العدد 3578 - السبت 23 يونيو 2012م الموافق 03 شعبان 1433هـ

صدام إيطالي- انجليزي في رحلة البحث عن الذات

دانييتسك (أوكرانيا) - أ ف ب 

23 يونيو 2012

سيكون الملعب الاولمبي في كييف اليوم (الأحد) مسرحاً لمواجهة نارية مرتقبة في ختام الدور ربع النهائي من كأس أوروبا 2012 وتجمع بين المنتخبين الايطالي والإنجليزي اللذين يخوضان في نهائيات بولندا وأوكرانيا «رحلة البحث عن الذات» لكن الصدف شاءت أن يصطدمان ببعضهما.

وإذا كان المنتخب الايطالي اختبر نجاحات متقطعة منذ مونديال بلاده العام 1990 حين حل ثالثا ثم اتبع هذه النتيجة بوصوله إلى نهائي مونديال 1994 والى نهائي كأس أوروبا 2000 قبل أن يتوج بلقبه العالمي الرابع في مونديال ألمانيا 2006، فان المنتخب الإنجليزي لم يحقق شيئا يذكر منذ المونديال الايطالي بالذات (وصل إلى نصف النهائي).

لم يتمكن منتخب البلاد التي انطلقت من أراضيها كرة القدم، في أن يفرض نفسه بين اللاعبين الكبار على رغم السمعة المميزة لبطولته المحلية، إذ يبقى فوزه «المثير للجدل» بلقب مونديال 1966 الذي أقيم على أرضه انجازه اليتيم على الصعيد العالمي لان ثاني أفضل نتيجة له في البطولة الأهم على الإطلاق كانت وصوله إلى نصف نهائي مونديال ايطاليا.

أما على الصعيد القاري فتبقى أفضل نتيجة له احتلاله المركز الثالث العام 1968 حين كان يعتمد نظام النصف النهائي والمركز الثالث والنهائي في النهائيات التي يتأهل إليها 4 منتخبات فقط، ووصوله إلى نصف نهائي 1996 على أرضه حين خرج على يد الألمان بركلات الترجيح.

وبالتالي فان الايطاليين نجحوا، وعلى رغم أدائهم غير المقنع في غالبية الأحيان، من أن يفرضوا أنفسهم من كبار اللعبة الشعبية الأولى في العالم بفضل النتائج التي حققوها، في حين يبقى المنتخب الإنجليزي اسما كبيرا في كرة القدم لكن من دون نتائج.

وهناك قاسم مشترك بين المنتخبين إنهما يسعيان إلى تعويض ما فاتهما في الأعوام الأربعة الأخيرة، إذ خرج الايطاليون من الدور ربع النهائي لكأس أوروبا 2008 بركلات الترجيح على يد اسبانيا التي توجت لاحقا باللقب، ثم تنازلوا عن لقبهم العالمي بخروجهم من الدور الأول لمونديال جنوب إفريقيا 2010.

أما الانجليز الذين تأهلوا إلى النهائيات القيادة بقيادة المدرب الايطالي فابيو كابيللو قبل أن يترك الأخير منصبه في فبراير/ شباط الماضي لستيوارت بيرس ثم روي هودجسون، فهم لم يتأهلوا حتى إلى نهائيات كأس أوروبا 2008 ثم ودعوا نهائيات مونديال جنوب إفريقيا بطريقة مذلة بعد خروجهم من الدور الثاني على يد ألمانيا (1/4).

مواجهة نارية

وسيكون من الصعب توقع النتيجة التي ستنتهي عليها هذه المواجهة النارية خصوصا إن اللقاء الأخير بين المنتخبين يعود إلى 27 مارس/ آذار 2002 عندما عاد الايطاليون من ليدز فائزين 2/1 في مباراة ودية تحضيرية لمونديال كوريا الجنوبية واليابان، أما المواجهة الأخيرة بينهما في مشاركة رسمية فتعود العام 1997 في التصفيات المؤهلة لمونديال فرنسا 1998 حين فاز «الآتزوري» ذهابا في لندن 2/1 قبل أن يتعادلا إيابا صفر/صفر في روما.

أما بالنسبة لمواجهاتهما في البطولة القارية فسيكون لقاء الغد الثاني فقط بينهما بعد العام 1980 حين فازت ايطاليا 1/صفر في دور المجموعات، وبالمجمل تواجه الطرفان في 22 مناسبة سابقا وفازت ايطاليا 9 مرات وإنجلترا 7 مرات، آخرها يعود إلى العام 1997 (2/صفر)، مقابل 6 تعادلات.

ومن المؤكد أن مباراة اليوم ستكون قوية جدا خصوصا إن الفريقين قدما أداء جيدا في الدور الأول، إذ تعادلت ايطاليا مع اسبانيا، حاملة اللقب وبطلة العالم، وكرواتيا وفازت على ايرلندا، فيما تعادلت إنجلترا مع فرنسا وفازت على السويد وأوكرانيا.

إيطاليا لكتابة تاريخ

«نحن بين أفضل 8 منتخبات في أوروبا وتجاوزنا مجموعة صعبة لكن ما قمنا به حتى الآن لن يكون كافيا»، هذا ما قاله حارس ايطاليا وقائدها جانلويجي بوفون عشية المواجهة مع الانجليز، مضيفا «نحتاج إلى المزيد إذا كنا نريد مواصلة تقدمنا».

ورأى بوفون إن المهم تذكير الجميع أن ايطاليا تملك ثاني أفضل سجل في تاريخ كأس العالم بعد المنتخب البرازيلي (4 ألقاب مقابل 5)، وذلك ردا على الذين شككوا بقدرة «الآتزوري» على تحقيق نتيجة جيدة في كأس أوروبا بعد الذي اختبره في مونديال جنوب إفريقيا وبعد الفضيحة الجديدة التي تعصف بالكرة الايطالية نتيجة المراهنة على المباريات.

وأضاف حارس يوفنتوس «نحن نختبر في اغلب الأحيان اوقاتا صعبة في كرة القدم عندنا لكننا نريد التعويض عن الأداء المخيب الذي قدمناه في جنوب إفريقيا. لن نضع لأنفسنا حدودا على رغم إدراكنا بأننا لسنا الأفضل، نأمل أن نكون في أفضل حالاتنا وحسب».

ورأى بوفون الذي توج مع يوفنتوس بلقب الدوري الايطالي للمرة الأولى منذ 2003، إن المنتخبين الايطالي والإنجليزي يملكان فرصة متساوية للتعويض عن إخفاقاتهما الأخيرة، مضيفا «أتذكر إنجلترا في مونديال ايطاليا 1990 (حين خسرت أمام ايطاليا في مباراة المركز الثالث)، ومن مباراتي التصفيات المؤهلة لكأس العالم (1998) ومن مباراتين وديتين. ستكون مباراة رائعة ضدهم. نحن نعاني من مشكلة أن مستوانا يتأثر بمستوى الفريق الذي نواجهه، إذ نلعب سيئا إذا كنا نواجه منافسا سيئا وبشكل جيد إذا كنا نواجه منافسا جيدا».

ومن الجهة الإنجليزية، يأمل رجال المدرب روي هودجسون الذي يعرف الكرة الايطالية جيدا كونه اشرف سابقا على إنتر ميلان (1995-1997 و1999) واودينيزي (2001)، في تخطي عقبة الايطاليين وبلوغ نصف النهائي للمرة الأولى منذ 1996، لكن المهمة لن تكون سهلة ليس لان ايطاليا منتخب قوي وحسب، بل لان الخصم المقبل في نصف النهائي سيكون المنتخب الألماني القوي جدا.


هودجسون: الفوزُ على إيطاليا سيكونُ تاريخياً

وارسو - د ب أ

أقرّ المدرِّب الإنجليزي روي هودجسون بأن الفوز على «الآتزوري» في كييف اليوم (الأحد) «سيشكّل خرقاً مهماً»، في تصريحه قبل لقاء المنتخبين بختام مباريات الدور رُبع النهائي لأمم أوروبا، التي تُقام في أوكرانيا وبولندا حالياً.

ومن الثابت أنّ منتخب «الأسود الثلاثة» لم ينجح يوماً في الفوز على بطل سابق للعالم في المراحل الإقصائية لبطولة دولية أقيمت على أرضٍ أجنبية. وإذا نجح الإنجليز في التأهّل إلى الدور نصف النهائي على حساب إيطاليا، ستذكّرهم مواجهة الدور نصف النهائي مع ألمانيا بإخفاقاتٍ سابقة (لم تفز إنجلترا يوماً على «المانشافت» في بطولة مُقامة خارج ملعب ويمبلي).

على الرغم من أنّ الدلالات التاريخية القاتمة قابلة للنقاش، إذ أنّ إنجلترا نجحت في الفوز على الأرجنتين (1/صفر) في مباراة حاسمة في الدور الأوّل لكأس العالم 2002.

وقال هودجسون: «سيكون (الفوز) خطوة مهمة إلى الأمام، لا شك في ذلك، كلّ هذه الإحصاءات السلبية التي علينا أن نتعلّم التأقلم معها توضع جانباً عندما نحقّق نتيجة إيجابية، وهذه خلاصة الموضوع». وتحدّث عن تجربة مماثلة أثناء تدريبه وست بروميتش ألبيون: «واجهت الأمر مراراً، (قيل لي) لم نفز هنا منذ 30 عاماً، لم ننه الدوري متقدّمين على أستون فيلا، لم نربح على أرض ستوك، اعتدت هذا الأمر وكنت سعيداً لأنني نجحت في نقض بعض التشاؤم، هذه الطريقة الوحيدة التي يمكن القيام بذلك».

ومع حرص هودجسون على إبقاء الإحصاءات في إطارها، يبدي المدرِّب البالغ من العمر 64 عاماً قلقاً نابعاً من رغبته في ضمان ألا يفرض «شكل مصغر من التاريخ» حملاً ثقيلاً على فريقه، إلى الحد الذي قد يؤدي إلى تشتيت تركيز اللاعبين «لا أحاول التقليل من هذه الأمور، لكنني أشدّد على نقطة واضحة أنني لا أريد أن أرهق كاهلهم بها».

وأضاف «علينا أن نقدّم أفضل ما لدينا كمنتخب لكرة القدم، ونركّز لنخرج إلى الملعب في حالة ذهنية وبدنية جيدة للفوز في المباراة، لن أزيد من الضغط عبر القول (للاعبين): عليكم أن تكونوا تاريخيين، لنفز في المباراة فحسب».

وتابع «إذا تحقّق الأمر سيكون رائعاً لأننا سنتأهّل إلى الدور نصف النهائي، وننال وهجاً إضافياً، كما سيضع الفوز أحد الإحصاءات السيئة لمنتخب بحجم إنجلترا جانباً».

وفي ظلّ تحضيرات فوضوية لكأس أوروبا تضمّنت تعيين هودجسون مدرّباً في اللحظة الأخيرة، إلى سلسلة من الإصابات تعرّض لها لاعبون بارزون، يمكن اعتبار المشاركة الإنجليزية في الكأس نجاحاً حتى لو خسر المنتخب أمام «الآتزوري»، لكن هودجسون سارع إلى التأكيد أنّ لاعبيه «لن يشعروا بالذهول» إذا ما انتهت مسيرتهم الأوروبية في كييف: «إذا خسرنا في هذه الكأس، أكان ذلك في ربع النهائي أم نصف النهائي أم النهائي، سيكون يوماً حزيناً».

وأضاف «للأسف، كما باقي الإنجليز، نحن نحلم أيضاً، نحلم بتقديم أداء جيد والفوز في المباريات، لا عزاء في سماع كلمات لطيفة إذا خرجنا من المنافسة».

وأكّد أنّ الإنجليز لا يريدون الخروج من البطولة «نريد أن نكمل، وأخشى أنّ الإيطاليين يريدون الأمر نفسه، لم نتحدّث أبداً عن أنّ عدم تحقيقنا ذلك لن يكون أمراً سيئاً، كلّ الأفكار إيجابية، سنكون جاهزين».


كول: سنواجه إيطاليا بـ11 كلبا!

شدد ظهير أيسر تشيلسي والمنتخب الإنجليزي آشلي كول على أن لاعبي «الأسود الثلاثة» بمثابة 11 كلبا من كلاب «البولدوغ» ستنزل أرض الملعب لتقاتل من أجل الفوز على إيطاليا في ربع نهائي يورو 2012.

وحذر كول الذي خاض 98 مباراة دولية مع منتخب بلاده آخرها أمام أوكرانيا التي شهدت تسجيل واين روني لهدف الفوز، منتخب إيطاليا من الإنجليز.

وقال كول البالغ من العمر 31 عاما: «نحن كأحد عشر كلبا (بولدوغ) لن يستسلموا أبدا، وسيموتون في الملعب من أجل تحقيق الفوز على إيطاليا، وأتمنى أن أكمل مباراتي المائة خلال البطولة بخوض النهائي في كييف».

وأضاف ظهير أرسنال السابق كول: «أعشق كرة القدم ودائما استمتع بها، واستمتع بالتواجد مع زملائي، لطالما عشقت ممارسة كرة القدم».

وتحول كول للإشادة بزميله وقائده في «البلوز» جون تيري قائلا: «من الممتع أن تلعب إلى جوار تيري، فهو يضع جسمه على الخط دائما للدفاع عن فريقه، وهدفنا جميعا تحقيق الفوز باللقب».

وحقق كول رقمًا قياسيًا جديدًا، وأصبح أول لاعب يخوض 21 مباراة مع المنتخب الإنجليزي، في بطولات كأس العالم وكأس أوروبا.

وانفرد كول بالرقم القياسي، بعدما تفوق على كلٍ من حارس المرمى الإنجليزي السابق، بيتر شيلتون واللاعب المخضرم ديفيد بيكهام، اللذين شارك كل منهما في 20 مباراة ببطولات كأس أوروبا والعالم .

وأردف المدافع الأسمر قائلا: «مسيرتي مع منتخب إنجلترا لم تكتمل، فأنا لم أحقق شيئا مع المنتخب، فوصولنا لنصف النهائي لن يرضيني ولن يكون النجاح الكامل، فأنا جئت إلى هنا للفوز بكل المباريات والتتويج باللقب».

واعترف كول بأن التأهل للمربع الذهبي في ظل الغيابات الكثيرة التي يعاني منها منتخب «الأسود الثلاثة» سيكون إنجازا، لكنه لا يريد الوصول لنصف النهائي وحسب ويأمل في اللقب.

وتمنى أن يختم كول مسيرته بالتتويج بلقب كبير مع منتخب بلاده قائلا: «فزت بلقب دوري أبطال أوروبا مع تشلسي، وكذلك الدوري الإنجليزي مع أرسنال ثم تشلسي، والتتويج بيورو 2012 سيتوج مسيرتي مع الكرة».


ركلات الجزاء... تخيف الإنجليز أكثر من أفلام الرعب!

إذا أردت أن تثير الخوف داخل المعسكر الإنجليزي قبل مواجهته المهمة أمام إيطاليا في ربع نهائي يورو 2012، فلا عليك سوى ذكر كلمتي «ركلات الجزاء» بصوت عال!

إذ أن الفريق الإنجليزي يملك سجلا فقيرا في ركلات الجزاء إذ خسر الفريق بركلات الجزاء الترجيحية في 5 من 6 محاولات. وجاءت أولى خسائره أمام ألمانيا في نصف نهائي مونديال 1990 بنتيجة 4/3 وانتهى اللقاء بالتعادل 1/1. وحقق الإنجليز فوزهم الوحيد وكان أمام إسبانيا في ربع نهائي أمم أوروبا 1996 والتي نظموها بنتيجة 4/2 بعد انتهاء اللقاء بالتعادل السلبي.

وفي البطولة نفسها تلقوا هزيمتهم الثانية بركلات الحظ في نصف النهائي وكانت أمام ألمانيا بنتيجة 6/5 بعد انتهاء اللقاء بالتعادل 1/1 وفشلوا في بلوغ النهائي.

وجاءت الهزيمة الثالثة أمام الأرجنتين في مونديال 1998 في ثمن النهائي بـ 4/3 وانتهى اللقاء بالتعادل 2/2. وتكفلت البرتغال بآخر خسارتين للإنجليز بركلات الجزاء وجاءت الأولى في ربع نهائي أمم أوروبا 2004 بنتيجة بعد انتهاء اللقاء بالتعادل 2/2، والثانية في ربع نهائي مونديال 2006 بألمانيا بنتيجة 3/1 وهي الأسوأ بعد انتهاء اللقاء بالتعادل السلبي.

ويخشى الإنجليز أن تمتد لعنة ركلات الحظ لأمم أوروبا الحالية على رغم كون سجل المنتخب الإيطالي ليس جيدا في التخصص، لكنه فاز بكأس العالم 2006 أمام فرنسا بركلات الحظ وخسر نهائي 1994 أمام البرازيل بالطريقة نفسها. وحقق المنتخب الإيطالي الفوز في ركلات الجزاء مرتين خلال سبع محاولات، وفي يورو 2008 خسر الفريق الأتزوري 2/4 بركلات الجزاء أمام الماتادور الأسباني. ولا أحد يحب حقا فكرة ضربات الجزاء الترجيحية، ولكن حتى الآن لم يخرج أي شخص بفكرة أفضل لحسم المباريات، حتى أن رئيس الفيفا السويسري جوزيف بلاتر رجح خلال مؤتمر للاتحاد الدولي ضرورة الاعتماد على إجراء أخر. واعترف المدير الفني للمنتخب الإنجليزي روي هودجسون بأن لاعبيه تدربوا على ضربات الجزاء، ولكنه غير متأكد من مدى الاستفادة من هذا التدريب. وأكد هودجسون أن السجل الفقير للمنتخب الإنجليزي فيما يتعلق بضربات الجزاء سيكون له بالغ الأثر على الفريق.


إنجلترا تتطلع إلى سحر قائدها جيرارد

كراكوفا - ا ف ب

إحدى الصور العالقة من مشاركة إنجلترا في كأس أوروبا 2012 لكرة القدم كانت رفع قائد المنتخب ستيفن جيرارد قبضتيه في الهواء وتعابير الانتصار بادية على وجهه، والجماهير المحتفلة في الخلفية.

كانت اللقطة لحظة فوز إنجلترا على أوكرانيا في دانييتسك وانتقالها إلى الدور ربع النهائي، وضمان الاحترام والتقدير للمدرب روي هدجسون وفريقه في هذه البطولة.

وأثناء مغادرته الملعب على وقع استحسان أدائه في مباريات إنجلترا الثلاث في الدور الأول، غطى جيرارد وجهه بقميصه، رافعا إياه نحو السماء. وبعدما نجح في إخماد الشكوك التي حامت حول جدارته في قيادة المنتخب الإنجليزي، ولاسيما من مدربه السابق الايطالي فابيو كابيللو، سيكون جيرارد مجددا محور الأنظار في المواجهة الحاسمة مع ايطاليا في الدور ربع النهائي الأحد في كييف.

يبدو الواقع الحالي بعيدا عن اليوم الذي اختار فيه المدرب المؤقت للمنتخب ستيوارت بيرس منح شارة القائد إلى لاعب توتنهام سكوت باركر، في خطوة تسببت بأذية صامتة لجيرارد على رغم احترامه القرار. أصبح جيرارد في كأس أوروبا 2012 اللاعب الذي ينظر إليه المنتخب الإنجليزي على انه بطله، وسيقوم اللاعبون بالأمر نفسه عندما يحاولون إطالة مسيرتهم في بطولة مرضية حتى الآن.

وتجمع شخصية جيرارد المتناقضات، وهي سمة اخطأ كابيللو في اعتبار أنها تجعل من لاعب ليفربول شخصا خجولا لتحمل مسؤوليات قائد المنتخب، مفضلا جون تيري وريو فرديناند، ولاجئا إلى جيرارد عندما لم يكن ثمة احد غيره، ولم يحمل جيرارد شارة القائد إلا في الظروف الاستثنائية تحت قيادة كابيللو.

حصل هذا الأمر خلال كأس العالم 2010 في جنوب إفريقيا، عندما اختار كابيللو جيرارد بعد إصابة فرديناند في ركبته في اليوم الأول من التدريب. وعلى رغم إن أداء جيرارد كان من الأفضل بين اللاعبين الإنجليز، إلا أن حمله شارة القائد جعله مسئولا في نظر المشجعين عن فشل المنتخب في البطولة.

لكن جيرارد يعوض حاليا عن الوقت الضائع. لم يختر قائدا بسبب غياب البدائل، بل تحمل مسؤولية افترض كابيللو بشكل قاس إنها كانت اكبر منه. زميله في المنتخب وليفربول غلين جونسون يقول إن جيرارد «ليس صاحب صوت مرتفع ولا تدرك انه موجود نصف الوقت. لكنه يجعل أداءه في كرة القدم يتحدث عنه».

النقطة نفسها تحدث عنها باركر، زميله في محور خط الوسط، قائلا: «هو لاعب صامت لكن أداءه يقوم بالتحدث عنه». والأكيد أن هذا الأداء تحدث بلباقة خلال كأس أوروبا، إذ صنع تمريرة حاسمة إلى جوليون ليسكوت ضد فرنسا، ورفع كرة عرضية إلى اندي كارول ضد السويد، صنعت الهدف الحاسم الذي سجله واين روني.

وبالنسبة إلى جو هارت، نجحت قيادة جيرارد في تحسين أدائه في حراسة المرمى خلال الأسابيع الأربعة التي أمضاها لاعبو المنتخب معا «كان رائعا. يتوقع مني الكثير. وعندما يتطلع إليك شخص مثله لتؤدي، فالأمر يعني لك الكثير. يساعدني في التطور كلاعب عندما ينظر إلي يقول: ثمة حاجة إلى أن تقوم بهذا الأمر».

ربما على جيرارد أن يقنع البعض، لكن في أذهان المؤثرين ولاسيما مدربه ورفاقه اللاعبين، لا شك في قدراته. وفي البطولة الحالية، اثبت جيرارد أن «الأقل هو أكثر»، إذ أن ثقته بزملائه تحول دون تدخله في كل ما يجري على ارض الملعب.

وحظيت العلاقة بين هودجسون وجيرارد بالمتابعة في كأس أوروبا 2012، إذ عرف الرجلان وقتا «غير مرض» خلال الأيام الـ 191 التي درب فيها هودجسون ليفربول، لكن بدا واضحا سريعا أن الثنائي سعيد بالعمل معا. وقال هودجسون: «كان ستيفن رائعا منذ تسلمت منصبي. كانت فكرتي الأولى أن أتواصل معه، ومن حينها لم يتركب خطأ كقائد ولاعب وشخص».

وتكتسب العلاقة بين هودجسون وجيرارد دينامية شخصية، إذ غالبا ما يطلب المدرب رأي قائد المنتخب في المؤتمرات الصحافية، في أسلوب معاكس لذاك الذي اتبعه كابيللو. وتأمل إنجلترا في أن يتمكن جيرارد من حمل المنتخب مجددا للتأهل إلى الدور نصف النهائي من كأس أوروبا 2012.


بونوتشي يؤكد تفوق إيطاليا على إنجلترا

كراكوف (بولندا) - د ب ا

يعتقد المنتخب الإيطالي المتوج بلقب كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم العام 1968 بأنه الطرف الأقوى قبل مواجهته المصيرية أمام إنجلترا اليوم (الأحد) في كييف في دور الثمانية ليورو 2012.

وقال المدافع الإيطالي ليوناردو بونوتشي خلال مؤتمر صحافي في كراكوف: «استنادا إلى الطريقة التي نلعب بها حتى الآن، يمكننا القول أن إيطاليا أقوى من إنجلترا، ولكن الجوانب الأخرى تؤخذ في الاعتبار أيضا».

وأوضح بشأن المنتخب الإنجليزي الذي كان حتى قبل فترة قصيرة يتولى الإيطالي فابيو كابيللو تدريبه «إنجلترا تقف في طرق الطليان، يعرفون كيف يسببون القلق عبر الهجمات المرتدة، إنه فريق ناضر يعرف كيف يدافع».

وأشاد مدافع إيطاليا بالأداء الدفاعي لمنتخب إنجلترا والذي أعاد الفضل في وجوده لفابيو كابيللو والمدربين الطليان الناشطين في الدوري الإنجليزي، موضحا أن الإنجليز أصبحوا يلعبون كفريق إيطالي.

وأضاف «بطريقة ما، نعم إنجلترا أصبحت تلعب أكثر كفريق إيطالي. ذلك بفضل فابيو كابيللو وجميع المدربين الطليان في البريميرليغ. لذا إنجلترا تدافع أفضل الآن. هم قادرون على اللعب بالهجمات المرتدة، ولذا أعتقد أننا بحاجة حقًا لتوخي الحذر أمام ذلك الفريق».

بونوتشي انتقل بالحديث إلى عودة واين روني لتشكيل منتخب الأسود الثلاثة بعد غيابه عن المباراتين الأولى والثانية في البطولة نتيجة الإيقاف، وقد أحرز مهاجم مانشستر يونايتد هدف الإنجليز الوحيد في المباراة الأخيرة أمام أوكرانيا وهو ما منح الفريق مقعد الصدارة في المجموعة الرابعة على حساب فرنسا، وقال: «لقد حللنا أداءه، ولكن إنجلترا تضم عديد اللاعبين الكبار. الأمر لا يتعلق فقط بواين روني، فهم ليسوا فريق الرجل الواحد. أعتقد أننا يجب أن نتميز بالأداء الجماعي الإيجابي للمجموعة بالكامل لكي نهزمهم».

كما تحدث بونوتشي عن المهاجم الإيطالي الشاب ماريو بالوتيللي، مؤكدا أنه توجه له بالشكر بعدما أنقذه من لعنة غضبه خلال فوز الفريق الإيطالي على نظيره الايرلندي بهدفين نظيفين في ختام المجموعة الثالثة، عندما وضع يده على فمه بعد تسجيله الهدف الثاني.

وأكد «لسوء الحظ فهو يرتكب بعض الأخطاء الساذجة، إنه على فطرته، ولكنه رجل جيد».


برانديلي وجدَ التركيبة و«رومبو» عنوانُها

كراكوفا (بولندا) - أ ف ب

يدخل مدرب المنتخب الايطالي تشيزاري برانديلي إلى مباراة اليوم (الأحد) مع إنجلترا في ربع نهائي كأس أوروبا 2012 وقد توصل إلى التركيبة التي سيواجه بها «الأسود الثلاثة» إذ سيعتمد على تشكيلة 2-4-4 متغيرة في خط الوسط.

مع «رومبو» ايطاليا تبدو قوية، و»رومبو» ليس مقاتلا بل يعني الشكل الهندسي لخط وسط المنتخب الايطالي إذ يتكون من 4 أضلاع بوجود لاعب وسط مدافع أمام خط الدفاع ثم جناحين على الجهتين اليسرى واليمنى ولاعب وسط صانع العاب خلف المهاجم.

ومن المؤكد أن خط الوسط الرباعي الأضلاع سيضم «العقل المفكر» اندريا بيرلو ودانييلي دي روسي وكلاوديو ماركيزيو فيما يتنافس تياغو موتا وريكاردو مونتوليفو على الضلع الرابع الذي سيكون خلف المهاجمين انطونيو كاسانو وماريو بالوتيلي الذي من المرجح أن يستعيد مكانه الأساسي على حساب انطونيو دي ناتالي بعد تسجيله هدفا رائعا في مرمى ايرلندا، خصوصا انه يعرف تماما الكرة الإنجليزية كونه يدافع عن ألوان مانشستر سيتي بطل الدوري الممتاز.

أما بالنسبة للدفاع فسيفتقد المنتخب الايطالي خدمات قلب دفاع يوفنتوس جورجيو كييليني خلال الموقعة المرتقبة بسبب الإصابة التي تعرض لها أمام ايرلندا في الجولة الاخيرة من الدور الأول.

وسيلجأ مدرب ايطاليا إلى زميل كييليني في يوفنتوس وشريكه في قلب الدفاع خلال المباراتين الأوليين أمام اسبانيا (1/1) وكرواتيا (1/1) ليوناردو بونوتشي لسد الفراغ أمام إنجلترا، علما بان الأخير جلس على مقاعد الاحتياط أمام ايرلندا بعد عودة زميله الآخر في يوفنتوس اندريا بارزاغلي الى التشكيلة، ودخل في الدقيقة 57 اثر إصابة كييليني.

من المؤكد أن برانديلي فرض على المنتخب الايطالي ثقافة مختلفة عن تلك التي عرفها مع المدربين السابقين، إذ جعله أكثر مرونة من الناحية التكتيكية وجعل العالم ينظر بنوع من الصدمة إلى ما قام في المباراة الأولى أمام اسبانيا، لا احد يصدق بان بلد «الكاتيناتشيو» يواجه أبطال العالم وأوروبا وملوك اللعب السلس والهجوم المتواصل بتشكيلة 2-5-3، لكنه فعل ذلك وقدم فريقه أداء جيدا وكان البادئ بالتسجيل كما انه وصل إلى المرمى الاسباني في العديد من المناسبات خصوصا خلال الشوط الأول.

وتجلت المرونة الايطالية «النادرة» في مباراة ايرلندا عندما اعتمد برانديلي على تشكيلة 2-4-4 أمام ايرلندا ثم تحولت خلال اللقاء إلى 1-3-2-4، أو ما يطلق عليه الصحافيون الايطاليون «شجرة الميلاد»، وصولا إلى تشكيلة «رومبو» 1-3-2-4 التي من المرجح أن يخوض بها مباراة إنجلترا.

كانت خيارات برانديلي بمثابة المخاطرة لكنه نجح في رهانه بعد أن قاد الايطاليين إلى نهائيات كأس أوروبا للمرة الخامسة على التوالي والثامنة في تاريخهم من خلال تصدرهم المجموعة الثالث بثمانية انتصارات وتعادلين من أصل 10 مباريات.

«كانت مهمة إعادة بناء الثقة في المنتخب شغلي الشاغل»، هذا ما قاله برانديلي لموقع الاتحاد الدولي لكرة القدم حول مهمته مع «الآتزوري»، مضيفا «كنت على علم تام بان المهمة ستكون معقدة للغاية».

ويأمل برانديلي أن يثبت اليوم إن سياسته التجددية حققت النجاح من خلال الإطاحة بإنجلترا ثم مواجهة ألمانيا في نصف النهائي وقيادة «الآتزوري» في نهاية المطاف إلى لقبه القاري الثاني بعد لقب 1968.

العدد 3578 - السبت 23 يونيو 2012م الموافق 03 شعبان 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً