العدد 3579 - الأحد 24 يونيو 2012م الموافق 04 شعبان 1433هـ

«لا روخا» هزم «الديوك»... لكن الكرة الجميلة مازالت غائبة

في منتصف الشوط الثاني من اللقاء الذي انتهى بفوز اسبانيا 2/صفر على فرنسا في دور الثمانية من بطولة أوروبا لكرة القدم 2012 أطلقت بعض الجماهير صفارات الاستهجان إزاء ما اعتبروه أداء مملا بلا طعم من الفريقين.

واعتبر بعض الحضور أنهم دفعوا أموالا وتحملوا عناء الحضور إلى الإستاد لمشاهدة اثنين من أقوى فرق القارة الأوروبية لكن بدلا من ذلك شاهدوا مباراة بلا روح وأداء غير مقنع.

لقد كانت طريقة اللعب الاسبانية التي لا يلعب العنصر الجمالي ولا الإبداع دورا كبيرا فيها السبب في خروج صفارات الاستهجان فقد كان عشاق الكرة يتوقعون مباراة أكثر إمتاعا في ظل وجود المنتخب الاسباني المهيمن على كرة القدم العالمية خلال السنوات الأربع الماضية في الملعب.

وسيطرت اسبانيا على اللعب من خلال تمريراتها المتقنة الى الخلف والأطراف ثم أحيانا الى الأمام لكن لم تكن النية في معظم الأوقات تشكيل تهديد على مرمى فرنسا ونجحت هذه الإستراتيجية في منح اسبانيا بطاقة الصعود لقبل النهائي ومواجهة البرتغال يوم الأربعاء.

واحتفظت اسبانيا بنظافة شباكها في 11 مباراة وسكن مرماها 3 أهداف فقط في آخر 14 مباراة في بطولات أوروبا وكأس العالم ولا يمكن التشكيك في فعالية خططها.

لكن كانت هناك خيبة أمل كون المنتخب الاسباني يسعى الى ثلاثية غير مسبوقة بضم لقب البطولة المقامة في بولندا وأوكرانيا حاليا الى لقبي كأس العالم 2010 وبطولة أوروبا 2008.

ويروق لمؤيدي خطة لعب اسبانيا القائمة على التمريرات المتقنة الحديث عن فائدتها لكن بات الاستحواذ يستخدم لأسباب دفاعية وسلبية.

وفي أوقات كثيرة من المباراة كانت اسبانيا تحتفظ بالكرة ليس بغرض بناء هجمات لكن لمجرد حرمان المنافس منها أو -مثلما بدا في الشوط الثاني أمام فرنسا- لاستهلاك الوقت.

ويلعب برشلونة بطريقة مشابهة لكنها تتسم بتبادل الكرة بشكل سريع بالقرب من منطقة الجزاء في ظل وجود الأرجنتيني المبدع ليونيل ميسي الذي يعطي الفريق اللمسة الأخيرة القاتلة وعند المقارنة نجد أن اسبانيا تطبق الخطة بطريقة سلبية.

وفي مباراة فرنسا لم يلعب المدرب ديل بوسكي بمهاجم صريح مرة أخرى وبخلاف محاولات سيسك فابريغاس لعب دور المهاجم -وهو ما لم ينجح فيه في ظل وقوعه كثيرا في مصيدة التسلل- فان أسلوب اسبانيا كان اللعب بستة من لاعبي الوسط أمام 4 مدافعين.

ولم يكن هناك مجال للدهشة أن اسبانيا كانت تستحوذ على الكرة ثم عندما تصل الى مرحلة تمرير الكرة للاعب في منطقة الجزاء كانت تتراجع وتبدأ الهجمة من جديد.

وسيكون من الرائع أن نرى ما إذا كانت البرتغال -التي على عكس فرنسا تستطيع شن هجمات مرتدة فعالة في ظل وجود الجناحين كريستيانو رونالدو وناني- قادرة على استغلال سرعتها في الهجمات المرتدة وشق دفاع اسبانيا. وإذا نجحت اسبانيا في اجتياز الاختبار الصعب أمام البرتغال فإنها قد تواجه في النهائي المنتخب الألماني الذي أظهر أنه من الممكن اللعب بتمريرات دقيقة وبسرعة وفي نفس الوقت بنوايا هجومية.

العدد 3579 - الأحد 24 يونيو 2012م الموافق 04 شعبان 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً