العدد 3574 - الثلثاء 19 يونيو 2012م الموافق 29 رجب 1433هـ

الأطباء بانتظار البراءة الكاملة

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

كانت تبرئة نصف أفراد الطاقم الطبي وإدانة النصف الآخر، صدمةً للموالاة والمعارضة، وللاتحادات الطبية ومنظمات حقوق الإنسان الدولية... وللرأي العام المحلي والعالمي.

المعارضون صدموا لأن التهم كانت (one package) فإذا سقطت بعض أركان الرواية الرسمية سقط بقية البناء. وهو ما أشار إليه المحامون في المؤتمر الذي عُقد بالجمعية البحرينية لحقوق الإنسان السبت الماضي، إذ أكدوا بوضوح أنه لم يكن هناك احتلال لمستشفى السلمانية، ولا تخزين أسلحة ولا احتجاز أسرى ولا تمييز في المعاملة، مما روجه بعض الجهات، وإنما تمت معاقبة هؤلاء الأطباء والاستشاريين بسبب معالجتهم المصابين، التزاماً بالقسم الطبي، وشرف المهنة، والضمير الإنساني.

أعضاء الكادر الطبي الـ 20 في المؤتمر أعلنوا التمسك ببراءتهم التامة من التهم التي لفقت ضدهم، واستنجدوا بالضمير البشري الحي، للوقوف معهم من أجل إلغاء أحكام السجن التي لا يستحقونها، والتحقيق في التعذيب الذي تعرّضوا له وإنصافهم وإرجاع حقوقهم المنتهكة. وقد روى بعضهم كيف تم اختطاف أغلبهم خلال مداهمات منازلهم ليلاً، وجاءت تصريحاتهم متوافقةً مع ما أكده تقرير بسيوني من تعرضهم للتعذيب الممنهج.

عضو هيئة الدفاع عن الكادر الطبي المحامية جليلة السيد قالت إن السلطات وقعت في مأزق حين قرّرت اعتقال الأطباء، ووقعت في مآزق أخرى حين لفقت لهم تهماً مثل حيازة الأسلحة واستمرت في محاكمتهم. وقال المحامي حميد الملا إن السلطات كان بإمكانها الخروج من هذا المأزق لو حكمت بالبراءة.

قضية الكادر الطبي ستبقى جدليةً، وتثير الكثير من التساؤلات والأشجان أمام الضمير الوطني البحريني لأمدٍ طويل. ولسوف تتساءل الأجيال المقبلة: كيف سمح الجيل الذي عاش في مطلع الألفية الثالثة، بتحويل أطباء عالجوا جرحى ومصابين بالرصاص إلى جريمةٍ يؤاخذ عليها القانون؟ وكيف سيقت نخبة الأطباء والاستشاريين في أكبر مجمع طبي حكومي، إلى المحاكمة بتهمة قتل المصابين ببنما كانوا هم من يتولون عملية إنقاذ حياتهم؟ وكيف روّج وزيران، أحدهما وزير للعدل والشئون الإسلامية والآخر وزيرة للتنمية الاجتماعية (وحقوق الإنسان لاحقاً)، لرواياتٍ مغلوطةٍ، تدين الأطباء قبل مثولهم أمام القضاء، خلافاً للقاعدة الحقوقية التي تقضي ببراءة المتهم حتى تثبت إدانته؟

ستتساءل الأجيال المقبلة: كيف قبلت مجموعة من الأطباء في العام 2011 بالشهادة ظلماً ضد زملائهم، وتثبيت التهم ضدهم، وهم يعرفون في قرارة أنفسهم أنها تهم باطلة؟ فأين ذهب القسم الطبي؟ وكيف تجرأوا على مخالفة القسم على القرآن الكريم أمام المحكمة بقول الحقيقة؟ وكيف وُجِدت طبقةٌ من الأطباء الانتهازيين قبلت بظلم الآخرين وفصلهم من أعمالهم وقطع أرزاقهم واستغلال الفرصة «التاريخية» للقفز إلى مواقعهم الوظيفية؟ وهل من يخون الأمانة وشرف المهنة ويحنث بالقسم ويستهين بالقضاء... هل يبقى أهلاً للثقة والأمانة على حياة المرضى وأسرارهم؟

ما حدث للأطباء ليس مجرد تلفيقٍ وقلبٍ للحقائق، وإنّما استهانةٌ بذكاء هذا الشعب، واستخفافٌ بالقضاء وتضليلٌ للرأي العام. وهو خطأٌ تاريخيٌ فادحٌ لن تمحوه إلا البراءة الكاملة.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 3574 - الثلثاء 19 يونيو 2012م الموافق 29 رجب 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 28 | 2:02 ص

      comments

      sayed i guess your article today is not yours
      its your readers comments.. isnt it.. your are something sayedna

    • زائر 27 | 7:41 م

      استغراب

      عندما ارى الاحداث والقضايا والشهود احس وكأني في حلم لانني وبصراحه لااتصور وجود نوعيه من البشر تطلق لنفسها العنان لارتكاب اي خطاء مهما كن مدمر طالما ان الضرر سيقع على غيره مقابل مصالح دنيويه والواقع يريني حقيقه لالبس فيها ياسيدي الكاتب هؤلاء الشهود وحسب نظرتي مساكين واسئل من الله الهدايه لهم نريد شمس فرح تشرق على حبيبتنا البحرين واهلها س.علي

    • زائر 25 | 3:33 م

      وضعتُ نفسي مكان شهود الزور!!

      تخيلتُ نفسي شاهد زور ضد هؤلاء الأطباء الشرفاء، فشعرتُ بالخجل من نفسي أولاً و أهنتها، ثم حاكمتُ نفسي أمام ضميري، فكان قاسياً معي يستجوبني بلا رحمة و يهزني و يقول:أما خشيتَ الله تعالى عندما أقدمتَ على هذا الفعل المشين ضد أناسِ أنت تعرف أنهم أبرياء؟ كيف إشتريت سخط الخالق برضا المخلوق؟
      لم أحتمل عذاب ضميري، حَرمت نفسي من النوم،أخذتُ أبكي كالأطفال، قلّت شهيتي للطعام و هزل جسمي و مرضت، وازداد خوفي ربما أموت والله غاضب علي،ويحرقني بنار جهنم. يا ألله، هذا عذاب الدنيا، فماذا أقول عن عذاب الآخرة؟

    • زائر 24 | 2:08 م

      سلمت يداك يابوهاشم..ولا يصح إلا الصحيح

      تحية لأطبائنا الشرفاء الذين رفعوا رؤسنا ولا شك أن الأطباء نالوا الشرف والتقدير رغم المعاناة من قبل الله تعالى ومن قبل شعبهم وسوف يأتي اليوم الذي يكرمون على رؤس الأشهاد لتضحياتهم الجسام .هاهي الحقيقة واضحة وضوح الشمس كما كنا ننادي بها وهي البراءة براءة الذئب من دم يوسف ولا داعي للف والدوران فالحرية للأطباء وإعادة الأعتبار لهم هو المخرج

    • زائر 23 | 9:53 ص

      ابرياء

      اقراوا الفصل الخامس من تقرير بسيونى

    • زائر 22 | 9:23 ص

      الطب الانساني والانسان الطبيب

      ليست مسألة ولا مشكلة بل قضية. فبديهية أن مهنة الطب لها فرعان رأيسيان : بشري وغير بشري. والطب البشري له قسم يَحمل ويُحمل الطبيب واجبين: انساني وأخلاقي. متى ما غاب الاول غاب معه الثاني.
      وهذا ليس بسر لأن الانسان خَلقٌ وخُلقْ.
      فلما يقف العالم مذهولاً مع هذه القضية دون غيرها من القضايا؟

    • زائر 21 | 8:59 ص

      سقوط تاج العدالة ..

      براءة الأطباء من التهم الموجهة لهم ، هل يعطينا مؤشرا أن التهم كيدية ، مسندة بأدلة مزيفه وشهود زور ؟

      ما هو الموقف ممن شهدوا زورا الذين ضللوا القضاء والعدالة في حكمها ؟

      ما موقف وزارة الصحة وأنظمتها ممن خان المهنة بشهادة الزور ؟

      .. قضية الأطباء تلقي بظلالها على بقية القضايا والتهم الأخرى ، تهمة قتل شرطيين ، وقطع لسان مؤذن ، والتهم الكيدية الأخرى ضد الكثير من الأفراد المتهمين زورا وبهتانا ..

    • زائر 20 | 7:45 ص

      منصورين

      منصورين منصورين والناصر الله ماذا يعني لكم هذا الهتاف. اكذب اكذب حتى تصدق كذبتك
      حسب يالله ونعم الوكيل

    • زائر 19 | 6:03 ص

      إن في قصص الاطباء لعبرة لأولي الألباب

      من قصص الأطباء تقرأ باقي القضايا وتعرف باقي الامور
      ومنها تظهر الحقائق وتنكشف الملابسات وعليها يمكن التأسيس للطعن في غالبية القضايا إن لم أقل كلها .
      ونقول للبعض لمن صدق ومن لم يصدق ولكنه خاف واختشى من ردّات الفعل نقول لهم أتخشون الناس والله احق ان تخشوه ان كنتم مؤمنين.
      لم نطالبكم بالوقوف في المحاكم والشهادة ولكن رضينا منكم بعدم تريديد ما ردده البعض كالببغاوات

    • زائر 18 | 5:58 ص

      ليس بسهولة

      "قالت إن السلطات وقعت في مأزق حين قرّرت اعتقال الأطباء، ووقعت في مآزق أخرى حين لفقت لهم تهماً مثل حيازة الأسلحة واستمرت في محاكمتهم. وقال المحامي حميد الملا إن السلطات كان بإمكانها الخروج من هذا المأزق لو حكمت بالبراءة.". حتى لو كان الحكم ببراءة جميع المتهمين توجد قضية التشهير ضدهم في التليفزيون الرسمي للدولة والتشهير من وزيرين أحدهما ويا للعجب وزير العدل كما توجد قضية شهود الزور الذين أقسموا على كتاب الله وكل هذه المآزق مستمرة.
      إذا لم تنصفهم المحاكم المحلية توجد الخارجية!

    • زائر 17 | 4:13 ص

      لايكفي

      لا يكفي البراءة فيجب ان يتعاون الأطباء ويرفعو قضيتهم على الوزيرين خارج البحرين

    • زائر 16 | 3:58 ص

      الدليل على برائتهم

      انهم مصرين في الدفاع عن أنفسهم لايخشون شيء لأنهم براااءة صموووود يااطباء الكرامة

    • زائر 15 | 3:28 ص

      هؤلاء الأطباء

      هم من اشرف الناس وارفع الناس , والعار ثم العار لكل من لفق لكم تهم غير موجودة بتاتاً, والله يصحي ضمائرهم الميتة

    • زائر 13 | 3:09 ص

      والله شرفاء

      سلمت اناملك التي خطت قول الحق والاطباء هم اصحاب حق والعالم بأسره يعرف هذا ومن كان مع الله كان الله معه

    • زائر 11 | 2:35 ص

      ونحن ننتظر احتفالا بتكريمهم على جهدهم الجبّار

      يجب ان نعترف لهؤلاء الشرفاء بجهودهم التي قاموا بها فإنهم ساهموا في انقاد الكثير من الارواح وقد رأيتهم بأم عيني وهم يعملون كأنهم في خلية نحل يتراكضون
      من جريح الى آخر يقيمون الحالات ويبدؤن بأكثرها حاجة للانقاد والاسعاف.
      كنت من الحاضرين وكلمات لا تسعفني على وصف وضع الاطباء في ذلك اليوم ولم يكن في بالي ابدا ان يحصل لهم ما حصل بل كنت اتوقع لهم الكتريم والمكافأة ولكن آه من جزيرة اوال امورها دائما تجري عكس اتجاه السفن

    • زائر 10 | 2:21 ص

      المجد للأطباء الشرفاء والخزي والعار لشهود الزور

      ما يحزنني فعلا هو الحلف الكاذب من قبل شهود الزور الذين باعوا أنفسهم وضميرهم للشيطان والمفترض أنهم ملائكة رحمة إلا أنهم أبوا إلا أن يتحولوا إلى شياطين من الإنس أعاذنا الله
      لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

    • زائر 6 | 1:39 ص

      سيدنا هذا الملف الذي بط البرمه

      ليس فقط الاطباء والمتضررين من هذا الملف هم من سيرفعون قضايا ليقتص العدل ممن شوه ونكل وعذب وقذف وشتم و ظلل العداله وظلل العام بأسره بل ذوي المناصب العليا هم المفروض يسبقون الباقي للمحاكم ليشكوا من ادخلهم في زوبعه من الخزعبلات التى لا يصدقها اي معتوه مهما تماذى في جنونه واقحمهم في قضيه وهميه مفككه متيقننا ان قضيته المصاغه مضمونه 100% على انها ماتخرش الميه من اقنعهم الخروج على الناس في قنوات اعلاميه رسميه وهم اعلام لكل العالم فهم ليسوا منظفين او ممرضين او حتى اطباء مجهوليين في السلمانيه!ديهي حر

    • زائر 3 | 11:21 م

      الحماقة التي لاعلاج لها

      تلك هي الحماقة وهؤلاء هم الحمقى

      1- من اخترع التهم وروج لها وشهد عليها زورا

      2- ماذا سيقول شهود الزور وكيف باستطاعتهم النظر في وجوه شهدوا عليهم زورا

      3- الاطباء قريقان فريق التزم بقسمه واخر خانه فاي الفريقين يأمن منهم

      4- دخل على الخط طالبي الكسب الحرام فقالوا وشهدوا وتملقوا وعملوا ما في وسعهم للكسب
      نسوا الله فانساهم أنفسهم

      5 هل حقا من شهد يؤمن باليوم الاخر ؟؟؟

      6 هل يمكن اعادة المؤتر الصحفي للاثنين وما قال وقالت ذات الرداء الاخضر

اقرأ ايضاً