اعتبرت دمشق اليوم الاثنين (25 يونيو / حزيران 2012) ان حادث الطائرة التركية الجمعة هو "انتهاك صريح للسيادة السورية"، في حين يتواصل القصف العنيف على حمص وسط تحذير جديد للمعارضة من "مجزرة" في حال اقتحمت قوات النظام المدينة.
في الوقت نفسه، تبنى وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي دفعة جديدة من العقوبات على سوريا.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي في مؤتمر صحافي ان حادث الطائرة التركية التي اسقطتها الدفاعات الجوية السورية "انتهاك صريح للسيادة السورية مثبت بالوقائع وبالتصريحات التركية نفسها التي قالت انه تم انتهاك الاجواء السورية".
واشار الى ان وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو "روى رواية مغايرة تماما لوقائع هذا الاعتداء على السيادة السورية"، واصفا ما قاله بانه "عار عن الصحة وغير دقيق".
وكان اوغلو اتهم الاحد سوريا باسقاط المقاتلة التركية اثناء وجودها في المجال الجوي الدولي، موضحا ان الطائرة كانت تقوم بطلعة تدريبية من دون اسلحة وبهدف اختبار نظام رادار.
ودعت تركيا على خلفية هذا الحادث حلف شمال الاطلسي التي هي عضو فيه الى الاجتماع، الامر الذي استجاب له الحلف معلنا عقد الاجتماع الثلاثاء في بروكسل.
وقال مقدسي انه اذا دعم هذا الاجتماع الاستقرار "نتمنى له التوفيق... اما اذا كان عدواني الطابع، فاطمئنهم بان الاجواء السورية والاراضي السورية والمياه السورية مقدسة بالنسبة الى الجيش السوري، كما الاجواء التركية والاراضي التركية والمياه التركية مقدسة للجيش التركي".
ووصف دور الاتحاد الاوروبي في الازمة السورية بانه "سلبي".
وبعدما اجمعت الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي على وصف اسقاط دمشق مقاتلة تركية بانه عمل "غير المقبول" عززت الاثنين ضغوطها على دمشق لكنها تفادت اي تصعيد عسكري عشية انعقاد اجتماع للحلف الاطلسي مخصص للحادث.
وتبنى وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي المجتمعون في لوكسمبورغ مجموعة عقوبات جديدة بحق سوريا هي السادسة عشرة منذ بدء الاحتجاجات الشعبية وقمع النظام الدامي لها قبل اكثر من عام، وتستهدف شركات ووزارات جديدة وتوسع نطاق الحظر على شراء الاسلحة.
ميدانيا، يتواصل القصف العنيف من القوات النظامية السورية على احياء في مدينة حمص (وسط)، بينما حصد العنف في شتى انحاء البلاد اليوم 13 قتيلا بينهم 11 مدنيا، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال المرصد في بيان ان "احياء عدة في مدينة حمص لا تزال تتعرض للقصف من القوات النظامية السورية التي تحاول اقتحام حي جورة الشياح وتشتبك مع مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة".
وحذر الجيش السوري الحر في بيان ليلا من ان "النظام المجرم يحضر حشودا تقدر بمئة دبابة في اتجاه القصير- حمص وفي اتجاه طريق طرطوس-حمص وفي اتجاه شنشار-حمص، ما يدل بوضوح على نية النظام ارتكاب اعظم مجزرة يشهدها التاريخ".
ونقل المجلس الوطني السوري المعارض "نداء استغاثة" جديدا وجهه اهالي حمص الى العالم لانقاذهم "قبل فوات الاوان".
ووصف نداء الاستغاثة ما يجري في حمص بانه "حملة ابادة جماعية" مستمرة "منذ عشرين يوما".
واعلن المرصد السوري لحقوق الانسان مقتل مواطنين في محافظة حمص قنصا في حيي الميدان والقرابيص.
واعلن رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر جاكوب كيلنبرغر الاثنين انه يريد اتفاقا "لا التباس فيه" من جانب الاطراف المعنيين في سوريا قبل محاولة الدخول مجددا الى حمص لاجلاء المرضى والجرحى.
وصرح كيلنبرغر ان الصليب الاحمر يقوم ب"مبادرة جديدة اليوم" للحصول على موافقة الاطراف المعنيين من اجل "الدخول الى حمص".
في محافظة دير الزور (شرق)، قتل مواطنان جراء القصف واطلاق النار الذي تشهده احياء المدينة، كما تتعرض بلدتا الشحيل وموحسن لقصف عنيف.
في ريف دمشق، قتلت شابة في بلدة مديرا اثر اطلاق نار من القوات النظامية.
في درعا (جنوب)، قتل مواطن اثر قصف تعرضت له بلدة بصرى الشام وقرية جمرين المجاورة لها بشكل متواصل لاكثر من ست ساعات.
في محافظة ادلب (شمال غرب)، قتل ثلاثة اشخاص في اشتباكات وقصف على بلدة كفرنبل بينهم مقاتل معارض. كما قتل مواطنان في بلدة معرة النعمان في قصف تعرضت له البلدة، ومقاتل معارض "اثر استهداف سيارته بقذيفة من القوات النظامية في قرية معرة شورين"، بحسب ما ذكر المرصد.
وقتل شخص في بلدة الهبيط في ريف ادلب جراء اصابته برصاص قناص.
من جهة ثانية، ذكرت وكالة انباء الاناضول ان ضابطا سوريا برتبة لواء فر من الجيش ووصل الى تركيا ليل الاحد الاثنين، ما يرفع الى 13 عدد كبار ضباط الجيش السوري الذين لجاوا الى تركيا.
ودخل اللواء الذي لم تحدد الوكالة هويته او مهامه، الى تركيا عبر محافظة هاتاي (جنوب) برفقة عقيدين و30 جنديا آخرين مع اسرهم في مجموعة تضم 196 شخصا بينهم العديد من النساء والاطفال وفقا للاناضول.
وافاد مصدر دبلوماسي اوروبي وكالة فرانس برس الاثنين عن حادث جوي جديد كاد يقع فوق المتوسط بين تركيا وسوريا، عندما رصدت الرادات السورية طائرة تركية كانت تشارك في اعمال البحث عن الطيارين التركيين اللذين فقدا بعد اسقاط سوريا المقاتلة التركية من طراز "اف-4 فانتوم" الجمعة فوق المتوسط.
واوضح المصدر ان نظام الدفاعات الجوية السورية حدد الطائرة هدفا محتملا، وهي المرحلة الاخيرة قبل فتح النار.
واعلن مقدسي الاثنين ان عمليات البحث عن الطيارين مستمرة بالتنسيق مع السلطات التركية، وانه تم تسليم حطام الطائرة المقاتلة الاحد الى انقرة.