العدد 3578 - السبت 23 يونيو 2012م الموافق 03 شعبان 1433هـ

انقرة تتهم سوريا باسقاط طائرتها الحربية في الاجواء الدولية والاطلسي يجتمع الثلاثاء

صعدت تركيا اليوم الاحد (24 يونيو / حزيران 2012) لهجتها حيال دمشق محذرة من تحدي الجيش التركي بعد ان اتهمتها باسقاط مقاتلة تركية الجمعة في المجال الجوي الدولي وطلبت اجتماعا عاجلا لحلف شمال الاطلسي سيعقد الثلاثاء.
وقال وزير خارجية تركية احمد داود اوغلو لشبكة التلفزيون الحكومية تي ار تي "حسب استنتاجاتنا طائرتنا اسقطت في المجال الجوي الدولي على بعد 13 ميلا بحريا عن سوريا".
واكد ان طائرة "الاف-4 فانتوم" التركية كانت تحلق بمفردها و"لم تكن تقوم باي مهمة ولا حتى لجمع المعلومات، فوق سوريا".
الا ان داود اوغلو اعترف بان الطائرة دخلت لفترة وجيزة المجال الجوي السوري.
وقال ان "الطائرة لم تصدر اي اشارة عدوانية تجاه سوريا وسقطت بعد حوالى 15 دقيقة من انتهاكها موقتا المجال السوري (...) وبعد اصابتها سقطت الطائرة في المياه الاقليمية السورية".
واضاف داود اوغلو ان اي تحذير لم يصدر عن سوريا.
وقال ان الطائرة كانت تقوم بمهمة تدريب وتجربة لنظام رادار في المتوسط.
واكد حلف شمال الاطلسي الاحد ان مجلس الحلف سيعقد اجتماعا عاجلا الثلاثاء في بروكسل بناء على طلب تركيا. وقالت المتحدثة باسم الحلف الاطلسي وانا لونغسكو ان "مجلس حلف شمال الاطلسي سيجتمع الثلاثاء بناء على طلب تركيا".
وستقوم تركيا بتقديم عرض حول هذا الحادث امام سفراء الدول ال27 الاعضاء في الحلف الاطلسي، كما اوضحت المتحدثة.
ولهذا الغرض، طلبت تركيا الاحد عقد اجتماع عاجل الثلاثاء لحلف شمال الاطلسي متذرعة بالمادة الرابعة في الميثاق المؤسس والتي تجيز للدول الاعضاء رفع مسالة الى مجلس الحلف ومناقشتها مع حلفائها، حسب ما افاد مصدر دبلوماسي تركي لفرانس برس.
وشدد داود اوغلو على ان تركيا ستتحلى بضبط النفس، مؤكدا ان الخيار العسكري غير مطروح للرد على سوريا.
واضاف ان "تركيا ستتحلى بضبط النفس لكنها ستكون حازمة في الوقت ذاته". وتابع محذرا سوريا "لا ينبغي لاحد ان يسمح لنفسه بأن يتحدى القدرات (العسكرية) لتركيا".
ومضى يقول "سنرفع هذه القضية امام الرأي العام والقانون الدولي باسم شرف تركيا".
وقال الوزير التركي ان الحكومة التركية وضعت "خطة عمل" تكمن اساسا في اتخاذ تدابير دبلوماسية لدى حلفائها في الحلف الاطلسي والامم المتحدة.
والسبت اجرى داود اوغلو اتصالات هاتفية مع نظرائه في حوالى 10 دول منها الولايات المتحدة والدول الاخرى الاعضاء في مجلس الامن الدولي (فرنسا والصين وبريطانيا وروسيا) ونظيريه الايراني والالماني بحسب المصدر التركي.
ومساء الجمعة اكدت سوريا انها اسقطت مقاتلة تركية مشيرة الى انها دخلت مجالها الجوي.
من جهة اخرى، يواصل الاتراك والسوريون الاحد عمليات البحث لانقاذ الطيارين اللذين كانا على متن الطائرة. لكن الامل في العثور عليهما حيين ضئيلة.
واعلنت وزارة الخارجية التركية انه تم تحديد المكان الجغرافي لسقوط حطام الطائرة، وانه يقع على عمق 1300 متر.
وقد يزيد هذا الحادث من التوتر في العلاقات بين تركيا وسوريا الدولتين اللتين كانت حليفتين حتى بداية حركة الاحتجاج ضد نظام الرئيس بشار الاسد في اذار/مارس 2011.
ومذذاك تنتقد انقرة بشدة القمع الدامي لحركة الاحتجاج وانضمت الى النداءات الداعية الى رحيل الرئيس السوري.
وتستقبل تركيا ايضا 32500 لاجىء سوري والمعارضة السورية وقائد الجيش السوري الحر.
واتهمت دمشق انقرة بدعم المعارضة السورية وحتى السماح للمعارضة بالتحرك انطلاقا من اراضيها.
وبعد اطلاق نار للقوات السورية في نيسان/ابريل على مخيم للاجئين السوريين في الاراضي التركية، حذرت انقرة من انها لن تسمح باي عمل يعتبر خرقا لامنها وانها لن تتردد في ان تطلب تدخلا من الحلف الاطلسي هذه المرة باسم المادة الخامسة من المعاهدة نفسها التي تنص على ان اي هجوم ضد احد الحلفاء هجوم على الجميع.
والاحد وصفت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون اسقاط سوريا لطائرة حربية تركية بانه "وقح وغير مقبول"، متعهدة بالعمل مع انقرة للخروج برد مناسب.
وقالت كلينتون في بيان مكتوب ان ذلك "مثال اخر على استهتار السلطات السورية السافر بالاعراف الدولية والحياة البشرية والسلام والامن".
من جهتها نددت روما الاحد بالتصرف "الخطير وغير المقبول" للنظام السوري الذي اسقط الجمعة طائرة عسكرية تركية واكدت مشاركتها في اجتماع الحلف الاطلسي الذي سيناقش هذه القضية الثلاثاء في بروكسل.
واعلن وزير الخارجية الايطالي جوليو تيرزي في بيان "انه عمل خطير جديد وغير مقبول من جانب نظام (الرئيس بشار) الاسد"، معربا عن "استنكاره الشديد وادانته".
واضاف تيرزي ان "ايطاليا ستشارك بفعالية في الاجتماع التشاوري المقرر الثلاثاء والذي يعقد بناء على طلب تركيا بموجب المادة الرابعة من معاهدة الحلف الاطلسي".
وتحدثت وسائل اعلام بريطانية عدة عن ان تركيا تمد المعارضة السورية بالاسلحة بالتنسيق مع وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه) ودول عربية عدة وهو ما تنفيه انقرة.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً