أعلنت لجنة الانتخابات الرئاسية في مصر اليوم الأحد (24 يونيو/ حزيران 2012م) فوز مرشح الأخوان المسلمين محمد مرسى بمنصب الرئيس متغلبا على الفريق أحمد شفيق بنسبة ضئيلة تعكس مدى الانقسام في المجتمع المصري .
إذ أنه علي الرغم من محاولات الجنرال المتقاعد المضنية للدفاع عن طبيعة علاقته بالماضي ، إلا أن كثيرين لا يستطيعون نسيان أنه الشخص الذي لجأ إليه مبارك عندما كانت سفينة حكمه توشك على الغرق ، كما أنه كان رئيسا للوزراء في الوقت الذي تعرض فيه متظاهرو التحرير لاعتداء من خارج الميدان فيما يعرف إعلاميا بموقعة الجمل التي قتل فيها 11 شخصا وجرح المئات حتى وإن كان هذا الاعتداء قد وقع بعد وقت ليس ببعيد من أدائه لليمين.
شفيق من مواليد القاهرة ، وترجع أصوله إلى محافظة الشرقية.
وكان والده وكيلا لوزارة الري . تزوج شفيق من السيدة عزة توفيق عبد الفتاح ابنة وزير الشئون الاجتماعية والعمل الأسبق.
وتوفيت زوجته قبل أيام من الجولة الأولى للانتخابات.
تخرج شفيق في الكلية الجوية عام 1961 ، وشارك في جميع الحروب التي خاضتها القوات المسلحة المصرية بعد تخرجه.
تولى منصب وزير الطيران المدني عام 2002 حيث نجح في تطوير قطاع الطيران المدني المصري بشهادة الداخل والخارج.
وتولى منصب رئاسة الوزراء في نهاية كانون ثان/يناير عام 2011 في أوج الانتفاضة الشعبية المصرية على حكم مبارك ، واضطر إلى الاستقالة في آذار/مارس على وقع احتجاجات شعبية طالبت بتنحي رئيس وزراء مبارك. في تشرين ثان/نوفمبر من العام الماضي أعلن شفيق ترشحه للرئاسة بعد ما قال إنها مطالبات شعبية ملحة له للترشح للمنصب ، وفي 24 نيسان/أبريل 2012 قررت لجنة الانتخابات الرئاسية المصرية استبعاده من قائمة المرشحين تطبيقاً لقانون عرف إعلاميا باسم العزل السياسي صادر عن البرلمان ويقضي بحرمان متقلدي مناصب بعينها في عهد مبارك من مباشرة حقوقهم السياسية ومن ثم الترشح للرئاسة إلا أنه طعن أمام لجنة الانتخابات على قرار استبعاده وقبلت اللجنة طعنه ومن ثم أعيد إلى السباق.
وقبل يومين من جولة الإعادة قضت المحكمة الدستورية العليا بعدم دستورية القانون من الأساس.
ورغم نجاحه في أن يضمن له مكانا فى انتخابات الاعادة بحصوله علي أكثر من خمسة ملايين صوت في الجولة الأولي ظل البعض يؤمن لم يكن من المفترض أن يظل طليقا من الأساس ويتهمون المجلس العسكري بتعمد تجاهل عشرات البلاغات المقدمة ضده ، والتي يؤكد الفريق أنها كيدية لم ترق أصلا لاستدعائه ولو لمرة واحدة لسؤاله عنها.
وشهدت الفترة الفاصلة بين جولتي الانتخابات تصعيدا ناريا بين شفيق والإخوان المسلمين بينما ظل هو يؤكد "أنا أمثل الدولة المدنية .. والإخوان يمثلون الدول الطائفية الإخوانية" ظل الإخوان يؤكدون أن مرشحهم هو مرشح الثورة في وجه مرشح الفلول مستدلين على ذلك بدعم رموز نظام مبارك وحزبه الوطني المنحل له.