على رغم هيمنة الدوري الإنجليزي لكرة القدم على المنتخبات المشاركة في بطولة كأس الأمم الأوروبية (يورو 2012) المقامة حاليا ببولندا وأوكرانيا، كان فريق ريال مدريد الاسباني هو الرابح الأكبر في دور الثمانية للبطولة.

ومن بين 7 أهداف شهدتها المباريات الثلاث الأولى في دور الثمانية، كان للاعبي ريال مدريد 4 أهداف في هذا المهرجان الكروي الرائع.

وسجل البرتغالي كريستيانو رونالدو هدف الفوز 1/صفر للمنتخب البرتغالي على نظيره التشيكي يوم الخميس الماضي ثم سجل زميله في ريال مدريد لاعب الوسط الألماني سامي خضيرة الهدف الثاني لمنتخب بلاده ليفتح له الطريق إلى الفوز الكبير 4/2 على نظيره اليوناني الجمعة.

ولعب خضيرة بمستواه البارز في هذه المباراة دورا كبيرا في الفوز على اليونان وإن ذهبت جائزة أفضل لاعب في المباراة إلى مسعود أوزيل زميله في ريال مدريد والمنتخب الألماني.

وسجل نجم ريال مدريد تشابي ألونسو هدفين للمنتخب الاسباني وقاده الى الفوز 2/صفر أمس الأول (السبت) على نظيره الفرنسي.

وتحدث المدير الفني للمنتخب الألماني لكرة القدم المدرب يواخيم لوف بالفعل إلى المدرب البرتغالي جوزيه مورينهو المدير الفني لريال مدريد ليشكره على التطور الملحوظ في مستوى كل من خضيرة وأوزيل /23 عاما/ في عامين قضاهما اللاعبان في النادي الملكي.

وترك خضيرة، المولود لأب تونسي وأم ألمانية، ومسعود أوزيل المولود بمدينة جيلسنكيرشن الألمانية لوالدين تركيين بصمتهما مجددا مع المنتخب الألماني بعدما كشف كل منهما عن وجوده بقوة على الساحة الدولية من خلال بطولة كأس العالم 2010 بجنوب افريقيا.

ولعب خضيرة لمنتخبات الناشئين والشباب بألمانيا بداية من منتخب الناشئين (تحت 16 عاما) وكان قائدا لمنتخب الشباب (تحت 21 عاما) الفائز ببطولة الأمم الأوروبية للشباب في العام 2009 والذي ضم أوزيل أيضا. وشكل خضيرة /25 عاما/ ثنائيا رائعا مع باستيان شفاينشتيغر في وسط الملعب.

ورغم ذلك، يبدو أن شفاينشتيغر ما زال يعاني من الإصابة في الكاحل ليضاعف من قيمة تواجد خضيرة في وسط الملعب.

ولا يرى خضيرة أنه مجرد لاعب خط وسط مدافع وهو ما ظهر واضحا من خلال توقيت انطلاقته إلى داخل منطقة جزاء اليونان ليقابل الكرة العرضية القادمة من ناحية اليمين بقذيفة مدوية إلى داخل الشباك بعد ست دقائق من هدف التعادل اليوناني 1/1.

وساهم خضيرة بشكل فعال في فوز المنتخب الألماني 4/2 بمدينة جدانسك الجمعة الماضية.

وأشاد لوف بمستوى خضيرة كلاعب نشيط يلعب كقائد في وسط الملعب ويتحرك في كل مكان داخل المستطيل الأخضر وأينما يحتاجه الفريق بالضبط.

وقال لوف: «أصبح شخصية فعلية في الشهور القليلة الأخيرة. في العام 2010، لعب خضيرة دورا مهما أيضا ولكنه الآن لاعب خط وسط يترك مركزه بشكل منتظم ليتقدم إلى الأمام في خط الهجوم ويشكل ضغطا على المنافس. إنه يظهر في داخل منطقة الجزاء ولكنه يرتد أيضا للدفاع».

وأضاف «من الصعب أن تستخلص منه الكرة. لديه قدرات قيادية جيدة وتواجد جيد في الكرات العالية. إنه يلعب دورا جيدا لخدمة اللاعبين المحيطين به أيضا».

وورث خضيرة دور القائد السابق للمنتخب الألماني مايكل بالاك في وسط الملعب. وظهر الانسجام بين الثنائي خضيرة وشفاينشتيغر في خط وسط المنتخب الألماني في كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا بعدما أسفرت الإصابة عن ابتعاد بالاك عن قائمة الفريق في البطولة علما بأنه ابتعد بعدها عن صفوف المنتخب الألماني (المانشافت) تماما.

وتعاقد مورينهو وريال مدريد مع اللاعبين خضيرة (من شتوتغارت الألماني) وأوزيل (من فيردر بريمن الألماني) بعد العروض الرائعة التي قدمها اللاعبان في المونديال.

وفي مونديال 2010، سجل خضيرة هدفه الدولي الأول مع المنتخب الألماني وكان هو هدف الفوز 3/2 على أوروغواي في مباراة تحديد المركز الثالث بينما كان أوزيل واحدا من أفضل 10 لاعبين في البطولة.

واستدعى لوف اللاعب خضيرة لصفوف الفريق في العام 2007 بعد عروضه المتميزة في الدوري الألماني (بوندسليغا) ولكن الإصابة حرمته من المشاركة مع الفريق لتكون المباراة الدولية الأولى له في صفوف المانشافت في سبتمبر/أيلول 2009.

ومع وصول رصيده حاليا إلى 31 مباراة دولية مع الفريق، أصبح لخضيرة مكانته في صفوف المنتخب الألماني.

وقال اللاعب قبل المباراة أمام اليونان: «أشعر كثيرا بأنني في بيتي عندما أكون مع الفريق. أصبحت لي مسئولية أكبر وهو أمر طبيعي. أحب المركز الذي ألعب فيه».

وقدم أوزيل أيضا أفضل عروضه في المباراة أمام المنتخب اليوناني ليلعب مع خضيرة دورا بارزا في بلوغ المنتخب الألماني للمربع الذهبي للبطولة الكبيرة الرابعة على التوالي منذ يورو 2004.

وقال فيليب لام قائد المنتخب الألماني: «كل منهما نضج في ريال مدريد. كان تحسنا مدهشا وساعد الفريق بشكل هائل».

وكان تطور مستوى أوزيل مشابها لما هو لدى خضيرة في العديد من الأمور. وبدأ أوزيل مسيرته مع المنتخب الألماني قبل شهر من بداية المسيرة الدولية لخضيرة وبلغ رصيده الآن 37 مباراة دولية أيضا كما تبعه إلى صفوف ريال مدريد بعد كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا.

وقال لوف إن أوزيل استحق الفوز بجائزة أفضل لاعب في المباراة أمام اليونان لتكون المرة الثانية التي يحرز فيها هذه الجائزة بالبطولة الحالية بعد مباراة الفريق الأولى التي فاز بها 1/صفر على البرتغال. وأوضح لوف «مسعود (أوزيل) شارك في جميع الهجمات. وكان دائما في أجواء المباراة».

شفاينشتايغر يشعر بالقلق إزاء إصابته في الكاحل

أكد نجم الوسط الألماني الدولي باستيان شفاينشتايغر أمس (الأحد) أنه يشعر بالقلق حيال الإصابة في كاحله، ولكنه يخطط للقتال ضد الألم من أجل أمنيته بالمشاركة في مباراتين محتملتين بيورو 2012.

وقال شفاينشتايغر لصحيفة «فيلت ام سونتاج» أمس الأحد: «بصراحة أشعر بالقلق حيال كاحلي»، مشيرا إلى أن الإصابة جاءت بعدما بذل مجهودا هائلا خلال فوز ألمانيا على اليونان 4/2 في دور الثمانية ليورو 2012.

وأضاف «ولكن هذه المرة الأمر لا يتعلق بي حتى أتعامل مع الأمر بهدوء، أمامنا مواجهتين محتملتين، سأقاتل خلالهما، عقب ذلك، سأرى ما إذا كنت استعدت حالتي مرة أخرى».

ويعد الأمر خطيرا حقا لشفاينشتيغر /27 عاما/ لأن يعترف بأنه سيتفهم الموقف إذا استبعده المدير الفني للمنتخب الألماني يواخيم لوف من القائمة الأساسية في المربع الذهبي ليورو 2012 أمام الفائز من مواجهة إيطاليا وإنجلترا.

وأشار شفاينشتايغر الذي عجز عن المشاركة في التدريبات قبل مباراة اليونان «إذا قرر مدرب المنتخب الوطني في هذا الاتجاه، لن يكون لدي مشكلة»، وأكد «أمام اليونان، صنعت بعض التمريرات السيئة التي لم تكن لتحدث أبدا».

لام: «الماتادور هو العلامة الهادية» ... وألمانيا لديها مواهب كافية

جدانسك - د ب أ

اعترف قائد المنتخب الألماني لكرة القدم اللاعب فيليب لام أمس (الأحد) بأن المنتخب الاسباني ما زال «العلامة الهادية والمرشدة» ولكن المنتخب الألماني لديه فريق كبير وعدد كاف من اللاعبين أصحاب المستوى العالمي لتحقيق الهدف وهو الفوز بلقب كأس الأمم الأوروبية (يورو 2012) المقامة حاليا ببولندا وأوكرانيا.

وقال لام في مؤتمر صحافي أمس بمدينة جدانسك البولندية، «قدرات المنتخب الاسباني ما زالت موجودة. علينا أن ننظر للمباراة أمام فرنسا (التي انتهت بفوز المنتخب الاسباني 2/صفر). لم يمنحوا منافسهم أي فرصة. ما زال المنتخب الاسباني هو العلامة الهادية والمرشدة».

وأشاد لام بالمنتخب الاسباني ووصفه بأنه «نموذج جيد» في تمرير الكرة.

وقال لام نجم فريق بايرن ميونيخ إن المنتخب الألماني (المانشافت) يمتلك العديد من المواهب في صفوفه أيضا ويمنح مديره الفني يواخيم لوف الفرصة لانتقاء العناصر الأفضل لخطة كل مباراة. كان هذا هو الحال أمام المنتخب اليوناني الجمعة في دور الثمانية إذ دفع لوف باللاعبين ميروسلاف كلوزه وماركو ريوس وأندري شورله في التشكيل الأساسي للفريق بدلا من ماريو غوميز ولوكاس بودولسكي وتوماس مولر.

وسجل كل من كلوزه وشورله هدفا في شباك اليونان مثلما فعل لارس بيندر في مباراة الفريق الثالثة بالدور الأول للبطولة عندما سجل هدفا في شباك الدنمارك عندما لعب بدلا من جيروم بواتينج الموقوف.

وقال لام: «لدينا فريق رائع وعميق للغاية. جميع اللاعبين لهم أهمية. رأينا هذا أمام اليونان وأيضا في الدفع باللاعب لارس بيندر. المهم هو أن يظهر كل لاعب إمكاناته».

وقد يضطر لوف إلى تغيير لاعب واحد في تشكيلته الأساسية خلال المباراة المقبلة وهو باستيان شفاينشتيغر نجم خط الوسط بسبب إصابته في الركبة. واعترف لوف في تصريحات صحفية أمس بأن إصابة شفاينشتيجر «تقلقه».

نريد السقف مفتوحا

ويأمل فيلب لام قائد منتخب ألمانيا أن يظل سقف استاد وارسو مفتوحا في مباراة الدور قبل النهائي لبطولة أوروبا لكرة القدم 2012 يوم الخميس المقبل لضمان أن يكون الطقس باردا حين ستتطلع بلاده لحجز مكان في النهائي.

وكان السقف قد أغلق في المباراة الافتتاحية بين بولندا التي تتقاسم استضافة البطولة واليونان وهو ما أدى لارتفاع درجات الحرارة والرطوبة بشكل كبير ولم يفضله أغلب اللاعبين.

وقال لام للصحافيين أمس (الأحد): «نحن نمارس رياضة في الهواء الطلق لذا أتمنى أن يظل السقف مفتوحا لدخول الهواء النقي. لا يعجبني الأمر عندما يكون الطقس حارا». وأضاف «في النهاية الأمر ليس بيدي لاتخاذ القرار».

وقال الاتحاد الاوروبي لكرة القدم إنه سيسعى لإبقاء السقف مفتوحا حتى نهاية البطولة عقب القرار الذي واجه انتقادات شديدة بإغلاق السقف قبل مباراة الافتتاح بسبب وجود عاصفة.

واشتكت وسائل إعلام ومسئولون بولنديون من أن الأجواء الرطبة في الاستاد أسهمت في الأداء السيئ للمنتخب البولندي في الشوط الثاني من المباراة التي انتهت بالتعادل 1-1.