العدد 3578 - السبت 23 يونيو 2012م الموافق 03 شعبان 1433هـ

مصير الحكومة اليونانية الجديدة مرتبط باعادة التفاوض حول خطة التقشف

يرى محللون ان نتيجة المفاوضات الجديدة حول خطة التقشف التي تنوي اليونان اجراؤها مع الاتحاد الاوروبي وصندوق النقد الدولي سيحدد مصير حكومة الوحدة الوطنية الجديدة في اثينا.
وقال الخبير السياسي نيكوس ديمو لوكالة فرانس برس "اذا توصلت الحكومة على اعادة النظر في المذكرة فانها تملك فرصا للبقاء".
واضاف "اذا لم تحصل على تعديلات تجميلية، فان الاستياء الاجتماعي سيعود من جديد".
وقد حدد التحالف الجديد بقيادة المحافظ انطونيس ساماراس اولوية له اعادة التفاوض حول خطة التقشف التي اقرت مقابل مساعدة كبيرة، ولكن بدون ان يهدد انتماء اليونان الى منطقة اليورو.
وفاز حزب الديموقراطية الجديدة بقيادة ساماراس بدون ان يحقق اغلبية مطلقة في الانتخابات التشريعية التي جرت الاحد الماضي، مما اضطره لتشكيل تحالف مع الاشتراكيين في حزب باسوك وحزب يساري معتدل آخر (ديمار).
لكن اليسار الراديكالي المعارض للتقشف والممثل بحزب سيريزا بقيادة الكسيس تسيبراس والذي حل ثانيا في الانتخابات، رفض المشاركة واكد انه يريد ان يلعب دور المعارض الاول بما في ذلك في الشارع وعن طريق الاضراب.
وعند ادائه القسم وعد ساماراس بقيادة حكومة "طويلة الامد تؤمن الاستقرار والامل". الا ان المحللين يشككون في امكانية استمرارها.
وقال مانوليس اليكساكيس استاذ علم الاجتماع السياسي في جامعة اليونان انه "في اليونان ليست هناك ثقافة حكومة وحدة ولا اعتقد ان الحكومة ستكون مستقرة".
واضاف ان رفض الاشتراكيين وديمار التمثل بشخصيات مهمة والاكتفاء باختيار شخصيات من "التكنوقراط" تكتيكي لتجنب تحمل مسؤولية الاجراءات التقشفية.
ورأى ان "الشركاء الصغار يريدون الانتظار ليروا اي ضربات قاسية ستوجه الى الحكومة" وحزب سيريزا سينتظر دوره لتولي قيادة البلاد.
وقال ان "كل ما على سيريزا فعله هو الانتظار. هناك مكان في وسط اليسار له والامر ليس سوى مسألة وقت ليتولى السلطة".
وينظر محللون آخرون بتفاؤل اكبر الى فرض نجاح الحكومة.
وقال باسخوس ماندرافيليس كاتب الافتتاحية في صحيفة كاثيميريني الليبرالية ان "التصويت تحول لمصلحة الاحزاب المؤيدة للوحدة الاوروبية. لكن اذا كان هناك ثمن يتوجب دفعه فهذا يؤدي الى حكومة اكثر استقرارا".
واضاف "شهدنا مرحلة اضطرابات في الشوارع والناس لم تعد قادرة على الاحتمال".
واكد ان تشكيل حكومة تحالف فكرة جديدة في اليونان ومتابعة ثلاثة قادة من تيارات مختلفة يحكمون معا "امر مشجع".
ويقاسمه استاذ السياسة المالية في جامعة اثينا ستافروس توماداكيس الرأي قائلا ان "التحالف الجديد يعني جهدا جديا وصادقا جدا. لدينا فرصة تغيير حقيقي بالمقارنة مع الماضي".
وشدد المحللون خصوصا على تعيين فاسيليس رابانوس في منصب وزير المال. ورابانوس مصرفي عمل على ادخال اليونان في منطقة اليورو في 2001 ويعتبر قريبا من الحزب الاشتراكي.
وقال ماندرافيليس "من الافضل ان تكون هناك شخصيات مؤهلة بدلا من سياسيين يعرقلون كل شىء".
ووافقه توماداكيس الرأي حول هذه النقطة معتبرا ان رابانوس رجل "واقعي يمكنه اعادة الاستقرار الاقتصادي في البلاد".
ويرى المحللون ايضا ان اعادة تفاوض اليونان لخطة التقشف سيسمح به تغير الاجواء في اوروبا لمصلحة خطط اكثر توجها نحو النمو.
وقال توماداكيس ان "هذا يعود الى رؤية اوسع تشمل التغييرات في السياسات التي تقترحها فرنسا (...) وستسمح بضمان النظام المصرفي".
ورأى اليكساكيس ان المفاوضات حول المذكرة يمكن ان تجري بشكل جيد لليونان، مشيرا الى ان "الاوروبيين يتحدثون عن تمديد زمني وبعض التغييرات في التفاصيل".
واضاف "اعتقد ان هناك هامشا للتفاوض. المسألة هي معرفة ما اذا كان اليونانيون يقبلون بالبنود".
 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً