أكد رئيس وحدة مكافحة الأمراض المزمنة غير المعدية عبدالحسين العجمي في حديثه عن حجم انتشار الأمراض غير المعدية في مملكة البحرين، أن الأمراض المزمنة غير المعدية تعتبر السبب الرئيسي للوفاة في مملكة البحرين لعام 2010، إذ تم تسجيل 2388 حالة وفاة، 379 (16 في المئة) بسبب أمراض الجهاز الدوري، و306 (13 في المئة) بسبب السرطان، و187 (8 في المئة) بسبب أمراض الغدد الصماء ويأتي في مقدمتها داء السكري، و148 (6 في المئة) جراء أمراض الجهاز التنفسي.
جاء ذلك خلال اجتماع اللجنة الوطنية لمكافحة الأمراض المزمنة غير المعدية الأول برئاسة وزير الصحة صادق عبدالكريم الشهابي، يوم الخميس (14 يونيو/ حزيران 2012م)، بحضور نائب رئيس اللجنة مريم الجلاهمة وأعضاء اللجنة، وذلك في قاعة الميزانين بمبنى دار رفيدة.
وافتتح الاجتماع الأول وزير الصحة باستعراض قرار اللجنة، والذي جاء فيه أنه تنشأ لجنة تسمى «اللجنة الوطنية لمكافحة الأمراض المزمنة (غير المعدية)»، برئاسة وزير الصحة وعضوية كل من الوكيل المساعد للرعاية الأولية والصحة العامة في وزارة الصحة، ومدير إدارة تعزيز الصحة في وزارة الصحة، ومدير إدارة الصحة العامة في وزارة الصحة، وممثل عن الخدمات الطبية بقوة دفاع البحرين، وممثل عن مستشفى الملك حمد الجامعي، وممثل عن وزارة الصناعة والتجارة، وممثل عن وزارة شئون البلديات والتخطيط العمراني، وممثل عن وزارة التربية والتعليم، وممثل عن هيئة شئون الإعلام، وممثل عن الهيئة العامة لحماية الثروة البحرية والبيئة والحياة الفطرية، وممثل عن غرفة تجارة وصناعة البحرين، وممثل عن مركز الشيخ محمد للقلب، وممثل عن المؤسسة العامة للشباب والرياضة، وممثل عن جمعية السكر البحرينية، وممثل عن جمعية مكافحة التدخين، وممثل عن جمعية مكافحة السرطان.
وتختص اللجنة بالكثير من المهمات، متمثلة في وضع خطة وطنية لمكافحة الأمراض المزمنة (غير المعدية)، استناداً للاستراتيجية العالمية والخطة الخليجية الموحدة، ووثيقة المنامة لمكافحة الأمراض المزمنة (غير المعدية)، وصياغة الخطط التنفيذية ووضع البرامج والأنشطة المشتركة بين الجهات ذات العلاقة، والإشراف على البرامج والأنشطة الخاصة بالأمراض المزمنة (غير المعدية) الموجهة لمكافحتها، ومتابعة وتقييم تلك البرامج والأنشطة، وتوحيد الجهود وإشراك القطاع الخاص والأهلي لمكافحة الأمراض المزمنة (غير المعدية)، ورفع الوعي الصحي بشأن عوامل الخطر المؤدية للإصابة بالأمراض المزمنة (غير المعدية)، ودراسة التشريعات والأنظمة الخاصة بمكافحة الأمراض المزمنة (غير المعدية) وإبداء الرأي بشأنها، وتدعيم وسائل البحوث والدراسات الخاصة بالأمراض المزمنة (غير المعدية).
إلى ذلك، قال رئيس وحدة مكافحة الأمراض المزمنة غير المعدية عبدالحسين العجمي: «نظراً لما تمثله الأمراض المزمنة غير المعدية وعوامل الخطورة المصاحبة من عبء على الصحة العامة والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، متمثلة في أمراض القلب والشرايين والسكري والسرطان والأمراض التنفسية المزمنة، بالإضافة إلى عوامل الخطورة المشتركة والمرتبطة بهذه الأمراض، والتي يمكن الوقاية منها مثل التدخين والنظام الغذائي غير الصحي ونقص النشاط البدني، وطبقاً لإحصاءات منظمة الصحة العالمية فإن هذه الأمراض مسئولة عن نحو 60 في المئة من جميع الوفيات على مستوى العالم، أما في مملكة البحرين وبحسب المسح الوطني الصحي للأمراض المزمنة للعام 2006، فبلغت نسبة ارتفاع ضغط الدم 38.2 في المئة، والسكري 14.3 في المئة، وارتفاع الدهون 40.6 في المئة، وزيادة الوزن والسمنة 35.9، علاوة على ذلك فإن 62 في المئة يتناولون الخضار و49.6 في المئة يتناولون الفواكه يومياً، و 57.1 في المئة لا يقومون بأي نشاط بدني أثناء الفراغ، وأن معدل انتشار التدخين بلغ 19.9 في المئة».
وأضاف: «عليه بات لزاماً على وزارة الصحة لمواجهة هذه الأمراض ومضاعفاتها، أن تكون هناك خطة وطنية شاملة تتوافق مع التوجهات والأهداف الاستراتيجية للرعاية الصحية الأولية في مملكة البحرين نحو مجتمع بحريني معافى صحياً وتتوافق أيضاً مع الخطة التنفيذية للاستراتيجية العالمية والخليجية لمكافحة الأمراض المزمنة، وهي تأتي ضمن أولويات الوزارة، إذ تتكاتف فيها جهود مختلف قطاعات وشرائح المجتمع، وبناء على دراسة احتياجات المجتمع الصحية لمعرفة كيفية توجيه الخدمات الصحية تبيّن أن ارتفاع ضغط الدم والسمنة أحد أهم الاحتياجات التي يجب توجيه الخدمات الصحية للتفاعل معها».
من جانبها، استعرضت الوكيل المساعد للرعاية الأولية والصحة العامة، نائب رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة الأمراض المزمنة غير المعدية مريم الجلاهمة القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة والمجلس الأعلى لدول مجلس التعاون ومجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون، متمثلة في قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة (سبتمبر/ أيلول 2011م)، وقرار المجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية (ديسمبر/ كانون الأول 2011م)، وإعلان مسقط عن اقتصاديات الأمراض غير المعدية (يناير/ كانون الثاني 2012م)، وقرار مجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون (مايو/ أيار 2012م).
ثم استعرضت مدير إدارة الصحة العامة خيرية موسى ما تم اتخاذه في مملكة البحرين على ضوء خطة منظمة الصحة العالمية، مشيرة إلى أن مملكة البحرين تبنت الاستراتيجية العالمية الصادرة من منظمة الصحة العالمية عن مكافحة الأمراض المزمنة غير المعدية وذلك من خلال تبني 6 أهداف رئيسية، متمثلة في: رفع مستوى الأولوية الممنوحة للأمراض المزمنة غير المعدية في العمل الإنمائي على الصعيدين العالمي والوطني، وإدراج أنشطة توقي هذه الأمراض ومكافحتها في السياسات الخاصة بجميع الإدارات الحكومية، ووضع وتعزيز السياسات والخطط الوطنية في مجال توقي الأمراض المزمنة غير المعدية ومكافحتها، وكذلك تعزيز التدخلات الرامية إلى الحد من أهم عوامل الاختطار القابلة للتغيير والمشتركة بين الأمراض المزمنة غير المعدية، أي تعاطي التبغ والنظام الغذائي غير الصحي والخمول البدني وتعاطي الكحول على نحو ضار.
وأضافت من بين الأهداف «تشجيع البحوث الخاصة بتوقي الأمراض المزمنة غير المعدية ومكافحتها، وتشجيع الشراكات لتوقي الأمراض المزمنة غير المعدية ومكافحتها، ورصد الأمراض المزمنة غير المعدية ومحدداتها وتقييم التقدم المحرز على كل من الصعيد الوطني والإقليمي والعالمي».
ثم قامت الوكيل المساعد للرعاية الأولية والصحة العامة، نائب رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة الأمراض المزمنة غير المعدية مريم الجلاهمة بعرض الخطة الخليجية لمكافحة الأمراض غير المعدية وإطار المتابعة، لافتةً إلى أن الرؤية تتمثل في حماية المجتمع الخليجي من الأمراض غير المعدية ومضاعفاتها كمسئولية مشتركة بين فئات المجتمع، بينما تتمثل الرسالة في تعزيز الوعي الصحي لدى المجتمع الخليجي عن الأمراض غير المعدية وعوامل الاختطار المؤدية لها، وتعضيد برامج الاكتشاف المبكر والرعاية الصحية المتكاملة بمستوياتها الثلاثة وفق الأسس والطرق العلمية المبنية على البراهين، وذلك من خلال الاستخدام الأمثل للموارد لخفض معدلات المرض والوفيات والإعاقة بسبب الأمراض غير المعدية ومضاعفاتها بمشاركة جميع المؤسسات الحكومية والأهلية ضمن مفهوم الشراكة في صحة المجتمع.
وتابعت «أما الأهداف الرئيسية بعيدة المدة فتتمثل في خفض نسبة الوفيات من الأمراض غير المعدية (أمراض القلب والأوعية الدموية، السرطان، السكري، وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة) بنسبة 25 في المئة عن النسبة الحالية بين البالغين (العمر 30-70 عاما) خلال 15 عاما المقبلة، وكذلك خفض معدل الإصابة بمرض داء السكري بنسبة 10 في المئة بين البالغين 18 عاماً فما فوق عن الوضع الحالي خلال15 عاما المقبلة».
كما أشارت الجلاهمة إلى الأهداف الاستراتيجية متمثلة في الوقاية الأولية من الأمراض غير المعدية، والوقاية الثانوية من الأمراض غير المعدية، وتحسين جودة الخدمات الصحية بمستوياتها الثلاثة المقدمة لمرضى الأمراض غير المعدية ومضاعفاتها، وإجراء وتدعيم وسائل البحوث والدراسات الخاصة بالأمراض غير المعدية، وتمكين المرضى المصابين وأسرهم من المشاركة في الخدمات المقدمة ومراقبة جودتها، والشراكة المجتمعية لمكافحة الأمراض غير المعدية، وتدعيم وسائل المراقبة والمتابعة والتقييم الخاصة بالأمراض غير المعدية. بعدها استعرضت الجلاهمة مقترح الخطة التنفيذية الوطنية، ثم تم تشكيل فرق العمل لوضع الخطة التنفيذية وتم توزيع المهمات بين أعضاء اللجنة.
العدد 3579 - الأحد 24 يونيو 2012م الموافق 04 شعبان 1433هـ
اللجنة تحتاج عضو جديد
«أما الأهداف الرئيسية بعيدة المدة فتتمثل في خفض نسبة الوفيات من الأمراض غير المعدية (أمراض القلب والأوعية الدموية، السرطان، السكري، وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة)"
ألا يجب أن يكون ضمن اللجنة ممثل عن وزارة الداخلية ايضاَ باعتبارها الجهة المسئولة عن زيادة حالات الإصابة بالأمراض التنفسية وعن تدهور الحالات المصابة أصلاً بسبب الكميات الهائلة من الغازات السامة التي تلقيها في المناطق السكانية وداخل البيوت أيضاً؟
حتى لا ننسى الشهيد ياسين 14 عام المصاب بالتليف الرئوي والذي مات بعد استنشاق الغازات.