مع دخول كأس الأمم الأوروبية مراحلها الأخيرة تزداد نسبة الإثارة والمتعة في كل المباريات، ولا تبدو أي مباراة سهلة إطلاقاً حتى وإن كان أحد طرفيها ليس من (طينة) المنتخبات الكبيرة مثلما شاهدنا في لقاء أمس الأول بين التشيك والبرتغال، فرغم الفوارق الفنية لصالح رفاق (الدون) رونالدو إلا أننا شاهدنا معاناة برتغالية في تحقيق الفوز الذي لم يأت إلا قبل نهاية المباراة باثنتي عشرة دقيقة.

طبعاً نحن محظوظون بتواجد هذه الصفوة من المنتخبات القوية في دور الثمانية، كوننا على موعد هام مع مباريات من الطراز الرفيع، وأهمها مباراتا اليوم والغد، بين اسبانيا وفرنسا وكذلك إيطاليا وانجلترا، ولكن في المقابل فإن خروج المنتخب الهولندي وهو أحد الفرق المرشحة لتحقيق اللقب كان بمثابة الصدمة للجميع لأنه أحد أقوى فرق العالم، وبالتالي خروجه كان مؤلماً لعشاقه وحتى للمحايدين الذين يستمتعون بأداء الفريق البرتقالي.

شخصياً أكثر ما عجبني حتى الآن في البطولة هو أداء الفريقين الألماني والبرتغالي، وأضف لهما بعد ذلك الفريقين الانجليزي والإيطالي (حتى وإن قال البعض بأنني متحيز كوني من عشاق الآزروي!)، ولكن الواقع يفرض نفسه بالنسبة للفرق التي ذكرتها، فألمانيا الوحيدة التي حصدت العلامة الكاملة، والبرتغال أزاحت خصماً كبيراً بحجم المنتخب الهولندي، والطليان أجبروا أبطال العالم الاسبان على التصفيق لهم على الرغم من أن فريقهم لا يضم نجوماً كثيرين وكذلك إيطاليا تُعاني من الفضائح الكروية، والانجليز قادمون من مرحلة من عدم الاستقرار بعد استقالة المدرب الإيطالي فابيو كابيلو قبل أشهر قليلة من البطولة.

وبعيداً عن هذه الفرق فإن الفريق الكرواتي يُعتبر من الفرق غير المحظوظة كونه وقع في مجموعة تضم منتخبين عملاقين للغاية هما الاسباني والإيطالي، والتحكيم لم ينصفه أمام اسبانيا بعدم احتساب ركلة جزاء ضد بوسكيتش قبل هدف نافاز في الدقيقة 88، وحينها كان من الممكن أن يكون أبطال اليورو السابق والعالم خارج البطولة، وكرواتيا ظهرت بصورة فنية أفضل من بعض الفرق التي تأهلت للدور الثاني كفرنسا واليونان التشيك، وأعتقد أن المستقبل سيكون أمام هذا الفريق في تحقيق نتائج إيجابية مستقبلاً وأولها الصعود للمونديال القادم في البرازيل.