العدد 3573 - الإثنين 18 يونيو 2012م الموافق 28 رجب 1433هـ

الكاظم: 18 ألف مصاب بالسكلر وسط تدني الرعاية الصحية المقدمة لهم

في اليوم العالمي لهم...

أكد رئيس جمعية مرضى السكلر البحرينية زكريا الكاظم أن النظام الصحي في البحرين يعاني من نقص على رغم وجود كفاءة سواءً من الجانب التمريضي أو الطبي، وذلك بعد أن بلغ عدد المصابين بالمرض 18 ألف مريض.

وقال الكاظم في حديث إلى «الوسط» بمناسبة اليوم العالمي للسكلر الذي يصادف اليوم 19 يونيو/ حزيران «إن المصارحة مع أصحاب القرار هو أمر ضروري، إذ إن غياب هذه المصارحة أدت إلى عدم وجود برتوكول لمرضى السكلر والذين يقدر عددهم بالألف».

وأضاف الكاظم بأن مرضى السكلر يعانون من عدم وجود بروتوكول خاص بهم، على رغم كثرة المصابين بالمرض، في حين أن باقي الأمراض وضعت لها بروتوكولاً خاصّاً.

وذكر الكاظم بأن غياب البروتوكول قد أدى في كثير من الأحيان إلى أن يقوم بعض الأطباء بوقف أدوية المريض ورفض علاجه.

وأشار الكاظم إلى أن عدد المصابين بالمرض 18 ألف، في الوقت الذي بلغ فيه عدد الحاملين للمرضى 65 ألف مريض، أما المراجعون الذين ثبتوا في مجمع السلمانية الطبي فقد بلغ عددهم 4 آلاف، مؤكداً أن هذا الرقم غير دقيق لدى وزارة الصحة، وخصوصاً أن الأخيرة لم تقم بإحصاءات ولم تضع تشريعات لهؤلاء المرضى.

وأوضح الكاظم بأن مريض السكلر يعاني عند تلقيه العلاج ابتداءً من شعوره بالألم ورفض الصحة علاجه والإصرار على تشخيصه بدلاً من وقف الألم الذي يعاني منه.

وأكد الكاظم بأن مريض السكلر يعاني ابتداء من غياب برتوكول علاجه، مروراً إلى عدم وجود عيادة يستطيع الرجوع إليه عند شعوره بالانتكاسة، إضافة إلى عدم وجود استشاريين في أمراض الدم بالعدد الكافي، إذ إن عدد الاستشاريين في البحرين 3، في الوقت الذي يعالج فيه مريض السكلر 30 طبيباً من مختلف التخصصات وليس لهم علاقة بأمراض الدم، أو اختصاص الألم، ملفتاً إلى أنه دائماً ما يتم النظر لمريض السكلر على أنه مدمن.

وأشار الكاظم إلى أن بعض الأطباء دائماً ما يصفون مرضى السكلر بأنهم مدمنون، في الوقت الذي لا يوجد فيه هناك فريق لمعالجة الإدمان إن حدث، مؤكداً بأن بعض المرضى نادراً ما يترددون على السلمانية، إلا أنه مع ذلك يُرفض إعطاؤهم مسكن الألم خوفاً عليهم من الإدمان، في حين يكون فيه المريض في حاجة لهذا المسكن، وقد يؤدي في مثل هذه الحالات إلى وفاة المريض.

ونوه الكاظم بأن المريض يتعرض أحياناً إلى طرد من قبِل الطبيب، مع رفض علاجه على رغم سوء حالته.

وأوضح الكاظم بأنه تم إخطار وزارة الصحة بشأن هذه الممارسات والتي تؤثر على حياة المرضى، إلا أنه على رغم ذلك مازالت هذه الممارسات مستمرة.

وتحدث الكاظم عن سوء التنظيم بين الأطباء ففي بعض الأحيان يحتاج مريض السكلر إلى طبيب الكلى أو طبيب الروماتزيوم، إلا أنه لا يتم معاينة المريض إلا في اليوم الثالث ويكون المريض قد عاد إلى منزله.

وذكر الكاظم بأنه من حق المريض الحصول على العلاج فهو له حقوق كما للطبيب حقوق، مستغرباً من أن يتم استنكار تدخل المريض في العلاج، مبيناً بأنه في كثير من الأحيان يتم استنكار ما إذا سأل المريض عن نوعية الدواء الذي وضع في الإبر قبل إعطائه إياه، على رغم أن ذلك حق من حقوقه.

وتطرق الكاظم إلى مشكلة نقص الأسرّة التي يتعرض لها مرضى السكلر وهو ما تعرضت له ضحية مرض السكلر كريمة الحواج التي بقيت في الطوارئ لمدة ثلاثة أيام، لتنقل بعد ذلك إلى غرفة الإنعاش بعد أن بقيت ثلاثة أيام في الطوارئ بحجة عدم توافر سرير.

وفي سياق متصل، قال الكاظم «إن طوال عام عقدنا مصالحة مع وزارة الصحة باعتقاد بأن ذلك سيؤدي إلى وقف التجاوزات، إلا أن التجاوزات مازالت مستمرة حتى الآن (...) وعلى رغم إيقاف الحديث عن هذه التجاوزات، قامت الوزارة بغلق مركز كانو وغلق عيادة مرضى السكلر ووقف عمل الفريق المكون من 16 طبيباً والذين كانوا معنيين بمرضى السكلر ومن المتابعين لهم».

وأضاف بأن التجاوزات وصلت إلى اتهام مرضى السكلر بأنهم مدمنون وأنهم يمارسون جميع أنواع الرذيلة، مؤكداً بأن ذلك نشر في بعض الصحف المحلية.

ولفت الكاظم إلى أن هناك حاجة الآن في الحديث عن هذه التجاوزات وخصوصاً بعد سقوط أربع ضحايا من مرضى السكلر، مؤكداً بأن جميع الضحايا وهن من النساء قد سقطن خلال الشهر الماضي وهذا الشهر كن يعتبرن رمزاً من رموز العطاء، إذ إن جميعهن خدمن الوطن، مبيناً بأن الضحية كريمة الحواج وحنان الإبريق وجهاد ربيع ونادية الشيخ جميعهن كنّ قد قدمن خدمة إلى الوطن، فبعضهن كنّ يخدمن في المجال التعليمي لمدة تجاوزت 25 سنة.

وأكد الكاظم بأن هناك حاجة إلى وقف التجاوزات، مبيناً بأنه لمدة عام كان هناك صمت اتجاه هذه التجاوزات ظناً بأنه سيتم إصلاح الوضع، مؤكداً بأن هناك حاجة إلى هيكلة الصحة ووقف هذه التجاوزات.

ورفض كاظم أن يتم توجيه اتهامات لمرضى السكلر ووصفهم بالمدمنين، مؤكداً بأن جميع مرضى السكلر قادرون على العطاء.

وأشار الكاظم إلى أن الجمعية تسعى في العام 2012-2013 إلى تصفير عدد المواليد المصابين بمرض السكلر من خلال البرامج التي تقيمها، مبيناً بأنه ستكون هناك العديد من البرامج التي ستقدم خلال هذا الأسبوع احتفالاً بيوم السكلر العالمي.

من جانبه، قال أخ ضحية السكلر حنان الإبريق والتي خدمت في السلك التعليمي لمدة 28 عاماً «إن أختي كانت تعاني من المرض منذ ولادتها، وكانت في البداية تنتكس حالتها، ومع مضي السنوات بدأت نوبات السكلر تخف تدريجياً، إلا أنه قبل وفاتها أصيبت بألم في الرأس والظهر وقد تم نقلها لمركز البلاد القديم».

وأضاف «بعد نقلها للمركز تمت ملاحظة نقص دمها، ما أدى إلى نقلها لمجمع السلمانية الطبي ليتم إدخالها المستشفى بسبب نقص دمها (...) في اليوم الثاني قمت بزيارتها وكانت تعاني من عدم قدرتها على التنفس وقد حاولت وضع الأوكسجين عليها، إلا أن الأنبوب الخاص بالأوكسجين كان تالفاً».

وأوضح أخوها أنه خاطب الممرضات وبعدها تم وضع الأوكسجين عليها، مبيناً بأن الضحية كانت تشتكي من عدم تجاوب الممرضات عند طلبها لهن، وهذا ما أكدته إحدى المريضات التي كانت متواجدة مع الضحية في الجناح نفسه.

وأشار إلى أنه حسب ما ذكره المسئولون في الجناح أكدوا للعائلة أنه قبل وفاتها كانت تعاني من نقص الأوكسجين وذلك ما أكده أحد الأطباء إلا أنه لم يعطِ تعليمات بإعطائها أوكسجين أو نقلها للعناية وخصوصاً أن حالتها كانت تستدعي ذلك.

وأكد الإبريق أن أخته لم يوقفها المرض عن تحقيق طموحها، إذ إنها كانت تطمح أن تكون معلمة، وهذا ما حققته من خلال خدمتها في السلك التعليمي لمدة 28 عاماً، مبيناً بأن أخته كانت معطاة وكانت محبوبة بين المعلمات وبين الطالبات وذلك بسبب شخصيتها وما تقدمه إلى الآخرين.

من جانبه، قال زوج الضحية جهاد ربيع وهي من مواليد 1984 خريجة تربية فنية «إن زوجتي منذ العام 2007 وهي سنة زواجنا لم تدخل السلمانية بسبب السكلر، فهي على رغم أنها مصابة سكلر، إلا أن نسبة المرض كانت جداً خفيفة، فالبعض كان يعتقد بأنها حامل للمرض وليست مصابة».

وأضاف بأنه قبل وفاتها أصيبت بألم في اليد، ما أدى إلى نقلها لمجمع السلمانية الطبي، وكان الألم يشتد عليها مع مرور الأيام بينما كانت متواجدة في المستشفى ما أدى إلى انتشار الألم في جسدها، مشيراً إلى أنه في إحدى الأيام استغرق وصول طبيب التخدير أكثر من ست ساعات حتى يتم تخديرها.

وأكد بأنه تم إبلاغه بأن ما تشعر به طبيعي وخصوصاً أنها كانت حاملاً في الشهر الثامن، مبيناً بأن تكسر الدم كان مرتفعاً لديها، إذ بلغت نسبته 82 في المئة، إلا أنه في اليوم الثاني انخفضت النسبة.

وأشار زوج ربيع إلى أنه قبل وفاتها تلقى اتصالاً من المستشفى ليلاً يبلغه بضرورة الحضور وذلك لأنه سيتم نقلها إلى جناح الولادة، مبيناً بأنه توجه للمستشفى وحاول طمأنتها، وعاد إلى المنزل ليتلقى بعد ذلك اتصالاً آخر من المستشفى يبلغه برفض زوجته لوضع الأوكسجين، ليتوجه بعد ذلك إلى المستشفى.

وأوضح بأنه أثناء ما كان معها في المستشفى حاول معرفة ما يحدث، مؤكداً أنه تم إبلاغه بأن هناك احتمالاً بإصابة زوجته بجرثومة أو جلطة في الرئة، مبيناً أنه تم إبلاغه بأنه سيتم إجراء أشعة مقطعية لها، مؤكداً بأنه لم يتم إجراء هذه الأشعة ولم يتم توليدها.

وذكر أنه أثناء ذلك تم إبلاغه بوفاة الجنين في بطن أمه، لتفارق هي الحياة بعد ذلك، مؤكداً بأنه لم يتم إجراء أي أشعة مقطعية لها، ولم يتم نقلها للعناية القصوى على رغم حاجتها، كما أنها لم يتم توليدها، وتم دفنها وهي حامل بجنينها.

وأكد زوجها بأن زوجته معروفة بنشاطها في كل مكان سواء النشاط الاجتماعي والسياسي وكانت من ضمن العناصر الفعالة في المجتمع.

العدد 3573 - الإثنين 18 يونيو 2012م الموافق 28 رجب 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 7 | 8:18 ص

      الله يشافي الجميع

      انا ماعندي غير اني ادعي لربي لجميع المرضى وبالاخص مرضى السكلر بالصحة والعافية.
      اللهم شافهم وعافهم ياكريم

    • زائر 6 | 6:33 ص

      انا تعبان

      الشكر الجزيل علي الجهد في خدمةكل مرضة الشكلر

    • زائر 5 | 5:07 ص

      مريض شاكرا ربه

      المشكلة إذا جا لينا دكتور ..و يتهمنا بالادمان ، و كأنه ما يدري بالألم و الوضع إلي احنا فيه

    • زائر 1 | 12:39 ص

      كبير يا ابو ابراهيم

      الله يوفقك و يسر لك امورك لانك تسعى للخير لهالمساكين و بطرق حضارية تدل على ثقافتك العاليه الله يخليك و يحرسك من كل شر


      اخوك محمد المرهون

اقرأ ايضاً