ داخل مصر بإعلان الحرب على «إسرائيل»، ولن يتخذ مثل هذا القرار أي رئيس مقبل، إخوانياً أو ناصرياً أو يسارياً، وقصارى ما يفكّر به المصريون أن يتغيّر الموقف العام تجاه العدو الذي «ما من صداقته بد»، بطريقة تخفف الحصار الخانق عن أهل غزة، وتحقيق مصالحهم، بدل العلاقة الآثمة التي استمرت ثلاثين عاماً مع «إسرائيل»، وتحوّلها إلى ما يشبه الحلف المقدس أيام حسني مبارك، رغم أنف الشعب المصري. وفي مقدمة ذلك سيأتي حل مشكلة الغاز المصري الذي كان يباع للإسرائيليين بأقل من سعر السوق، بينما يعاني المصري في توفير أسطوانات الغاز لمطبخه.
وعود كثيرة وأعباء كبيرة، تواجه أول رئيس مصري منتخب منذ خمسة آلاف عام، والأهم أن يبقى خادماً للشعب سنوات معدودة، ويرحل بالقانون، وألا تأخذه الحماسة للإقامة في القصر إلى الأبد.
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 3580 - الإثنين 25 يونيو 2012م الموافق 05 شعبان 1433هـ
تركة لا تزنها الجبال
موروث ثقيل يواجه الرئيس المصري الجديد ، يحتاج إلى سنوات طويلة لتخفيف وطأته على شعبه وجواره وإقليمه ومحيطه
يكفيه في هذه الفترة القصيرة ، تعبيد طريق الديمقراطية بصورة صحيحة ، ليكون دربا لمن يأتي بعده ، لئلا يحيد عن النهج الديمقراطي ، بغض النظر عن تلونه العقدي والطائفي والإثني .
اللة يعينك يا ريس
ترك الرئيس الدكتاتوري السابق اعباء كثيرة وكبيرة تحتاج الى حنكة وعزيمة وارادة صلبة وصبر ليثثبت الرئيس جدارتة في حلحلتها
رإيس مصري لا إخواني.
نريد لمصر ان تتبوء مكانها كأكبر دولة عربية ذات تأثير كبير. لذلك نتمنى على من يرأس هذا البلد الابتعاد عن التخندق داخل حزبه او جماعته وهذا هو المعروف عن جماعة الاخوان المسلمين.
مفارقات الاخوان
ليس من المفارقات ان تفرح لفوز الاخوان في مصر حماس او اي جماعة اسلامية من التنظيم العالمي للاخوان او مستقلة عنه
فحصول مصر علي اول رئيس وزراء منتخب امر مفرح لكل من يسعي للتغيير والديمقراطية لكن الغريب ان يفرح الاخوان المسلميين في البحرين بحكومة منتخبة في مصر وهم يعارضون فكرة ومبدأ الانتخاب لحكومة في البحرين.
ربما الاخوان المسلمين في البحرين غير عن الاخوان المسلميين في اي مكان؟
مفارقات السياسة العجيبة
اكبر ناس قلقين الاسرائيليين والخليجيين واكثر ناس فرحانين الاتراك والايرانيين والغزاويين.
نراهن على الحضور الشعبي الدائم,,,,
قوة مصر بشعبها ,,,,
قوة مصر بوعيها,,,,,
قوة مصر بوحدتها,,,,,
نظام المقبور
الخلاص من نظام حسني مبارك نعمة كبيرة خصوصا فيما عمله من حصار على قطاع غزة وهم عرب ومسلمون.
تجربة جديدة ان شاء الله
نتمنى للشعب المصري ان يعيش تجربة جديدة من الحرية والعدالة والمساواة بين المواطنين.