مثل شعبي سمعناه كثيراً عندما نمشي مع الموج المحيط بنا، فنطلق على إحداهن «مع الخيل يا شقرة»، أي تلك التي تشرب عندما يشرب الناس، وتأكل عندما يأكل الناس، وتنام عندما ينام الناس، ولهذا المثل قصّة عجيبة عن تلك الفرس «شقرة»، التي كانت تتبع الخيل في كل تحرّكاتها، ولم تكن لها تلك الشخصية المستقلّة، بل كانت تابعة أي «امّعة»!
لدينا الكثير من هذا النوع في مجتمعنا هذه الأيام، فعندما يتّهم الناس بعض فئات المجتمع بالخيانة، فالشقرة تتبعهم وتتّهم الناس بالخيانة، وعندما يتّهم البعض الآخر فئات أخرى بقلب نظام الحكم، فانّ رأيها محصور بما يريده الآخر، وعندما يُبرّأ البعض، فانّنا نجد حصحصة الحق، أخيرا.
لا نريد لأمثال هؤلاء التبّع أن ينخرطوا في السياسة، فهم مثل الأنعام بل أشد، لأنّ المجتمع يعتمد على العقلاء في تقدير المواقف، ولا يعتمد على من ليس لديه إرادة أو رأي أو حلم في التغيير.
لقد قيل ان المجتمع البحريني ضلل أثناء الأحداث المؤسفة التي مرّت بنا، فمن هو يا تُرى ضلّل الرأي العام؟ وهل تضليله يصب في صالح المجتمع أم يؤدّي إلى انهياره؟ وما تلك الأقاويل بأنّ اللعبة انكشفت وأنه لابد من الابتعاد عن قصّة تأويل الطائفية، والالتفات إلى مسيرة الاصلاح؟
كلّها تساؤلات تصب في المجتمع البحريني بعد نيل بعض الأطبّاء براءتهم، ونيل البعض الآخر البراءة في قصص الاستحواذ على مجمع السلمانية الطبي، والمؤامرة الخبيثة لإسقاط نظام الحكم!
ما يعنينا اليوم الابتعاد عن حصحصة الحق، والانتباه إلى المنزلق الموجود في البحرين، فالكلمات سهلة في الرصّ، ولكن تلك من تلك تجد لها المعاني والمفاهيم، وتلك من تلك من تصدق مع نفسها وتصدق مع الناس.
نريد تلك العقول النيّرة التي تصلح شأننا، ونطمح في الحصول على أكبر قدر ممكن من البحوث الاستراتيجية عن مشكلتنا وأزمتنا هذه بالذات، فالعلم هو الذي يرفع قدر البحرين، وهو الذي من خلاله سنفهم ما حدث وسندرّسه منهجاً في كتبنا، لكي لا نعود إلى زمن ذلك الصفر الذي بدأنا منه.
انّ وطننا البحرين يحتاج إلى المخلصين ولا يحتاج إلى المنافقين المتمصلحين، فزمن الدينار ولّى، لأنّ الدنانير ستقدم عندما تقدم الاصلاحات، وهي ليست ببعيدة إن كنّا نعشق هذه الأرض الطيّبة، وما دمنا نؤمن بالتنوّع الجميل الموجود داخل أرضنا، فإنّنا لن نُضلّل مرّة أخرى.
كنّا ومازلنا مع وطننا الأم البحرين، وكنا ومازلنا كذلك مع هذا الشعب العظيم، المعروف بتسامحه، ومهما غُرِّر بنا، فإن الحق لابد أن يظهر ليرى النور مرّة أخرى، فادعو لهذا الوطن بالخير والاصلاح، وليس عيباً عندما تنقشع الضلالة، ليبصر بها البحريني النور. ونأسف عن كل مَن ضُلّل في يومٍ من الأيام من قبل هؤلاء المتمصلحين، والحمد لله الذي فكّ السحر قبل أن ينقلب السحر علينا وليس على الساحر! ولسنا مع الخيل يا «شقرة»! وجمعة مباركة.
إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"العدد 3576 - الخميس 21 يونيو 2012م الموافق 01 شعبان 1433هـ
الأخت مريم تجهل التفاصيل
كلامك عموما جميل ولكنه نظريا وكل بحريني يتمنى ان يكون صحيحا ولكن الذي حصل في العام الماضي فيه تفاصيل يعلمها السياسيون و قادة البلاد. أنا لا ألومك فأنت لست سياسية ولاتفقهين السياسة. اجتماعيا كل النظريات جميلة و كل الناس يتمنونها ولكن المؤامرة أكبر من استيعاب الأخت مريم الشروقي ويبدو أن أحدهم غسل مخها بعدم وجود مؤامرة خيوطها تصل إلى ملالي طهران
تعليق 19 للزائر 23: صدقت يا خوي صح لسانك
أخوي العزيز، رايي من رايك، و صدّقني إللي ذكرتهم إيدصدقون كل شي، تدري ليش؟ لأنهم إيكرهون إخوانهم، علشان جذي إيصدقون أي شي عليهم، ويجَذبون أي شي لهم، مثلاً إيصدقون إن الجماعة خاينين و ياخذون الأوامر من جهات خارجية، لاكنهم إيجذبون تقرير بسيوني اللي برأهم من هالتهم الباطلة. إحنه مسلمين و لازم إنتبين من أي كلام أو أخبار توصلنه، مثل ما أمرنه رب العالمين في القرآن اللي اهو دستور المسلمين. اللهم ألف بين قلوب أبناء الوطن الواحد في البحرين و سائر بلاد المسلمين، آمين
غريب امر هؤلاء!!!!
تراهم اغلبهم من الفئة المتدينة يعني تخاف الله
لكن الازمة كشفتهم على حقيقتهم هؤلاء لا يحركهم الدين بل العصبية القبلية والطائفية البغيضة
حقا هؤلاء حمقى.. لانهم رضوا ان يكونوا امعة
الله يكثر من أمثالك
الله يكثر من أمثالك
خارج النص ..
لك وافر الشكر على مقالاتك التي تشخص الداء في كثير من ساحات واقعنا المؤلم .
تمنياتي من اختنا العزيزة تناول موضوع البعثات الدراسية بشيء من التفصيل الموثق بالمستندات ، وذلك لكثرة الضيم والجور الذي يطال أبنائنا وبناتنا بحرمانهم من البعثات في تخصصاتهم التي يرغبون فيها، بدواعي التخطيط الطائفي في البعثات .. مع عظيم الشكر والامتنان
صدقتي
والله العظيم صدقتي بكل حرف قلتيه
وللاسف عندنا ناس يصدقون كل شي من غير ما يشوفون كلمه الحق من طرفين ويفكرون بعقلهم
وانا من الطائفه السنيه واحييك بكل كلمه ذكرتيها
حفظ الله البحرين
لا ذنب للبسطاء في كل ما فعله اصحاب الاقلام الماجوره ولا ذنب لهم من كل ما تم من قبل المعنيين في وسائل الاعلام وخاصه المرئيه ولا ذنب لهم من كل البيانات وتصريحات المسئولين والتي ادحضها تقرير بسيوني وبعض الاحكام الي صدرت موخرا بعد المطالب الدولية بضرورة تنفيد ما جاء به تقرير بسيوني من توصيات وبعد الضربه الموجعه في جنيف, نقول عل كل من عمل تلك الاعمال عليه ان يقدم نفسه للعداله بكل شجاعه عسى ان ترضى عنه تلك الشقره.
لكي يا بنت الشروقي كل التقدير وليعلم كل من يتجراء عليك أن مكانتك تكبر يوم بعد يوم
طيب الولادة
من وجد حب شعب البحرين في قلبه فليحمد الله على اول النعم،وما اول النعم؟ اقرأ العنوان!
وقد بان جليا حبك للشعب وحب الشعب لك فأوصلي تحياتي لأمك الطاهرة العفيفة.
خلاصة الكلام إذا غلبت لغة المصالح على لغة الاخلاص
كلامك في الصميم واذا غلبت أو نقل غلّبت لغة المتمصلحين على لغة اصحاب الرأي السديد واصحاب الحكمة فإن المجتمع يسير الى الطريق المسدود والذي بعده كل المصائب
المسؤلية تقع على الجميع على الطائفتين واكثر على اصحاب الكلمة المسموعة من كلا الطرفين واذا تخاذل البعض ورضي البعض بان يكون مطية لأغراض المتمصلحين فوا أسفاه على الوطن
محرقية
الله يبعد البحرين عن المتمصلحين .... وهالايام وايد منهم...
خوش حجي
يقول عبدالحسين عبدالرضا في مسرحية سيف العرب. يقول المثل الفرنسي تعوا تعوا. بروا بروا
مقال محكم ورائع
شكراً لك استاذة على هذا الطرح الرائع الذي يدل على حبك للبحرين ووطنيتك الاصيلة
حقا من اسماك دانة البحرين
شكرا على هذه المواقف كما عهدناك ....
كربابادي
إن كانوا مسلمين فيفترض بقيم الإسلام أن تردعهم، وإن كانوا عرباً فيفترض بشيم العروبة أن تردعهم .. لا أفهم هؤلاء الناس !!
اسمعت لو ناديتي حيا
حكمة قيمة يا بنت البحرين
عزيزتنا مريم وهل ترين ان من يقول ضلل سيغفر له عند من انتهكت حرمته
وسفك دمه وسجن أهله وعانى ولا زال يعاني من البطش والكيدبة ، ومع ظهور الحق الا ان المتمصلحين كل يوم يخرجون بتلفيق جديد ، ما نريده ممن يقول انه ( ضلل ) ان يتبرأ من المنافقين والمتمصلحين
مع الحق يامريم
جمعه مباركه عليك وعلى قلمك الطاهر وعلى فكره العنوان راح استخدمه كنص مسرحي انشاء الله فارجوا السموحه يامفخرة ال الشروقي يابنت الاصايل والحموله
امرأة بألف رجل
انت عزيزتي من القلائل الذين يصدحون بالحق ولا يخافون لومة لائم اسمك سيخلد في تاريخ البحرين في صفحاته البيضاء وجمعة مباركة
إنكشفت قصة «احتلال السلمانية بالكلاشنكوف».. والبقية تأتي! فهل لا زال البعض في سبات الأوهام؟
ونأسف عن كل مَن ضُلّل في يومٍ من الأيام من قبل هؤلاء المتمصلحين، والحمد لله الذي فكّ السحر قبل أن ينقلب السحر علينا ولسنا مع الخيل يا «شقرة»!
لا أنسى كلمة «تطهير» السلمانية من الاحتلال المزعوم.. ..
كلّها تساؤلات تصب في المجتمع البحريني بعد نيل بعض الأطبّاء براءتهم، ونيل البعض الآخر البراءة في قصص الاستحواذ على مجمع السلمانية الطبي، !
صدقت يا دانة الحد
لدينا الكثير من هذا النوع في مجتمعنا هذه الأيام، فعندما يتّهم الناس بعض فئات المجتمع بالخيانة، فالشقرة تتبعهم وتتّهم الناس بالخيانة، وعندما يتّهم البعض الآخر فئات أخرى بقلب نظام الحكم، فانّ رأيها محصور بما يريده الآخر، وعندما يُبرّأ البعض، فانّنا نجد حصحصة الحق، أخيرا.
لا نريد لأمثال هؤلاء التبّع أن ينخرطوا في السياسة، فهم مثل الأنعام بل أشد، لأنّ المجتمع يعتمد على العقلاء في تقدير المواقف، ولا يعتمد على من ليس لديه إرادة أو رأي أو حلم في التغيير.
معاناة ملاك رياض الاطفال
ليتك يا اختي تسلطين الضوء على معاناتنا مع إدارة الرياض هذه المؤسسات تعاني واصبح عطاؤها هباءا منثورا امام المسئولين واصحاب القرار فيها
سؤال مهم
لقد قيل ان المجتمع البحريني ضلل أثناء الأحداث المؤسفة التي مرّت بنا، فمن هو يا تُرى من ضلّل الرأي العام؟
نريد الجواب وجمعة مباركة
الله يحفظج
صح لسانج على هذة المقال