العدد 3572 - الأحد 17 يونيو 2012م الموافق 27 رجب 1433هـ

توريس الورقة الرابحة لـ «الماتادور الإسباني»

ربما استحق المهاجم الاسباني فيرناندو توريس موجة الانتقادات التي وجهت إليه لفترة طويلة غاب فيها عن مستواه المعهود ولكنه يستحق الآن من الإشادة والتقدير ما يتناسب مع إمكاناته وأرقامه بعدما رد على منتقديه عمليا وأصبح من أبرز الأوراق الرابحة للماتادور الاسباني في بطولة كأس الأمم الأوروبية (يورو 2012) المقامة حاليا ببولندا وأوكرانيا.

وتعرض توريس /28 عاما/ للعديد من حملات الانتقاد على مدار العامين الماضيين بسبب ابتعاده فيهما عن مستواه المعهود الذي كان عليه في الماضي سواء مع ليفربول الإنجليزي أو المنتخب الاسباني لكرة القدم.

وعلى رغم الصحوة التي حققها توريس مع فريقه تشلسي الإنجليزي في نهاية الموسم المنقضي، لم يسلم اللاعب من الانتقادات في بداية مسيرته بالبطولة الحالية خاصة بعدما أهدر فرصتين رائعتين في الفترة القصيرة التي لعبها بنهاية مباراة الفريق أمام المنتخب الإيطالي والتي انتهت بالتعادل 1/1.

وربما ضاعف من هذه الانتقادات لجوء مديره الفني فيسنتي دل بوسكي إلى الاعتماد على لاعب الوسط المهاجم سيسك فابريغاس في قيادة الهجوم بدلا من الدفع بتوريس في التشكيلة الأساسية للفريق وهو ما أوحى للبعض بعدم اقتناع دل بوسكي بمستوى توريس في معسكر الفريق ببولندا.

ولكن توريس رد بقوة على هذه الانتقادات والشكوك عندما دفع به دل بوسكي في التشكيل الأساسي لمباراة الفريق الثانية أمام نظيره الايرلندي.

وسجل توريس هدفين جاء أولهما في الدقيقة الرابعة من المباراة وبمهارة فائقة ليقود الماتادور الاسباني للفوز الأول له في رحلة الدفاع عن لقبه القاري بالبطولة الحالية.

وعلى مدار الفترة التي لعبها توريس في هذه المباراة، أعاد القناص الأسباني إلى الأذهان مستواه السابق مع ليفربول ووضع قدمه على أول طريق المنافسة على لقب هداف البطولة التي سبق له أن حسم لقبها للفريق قبل أربعة أعوام عندما أحرز هدف الفوز 1/صفر على المنتخب الألماني في المباراة النهائية للبطولة.

وقال توريس بعد المباراة «أين الانتقادات؟»... وأوضح «ساندني الحظ لأبدأ ضمن التشكيل الأساسي وأسجل هدفين وأستمتع مجددا بالأداء مع الفريق».

وطالما هتف المشجعون في استاد «آنفيلد» بمدينة ليفربول قائلين «فيرناندو توريس، اللاعب رقم (رأس الحربة) لليفربول» كما كان هذا النجم هو المهاجم الصريح في صفوف الماتادور الاسباني.

وانتقل توريس بعد ذلك إلى صفوف تشلسي الإنجليزي ولكن الإحصائيات الهزيلة التي رافقته في موسمه الأول مع الفريق اللندني أثارت الشكوك حول استمراره في حسابات دل بوسكي.

وجاءت إصابة المهاجم الخطير ديفيد فيا خلال مشاركته مع برشلونة في كأس العالم للأندية باليابان خلال ديسمبر/كانون الأول الماضي لتفتح الطريق مجددا أمام توريس للعودة بقوة إلى حسابات دل بوسكي بعد تأكد غياب فيا عن البطولة الحالية.

والحقيقة أن التوفيق حالف توريس فنجح اللاعب في تقديم بعض العروض الجيدة مع تشلسي في ختام الموسم المنقضي ولعب دورا بارزا في الإطاحة ببرشلونة الاسباني من المربع الذهبي لدوري أبطال أوروبا قبل أن يكمل تشلسي طريقه نحو منصة التتويج باللقب على حساب بايرن ميونيخ الألماني.

وعاد توريس من المصير المجهول ومر بالنفق المظلم في مباراة إيطاليا ليجد طريق التألق مجددا في مباراة أيرلندا.

ونجح توريس قبل بداية البطولة الحالية في إنهاء حالة الجدب التهديفي التي لازمته على مدار نحو عام كامل في مبارياته الدولية مع المنتخب الأسباني إذ سجل هدفا للفريق في المباراة الودية التي تغلب فيها على منتخب كوريا الجنوبية 4/1 في 30 مايو/أيار الماضي.

ولكن توريس نجح في البطولة الحالية ومن خلال هدفيه في المرمى الايرلندي أن يتقدم خطوة جيدة على طريق مسيرته التهديفية مع المنتخب الأسباني إذ رفع رصيده إلى 30 هدفا في 95 مباراة دولية حتى الآن وتقدم على النجم الشهير السابق فيرناندو هييرو الذي سجل 29 هدفا فقط للفريق.

وأصبح توريس في المركز الثالث بقائمة أفضل الهدافين في تاريخ المنتخب الاسباني بعد ديفيد فيا (51 هدفا) وراؤول غونزاليس (44 هدفا).

ويحتاج توريس إلى تكرار نجاحه في هز الشباك اليوم (الاثنين) أمام المنتخب الكرواتي حتى يثبت للجميع أنه قادم بقوة وأنه أبرز الأوراق الرابحة للماتادور الاسباني في يورو 2012.

العدد 3572 - الأحد 17 يونيو 2012م الموافق 27 رجب 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً