حذر وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري السبت (23 يونيو/حزيران 2012م) من ان الدول المجاورة لسوريا ليست محصنة ضد الازمة فيها خصوصا بسبب "تركيبة المجتمعات والابعاد الاتنية والمذهبية".
وشدد زيباري في موازاة ذلك على انه "لا يمكن لاي جهة تجاوز العراق ودور العراق" في الازمة السورية، مقترحا اعتماد "التجربة العراقية" كسبيل للحل في سوريا التي تملك حدودا بطول نحو 600 كلم مع العراق.
وقال زيباري خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزراء خارجية السويد وبلغاريا وبولندا في بغداد "قلقنا الاكبر هو ان تتمدد الازمة (...) نحو الدول المجاورة، وليس هناك من دولة محصنة ضد هذا التمدد بسبب تركيبة المجتمعات، والامتدادات، والعلاقات، والابعاد الاتنية والمذهبية".
واوضح "اذا تحول هذا الصراع الى صراع مذهبي بالكامل او الى حرب اهلية، فالعراق سيتاثر، ولبنان سيتاثر، والاردن لن يكون محصنا ضد ذلك".
وراى الوزير العراقي ان "هناك تدهورا بالتاكيد كما راينا في الايام الماضية"، مشيرا الى "قصف مناطق سكانية واستهداف المدنيين وارتفاع عدد ضحايا التظاهرات السلمية" و"انشقاق طيار سوري وفراره الى الاردن (...) واسقاط طائرة تركية فوق المياه السورية".
واعتبر ان هذه الامور تمثل "مؤشرات على ان تاثير الصراع سيكون اكبر من سوريا نفسها، انها مسالة امنية تخص اوروبا، ومصدر قلق للمنطقة، ولذا فقد دعينا الى انتقال سياسي ديموقراطي محسوب".
ويؤيد العراق حلا سياسيا في سوريا، وسبق وان تحفظ على العقوبات التي فرضتها الجامعة العربية على النظام السوري، كما تقدم بمبادرة تقوم على الحوار بين المعارضة والسلطة.
واشار زيباري الى ان "العراق مع عملية التغيير السياسي والديمقراطي في سوريا وهو ليس بلا قرار كما يحاول البعض تصويره عن الموقف العراقي، و(كانه) غير معني بما يحصل من مجازر قتل وتقتيل للمواطنين المسالمين السوريين".
واكد انه "باعتبارنا دولة مجاورة ولدينا مصالح وطنية، يهمنا كيف ستتم عملية التغيير السياسي"، لافتا الى انه "يجب ان تكون هذه العملية مدروسة وتجري مراعاة مصالح الدول المعنية في هذا الموضوع وان لاتنعكس اثارها السلبية على دول الجوار".
وفيما اكد زيباري ان المبادرة العراقية "مستمرة لكنها رهن موافقة الطرف الآخر"، شدد على انه "لا يمكن لاي جهة او اي طرف تجاوز العراق ودور العراق في الازمة السورية (...) واي محاولات سواء اقليمية او دولية للقفز على دور العراق لن تنجح".
واوضح الوزير العراقي "لدينا مصالح مشتركة، وحدود مشتركة، نحن جيران ولدينا جالية عراقية، ومصالح امنية، ولدينا الكثير من الامور المشتركة فلذلك ما يجري في سوريا يهمنا ويعنينا وربما يعنينا اكثر من غيرنا".
واعلن زيباري ان العراق يقيم حاليا "اتصالات مستمرة مع اطراف المعارضة السورية ولدينا لقاءات واتصالات مع المجلس الوطني وهيئة لجان التنسيق السورية وحتى مع بعض الاطراف العسكرية".
وتابع "العراق ربما من الدول التي تعرف ما يجري في سوريا اكثر من غيرها من خلال التجربة والعلاقات والارتباطات والمعرفة الميدانية، بالتاكيد (...) يجب الاستماع الى راي الجانب العراقي لانه طرف مطلع على تطورات الازمة ومراحلها والحلول المقترحة وافاقها".
وراى زيباري ان "العراق مصدر الهام بالنسبة الى الدول الاخرى والتجربة العراقية في عملية الانتقال اساسية والظروف التي مر بها العراق ممكن ان تعلب دورا مهما في هذه الازمة"، مشيرا الى مشاورات في هذا الاتجاه.
وجدد زيباري موقف العراق الرافض لتسليح المعارضة والنظام، قائلا ان "عملية تسليح الطرف المشارك ستؤدي الى مزيد من سفك الدماء وتعميق الجراح (...) التسليح وتزويد النظام وحتى المعارضة بالسلاح تؤدي الى تعميق وادامة الازمة".
وتابع "ندين استخدام العنف والقتل العشوائي والقصف للمناطق السكنية الامنة، وندين ايضا الارهاب والعمليات الارهابية التي تنفذها مجموعات ارهابية ضد مصالح الآخرين".
من جهته، اعرب رئيس البرلمان اسامة النجيفي خلال استقباله الوزراء الاوروببين الثلاثة الذي يقومون بجولة في المنطقة "عن قلقه ازاء الوضع في سوريا وخطورة سيناريو الحرب الاهلية".
وحذر في بيان وزعه مكتبه من ان "اي تدخل دولي قد يولد مزيدا من التوتر خصوصا فيما يتعلق بتزويد الاطراف المتنازعة بالسلاح".