العدد 3573 - الإثنين 18 يونيو 2012م الموافق 28 رجب 1433هـ

«المحرق القديمة»... بيوت متهالكة بانتظار تطوير البنية التحتية

تغزو أحياءها العمالة الآسيوية

على رغم التطور العمراني الذي تشهده محافظة المحرق؛ فإن مجمع 209 في المحافظة يعاني من البطء في الحركة العمرانية التي تشهدها عاصمة البحرين القديمة. فأهالي هذا المجمع السكني الذي يمثل الدائرة الثالثة في المحرق، يشكون من غياب الكثير من الخدمات التي يحتاج إليها الأهالي ومن بينها تطوير بعض الشوارع وعدم صيانة الإنارة فيها، علاوة على البيوت المتهالكة التي تنتظر دورها ضمن مشروع إعادة بناء البيوت الآيلة إلى السقوط.

ووسط الزحام الذي تشهده المنطقة نظراً إلى شح مواقف السيارات؛ فإن العمالة الآسيوية تشكل هي الأخرى مصدراً للزحام في هذه المنطقة، إذ يقطن فيها عدد كبير من العمالة الآسيوية، بعد أن غادرتها الكثير من العوائل البحرينية، وذلك وفقاً لما ذكره الأهالي لـ «الوسط» خلال الزيارة التي قامت بها للمنطقة.

وتحدث عيسى صالح الختال عن معاناة الأهالي في هذه المنطقة؛ قائلاً: إن «عدد العوائل البحرينية التي تقطن هذه المنطقة قليل، إذ تشهد المنطقة تواجداً للعمالة الآسيوية، وتشتكي العوائل البحرينية هناك من عدم وجود المتنفس لهم، حيث تفتقد المنطقة وجود حديقة وهذا أبسط ما يمكن إيجاده للتنفيس على الأهالي».

وأشار إلى أن الأهالي سبق أن خاطبوا مجلس بلدي المحرق عن مصير إحدى الأراضي التي خصصت لإنشاء حديقة للمنطقة، غير أن هذا المشروع لم ينفذ بعدُ، ويطالب الأهالي بفتح المدرسة الواقعة في المنطقة خلال فترة الصيف لتنظيم برامج صيفية تجتذب شباب المنطقة.

ونقل الختال معاناة الأهالي من شح مواقف السيارات، وفي المقابل يشكو الأهالي من وقوف الشاحنات في الأرض المخصصة لوقوف سيارات الأهالي، على رغم وجود لافتة تمنع وقوف الشاحنات فيها، وطالب إدارة المرور بتكثيف حملتها وتحرير المخالفات بحق الشاحنات المخالفة التي تستخدم مواقف السيارات المخصصة للأهالي.

وبالقرب من منزل الختال، يوجد منزل متهالك سقطت أجزاء منه في الشارع في وقت سابق، حيث لفت إلى خشيته من سقوط باقي الأجزاء، مطالباً الجهات المعنية بإيجاد حل لهذا المنزل، منعاً لوقوع أي ضرر على الأهالي جراء احتمال سقوط أجزاء من المنزل في أية لحظة.

وتفتقد بعض شوارع المنطقة الإنارة الكافية بسبب عدم صيانة أعمدة الإنارة، وذكر الختال أن»المنطقة قديمة وتعج بالأهالي، وفي كثير من الأحيان نعاني من ظلمة بعض الشوارع بسبب غياب أعمال الصيانة اللازمة».

الحاج مال الله جاسم متقاعد عن العمل، ويقطن في منزل متهالك مع 12 شخصاً، قال لـ»الوسط» إنه منذ العام 2002 ينتظر إعادة بناء منزله ضمن مشروع إعادة بناء البيوت الآيلة إلى السقوط، غير أن دوره لم يحِن بعدُ، ولا يعلم ما إذا سيتحمل المنزل المتهالك المزيد من الانتظار، على حد تعبيره.

وأضاف «اضطر بعض إخوتي إلى الخروج إلى شقق ايجار، على اعتبار أن المنزل بات متهالكاً جداًّ، غير أنني وفي ظل وضعي المعيشي الصعب لا أستطيع الخروج إلى شقة إيجار، فراتبي التقاعدي بالكاد يكفي لتوفير الاحتياجات الأساسية».

الحاج حسن محمد صالح يسكن مع 6 أشخاص في بيت آيل إلى السقوط، حيث ينتظر دوره لبنائه منذ العام 2008 بحسب ما أفاد.

«الوسط» التي زارت منزله الذي بدا متهالكاً.

صالح قال: «أنتظر منذ العام 2008 دوري في قائمة إعادة بناء البيوت الآيلة إلى السقوط، ونحن 7 أشخاص في هذا المنزل، لا نستطيع التوسع فيه، إذ إن وضعي المادي في ظل راتبي التقاعدي المحدود لا يسمح بالبناء، علاوة على أن المنزل لا يقوى على البناء فيه، فهو قابل للسقوط في أية لحظة».

وبمشاهدة المنزل يستغرب المرء من وجود أشخاص يعيشون بين جدرانه المتهالكة، فكل ما في المنزل لا يصلح للسكن، فيما ذكر صالح «لا نعلم متى يحين دورنا ويعاد بناء المنزل رحمة بقاطنيه».

في السياق ذاته؛ تحدث أحمد خالد، الذي التقته «الوسط» خلال الزيارة، عن تفاصيل معاناة أهالي هذه المنطقة القديمة التي تشكو من غياب الخدمات الأساسية لها، وقال: إن «شوارع المنطقة هي أول صور معاناة الأهالي، فالمقاولون الذين ينفذون أعمال صيانة في الشوارع لا يعودون إلى رصف الشوارع مرة أخرى، ما يتسبب في رداءة هذه الشوارع».

وتحدث خالد عن غياب الكثير من الخدمات وأبرزها شح مواقف السيارات، موضحاً أن «المنطقة تضم الكثير من الأراضي الوقفية التي يمكن الاستفادة منها عبر استملاكها لتوفير خدمات يستفيد منها أهالي المنطقة، وخصوصاً أن الأهالي يعانون كثيراً للحصول على مواقف لسياراتهم».

ورافق خالد «الوسط» خلال الزيارة، وأثناء الجولة أشار إلى موقع منزل سيادي الذي يعتبر أحد المنازل الأثرية في المنطقة، وقال: «إن هذا المنزل الأثري يعتبر مقصداً للسياح بسبب فخامته وهو منزل مشهور على مستوى الخليج، غير أن هذا المنزل لا يلقى الاهتمام المطلوب، فقد ظل مهملاً منذ سنوات ولم يتم ترميمه وفتحه أمام الزوار، فضلاً عن أن الأرض المجاورة للمنزل والتي خصصها مجلس بلدي المحرق لمواقف لسيارات الزوار لم يتم تحريك أي ساكن فيها، كما أن مشروع تشييد نافورة أمام المنزل لم ينفذ هو الآخر على رغم وجود أرض مخصصة له، كما ان مسجد سيادي الملاصق للمنزل يعاني هو الآخر من الإهمال وهو مغلق أمام الزوار».

وانتقد خالد السماح ببناء مبنى بالقرب من منزل سيادي، على رغم وجود قرار من الجهات الرسمية بوقف البناء في المناطق القديمة في المحرق حفاظاً على نسيج المنطقة.

واشتكى من منعه من إعادة بناء منزله القديم الواقع في وسط المنطقة، وقال: «تقدمت بطلبات للحصول على ترخيص لإعادة بناء المنزل غير أن هذه الطلبات رفضت من قبل الجهات الرسمية، على رغم أنني قدمت مخططاً يفيد بأن المنزل سيبنى على الطراز القديم ليتناسب مع طبيعة المنطقة، وتعهدت للجهات الرسمية بأن يكون المنزل مخصصاً لسكن العائلة ولن يؤجر على العمالة الآسيوية، وخصوصاً أنني أسكن حالياًّ في شقة ملاصقة للمنزل».

العدد 3573 - الإثنين 18 يونيو 2012م الموافق 28 رجب 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 8:52 ص

      الدائرة الثالثة المنسية ونتمنى من الوسط زيارة مجمع

    • زائر 1 | 6:42 ص

      اين العضو البلدي عن

      اين العضو البلدي المعني بهذا المجمع المغضوب عليه والذي لا يعلم اين يقع المجمع اصلاً

اقرأ ايضاً