أصدر العاهل السعودي، الملك عبدالله بن عبدالعزيز أمس الإثنين (18 يونيو/ حزيران 2012) أمراً بتعيين أخيه غير الشقيق الأمير سلمان ولياً للعهد خلفاً للأمير نايف الذي توفي السبت الماضي.

وأكدت وكالة الأنباء الرسمية صدور «أمر ملكي بتعيين الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولياً للعهد ونائباً لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للدفاع». كما أعلن المصدر تعيين الأمير أحمد بن عبدالعزيز وزيراً للداخلية خلفاً للأمير نايف الذي كان يشغل أيضاً هذا المنصب.

العاهل السعودي يعيّن الأمير سلمان ولياً للعهد... والأمير أحمد وزيراً للداخلية

الرياض - أ ف ب

أصدر العاهل السعودي، الملك عبدالله بن عبد العزيز أمس الإثنين (18 يونيو/ حزيران 2012) أمراً بتعيين أخيه غير الشقيق الأمير سلمان ولياً للعهد خلفاً للأمير نايف الذي توفي السبت الماضي، وفق مصدر رسمي.

وأكدت وكالة الأنباء الرسمية صدور «أمر ملكي بتعيين الأمير سلمان بن عبد العزيز ولياً للعهد ونائباً لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للدفاع».

وشغل الأمير سلمان قبل تعيينه منصب وزير الدفاع.

كما أعلن المصدر تعيين الأمير أحمد بن عبدالعزيز وزيراً للداخلية خلفاً للأمير نايف الذي كان يشغل أيضاً هذا المنصب.

والأمير أحمد أخ شقيق للأمير نايف وكان نائبه في الوزارة.

ولا يشكل اختيار الأمير سلمان (76 عاماً) لولاية العهد مفاجأة فتعيينه كان متوقعاً على نطاق واسع.

يذكر أن الملك كان عين الأمير سلمان وزيراً للدفاع مطلع نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي خلفاً للأمير سلطان، لكنه أعاد تنظيم هذه الوزارة منتزعاً منها المفتشية العامة والطيران المدني خصوصاً.

وكان سلمان اميراً للرياض منذ العام 1955 لكنه استقال العام 1960 قبل إعادة تعيينه مجدداً العام 1963 حيث بقي في منصبه إلى حين تعيينه وزيراً للدفاع.

وأشار الأمر الملكي إلى «الاطلاع على نظام هيئة البيعة» دون أن يذكر ما إذا كان العاهل السعودي أبلغها بقراره لا سيما وأن نظامها ينص على تفعيل عملها بعد وفاة الملك الحالي وليس قبل ذلك.

يشار إلى أن رئيس هيئة البيعة، الأمير مشعل بن عبد العزيز موجود في نيويورك حالياً حيث يخضع لفحوصات طبية، بحسب مصدر رسمي.

وترسخ هذه التعيينات رغبة العائلة المالكة في تولي الجيل الأول من أبناء العاهل الراحل عبد العزيز المناصب المهمة في المملكة التي تأسست العام 1932.

والأمير سلمان هو الابن الخامس والعشرين للملك عبد العزيز، وقد تزوج ثلاث مرات ولديه 12 ابناً بينهم اثنان توفيا خلال العقد الماضي.

وكان خبراء أكدوا أن العاهل السعودي سيختار وزير الدفاع، الأمير سلمان بن عبد العزيز ولياً للعهد خلفاً للأمير نايف، لكنهم أكدوا أن المملكة تواجه تحدي انتقال السلطة إلى الجيل الثاني بينما أصبحت غالبية الجيل الأول من كبار السن.

وتقول المحللة في «شاتم هاوس» في لندن، جاين كننمونت لوكالة «فرانس برس» إن «الخلافة الآنية ليست صعبة فالأمير سلمان يعتبر ولي العهد الجديد».

لكن كننمونت ترى أن التحدي يكمن في «الانتقال إلى الجيل الثاني» في إشارة إلى أحفاد الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود، واحتمال أن يبرز ذلك في خضم عملية اختيار الشخص الثالث في هرم القيادة السعودية.

وتضيف أن «هذا ليس موقفاً رسمياً لكن الأمير الذي سيتم تعيينه نائباً ثانياً لرئيس الوزراء» سيكون الثاني ضمن تسلسل الخلافة داخل الأسرة.

وضمن آليات الخلافة التي أقرت، أنشئت هيئة البيعة العام 2006 لتأمين انتقال سلمي للسلطة في السعودية. وقد عين الملك عبد الله أعضاءها واضعاً على رأسها أخيه غير الشقيق الأمير مشعل بن عبد العزيز.

وتضم الهيئة 35 أميراً، هم 18 من الجيل الأول والأحفاد الذين توفي آباؤهم من أبناء الملك عبد العزيز، مهمتهم تأمين انتقال الحكم ضمن آل سعود.

وكان الملك عبد الله أعلن في أكتوبر/ تشرين الأول 2007 اللائحة التنفيذية التي تحدد آليات تطبيق نظام هيئة البيعة بعد عام من إصداره وتنص على تفعيل عمل الهيئة بعد وفاة الملك الحالي.

من جهته، يقول المحلل السياسي، جمال خاشقجي لـ «فرانس برس»: «لا أعتقد أن أحداً سيعارض تعيين الأمير سلمان ولياً للعهد».

ويضيف خاشقجي «لكن هناك أيضاً مسألة الابن والحفيد فأمير مكة المكرمة، خالد الفيصل وهو من الأحفاد أكبر سناً من الأميرين أحمد ومقرن».

وحتى الآن، تولى سدة الحكم خمسة من أبناء الملك عبد العزيز منذ وفاته العام 1953، وقد أنجب 36 ذكراً توفي نصفهم.

ويوضح خاشقجي رداً على سؤال أن «الأقدمية مهمة في العائلة. يجب النظر إلى من يتولى وظائف حكومية فعالة من أبناء الجيل الأول لأنه يحق لهم عرفاً أن يكونوا ضمن تسلسل الخلافة وهم الأمراء سلمان وأحمد (نائب وزير الداخلية) ومقرن (رئيس جهاز الاستخبارات) وسطام (أمير الرياض)».

هيئة البيعة في المملكة العربية السعودية

الرياض - رويترز

أنشئت هيئة البيعة العام 2006 لتأمين انتقال سلمي للسلطة في السعودية. وقد عين الملك عبد الله أعضاءها واضعاً على رأسها أخيه غير الشقيق الأمير مشعل بن عبد العزيز. وتضم الهيئة 35 أميراً، هم 18 من الجيل الأول والأحفاد الذين توفي آباؤهم من أبناء الملك عبد العزيز.

ما هي هيئة البيعة؟

في الماضي كان يجري تحديد من يصبح ولياً للعهد سراً بواسطة الملك ومجموعة صغيرة من الأمراء ذوي النفوذ. وبموجب القواعد الجديدة فإن هيئة البيعة التي تمثل كل فرع من فروع عائلة آل سعود يجب أن تجري تصويتاً على من اختاره الملك عبد الله ولياً للعهد. ولا تطبق النتائج رسمياً إلا بوفاة الملك عبد الله. للهيئة ممثل عن كل فرع من أفرع ال سعود من أبناء الملك عبد العزيز بن سعود مؤسس المملكة. وإلى جانب من هم على قيد الحياة من أبنائه تشمل الهيئة الأحفاد الذين يمثلون الملوك والأمراء الذين توفوا أو الذين لا تسمح حالتهم الصحية بمشاركتهم فيها- لابد أن يرأسها أكبر أبناء مؤسس المملكة إلى جانب الملك أو ولي العهد. وعين الملك عبد الله الأمير مشعل وهو من مواليد العام 1926 رئيساً لهيئة البيعة.

كيف تعمل هيئة البيعة؟

لابد من تعيين ولي للعهد خلال 30 يوماً من تولي الملك الجديد العرش. يرشح الملك اسماً أو اثنين أو ثلاثة لولاية العهد وتصوت هيئة البيعة للموافقة على اختياره أو تختار أحد مرشحيه. وإذا لم تجد الهيئة أياً من مرشحيه مناسباً فيمكنها أن تختار مرشحاً من أحد أبناء بن سعود أو أحفاده. وللهيئة القول الفصل في الخلافة وليس الملك فيما يمثل ابتعاداً عما كان متبعاً سابقاً.

ماذا يحدث في حالة وفاة الملك

وولي العهد في نفس الوقت؟

ستختار هيئة البيعة خلال سبعة أيام المرشح الأنسب من أبناء عبد العزيز آل سعود أو أبنائهم ثم ستدعو لمبايعته ملكاً. ويتولى مجلس للحكم الانتقالي شئون الدولة إلى حين تولي الملك الجديد الحكم.

ماذا يحدث إذا مرض الملك أو ولي العهد؟

في حالة مرض الملك يمكن للهيئة أن تشكل لجنة طبية لإعلان عدم قدرته على الحكم ونقل السلطة مؤقتاً إلى ولي العهد. وبعد أن أصيب الملك الراحل فهد بجلطة العام 1995 كانت قدرة عبد الله بن عبد العزيز على الحكم باعتباره ولياً للعهد مقيدة لأنه كان مجرد وصي على العرش دون توليه المنصب رسمياً. أذا أظهر تقرير طبي آخر أن الملك غير قادر على استئناف مهامه فيمكن لهيئة البيعة أن تولي ولي العهد العرش. و إذا كان كل من الملك وولي العهد مريضاً يمكن لهيئة البيعة تشكيل سلطة انتقالية من خمسة أمراء لتولي المسئولية إلى حين تعافي أي من الاثنين، و إذا أظهر تقرير طبي أنهما لن يتعافيا لابد أن تختار الهيئة ملكاً جديداً خلال أسبوع من بين أبناء مؤسس المملكة أو أحفاده.

الخلفاء السابقون

كانت الخلافة في السعودية تولى لأحد أبناء الملك عبد العزيز آل سعود مؤسس المملكة الذي توفي العام 1953. وحتى الآن أصبح خمسة أخوة ملوكاً وهناك عدد من الأبناء ما زالوا على قيد الحياة والكثير منهم تجاوزوا الثمانين عاماً. كانت عملية انتقال الخلافة من الملك الراحل فهد إلى الملك عبد الله العام 2005 سلسة لكن كانت هناك أزمات في فترات سابقة، إذ خلعت أسرة آل سعود ثاني ملوك السعودية الملك سعود العام 1964 عندما اعتبرته غير كفء بعد صراع على السلطة مع أخيه غير الشقيق فيصل. وقتل الملك فيصل بيد أحد أبناء أخوته والذي أعلن رسمياً لاحقاً أنه مختل عقلياً.