بدأت موجة الاحتراف لدينا تتصاعد في الفترة الأخيرة وسط رغبة جامحة من الجهات المسئولة بتطبيقه للخروج من المأزق الذي تعيشه الكرة البحرينية منذ أمدا بعيد عبر غياب المنشآت والمادة القادرة على تسيير الجوانب الإدارية والتنظيمية للعبة.
الاحتراف يحتاج لخطة زمنية طويلة المدى وإستراتيجية واضحة تسير عليها المنظومة بجميع أطرافها وجهاتها وتحكمها المادة في الأساس التي إذا ما تواجدت فإن الكثير من السلبيات والمعضلات ستقل وربما تتلاشى، وبدونها «أي المادة» فإن المشكلات ستتفاقم بل ستلغي كل أمرا إيجابيا ننتظره ونرجوه من هذه العملية، وربما يكون الاحتراف وبالا على كرة القدم البحرينية والأندية المحلية من خلال ظهور بعض السلبيات الجديدة وتحديدا زيادة الهوة التنافسية بين ناد وآخر وفقا لتباين الموارد المالية والدعم الذي تحصل عليه بعض الأندية.
قبل الشروع في ركوب «الموجة» على الجهات المسئولة أولا تحديد جهات التمويل لمشروع الاحتراف، ومن ثم تحديد مقدار الدعم وتحديدا الحكومي الذي سيتحصل عليه كل ناد، وبعدها إيجاد الإجراءات التشريعية والتنفيذية الكفيلة بحفظ حقوق جميع أطراف العملية لا سيما اللاعبين وخصوصا إذا تم تفريغها بصورة كاملة لممارسة اللعبة على أنها مهنة، وأخيرا تحديد إن كان المشروع سيحظى بدعم المؤسسات الاقتصادية والشركات التجارية محليا أو خارجيا.
كل هذه الجوانب تحتاج لدراسة معمقة ولتوضيح دقيق من أجل أن تكون جميع أطراف العملية والمشروع على اطلاع كامل وشامل .
مشروع الاحتراف منذ بداياته في القارة الأوربية كان عماده المال والاستثمار وبدونه ربما تكون مغامرة غير محمودة العواقب، وأنديتنا لا طاقة لها على تحمل مصاريف في ظل غياب المشاريع الاستثمارية الكفيلة بقدرتها على تغطية النواقص المالية.
وفي هذا الإطار نسأل المسئولين والقائمين على رياضتنا ما هي أسباب تعطل مشروع النادي الأهلي الاستثماري الذي أخذ وقتا طويلا منذ أن شرعت الإدارة في التفكير به ودراسته والبدء في خطوات تنفيذه لدرجة وصلت معه الفترة إلى ما يزيد على 5 سنوات وحتى الآن لم ير النور؟، وأيضا في ذات السياق ناد مثل النجمة وضع في حساباته البدء فعليا بمشروعه الاستثماري على أرض القادسية، إلا أن الاختلافات دبت في جسد أعضائه المندمجة ليتوقف فجأة، ولا يلوح في الأفق مخرجا.
نموذجان يعتبران من أكبر الأندية البحرينية عراقة وتاريخ ومقراهما في العاصمة التجارية وبالكاد يُسيران أمورهما المالية، فما بالك بأندية لا تملك ربع ما يملكه النجمة والأهلي، وعليه فإن «موجة» الاحتراف تحتاج لتوضيح عميق ودقيق لجميع أطراف العملية من أجل أن لا تتحول كرة القدم البحرينية إلى «عوجة».
إقرأ أيضا لـ "يونس منصور"العدد 3572 - الأحد 17 يونيو 2012م الموافق 27 رجب 1433هـ