حصل صندوق النقد الدولي أمس الأول (الإثنين) على مزيد من الأموال من الأسرة الدولية خلال قمة مجموعة العشرين، وخصوصاً مساهمة صينية رفعت المبلغ الإجمالي إلى 456 مليار دولار.
وستساهم 23 دولة عضواً ومنطقة اليورو، أي مجموع أربعين دولة، في تقديم هذه الأموال التي ستعزز صندوق النقد.
ومساء الإثنين، بدا صندوق النقد الذي يعد خط الدفاع الأمتن في مواجهة عدوى أزمة الديون في منطقة اليورو، الرابح الأكبر في القمة التي تعقد في منتجع لوس كابوس في المكسيك.
واختتمت القمة أعمالها الثلثاء بإعلان مشترك لرؤساء الدول والحكومات سيرحب بحسب مسودة تلقت فرانس برس نسخة عنها، بعملية جمع هذه الأموال. وأعربت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستين لاغارد عن ارتياحها بالقول «انضمت دول كبرى وصغيرة إلى دعوتنا للتحرك وقد تنضم دول أخرى إليها قريباً. إني أرحب بتعهدات هذه الدول لصالح التعددية». وكانت حكومات أعربت عن نيتها في المشاركة في هذه العملية قدمت مبالغ محددة مثل الصين التي ستخصص 43 مليار دولار. وأعلنت دول عن رغبتها في المساهمة في هذه الجهود مثل الدولة المضيفة المكسيك. والقسم الأكبر من المبلغ يأتي من منطقة اليورو بما في ذلك من دول تواجه صعوبات مالية مثل إسبانيا وقبرص.
أما الولايات المتحدة أول دولة مساهمة في صندوق النقد، فلم تقدم أي مبلغ مالي. وقالت لاغارد إن «رفع القيمة الإجمالية للوعود إلى 456 مليار دولار، يضاعف تقريباً قدرتنا على الإقراض».
وبحسب آخر تقرير أسبوعي عن وضعه المالي، يمكن لصندوق النقد الدولي أن يخصص 380 مليار دولار للدول الأعضاء فيه. ومن أصل 456 ملياراً سيضع الصندوق قسماً في الاحتياط كإجراء احترازي.
ولن يحصل صندوق النقد على هذه الأموال فوراً، لأنه في بعض الدول من الضروري الحصول على موافقة البرلمان. في حين طرحت الدول الناشئة من مجموعة بريكس (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا) شروطاً منها أن يكون صندوق النقد استنفد أمواله وأن يكون طبق إصلاحاً يعود إلى 2010 يقضي بزيادة حقوق التصويت للدول الناشئة.
وكان صندوق النقد صوت في نهاية 2010 على إصلاح يسمح بأن يكون للاقتصاديات التي تسجل نمواً كبيراً مرتبة أكثر ملاءمة لحجم اقتصادها داخل صندوق النقد.
ويحتاج ذلك إلى مصادقة البرلمانات الوطنية وقد تأخرت هذه العملية بسبب الهدف الرسمي ألا وهو بدء التطبيق اعتباراً من أكتوبر/ تشرين الأول. وهذه المبالغ التي تقرضها الدول الأعضاء في حال استخدمت ستعود بفوائد. لكن إقراض صندوق النقد مسألة سياسية وليست استثماراً مربحاً لأن نسبة الفائدة تحدد حالياً بـ 0,12 في المئة.
وتعهد قادة مجموعة الدول الغنية والناشئة التي تمثل نحو 90 في المئة من إجمالي الناتج الداخلي العالمي «باتخاذ الإجراءات الضرورية لتعزيز النمو العالمي وترميم الثقة»، بحسب مسودة بيان حصلت وكالة «فرانس برس» على نسخة منها.
العدد 3574 - الثلثاء 19 يونيو 2012م الموافق 29 رجب 1433هـ