فقدت المملكة العربية السعودية أمس السبت (16 يونيو/ حزيران 2012) ثاني ولي للعهد في المملكة الغنية بالنفط خلال فترة لا تتجاوز الثمانية أشهر مع وفاة الأمير نايف بن عبد العزيز البالغ النفوذ ووزير الداخلية الذي أشرف على محاربة تنظيم «القاعدة».
وبوفاته، ستشغر ثلاثة مناصب هي ولاية العهد والنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزارة الداخلية.
وأعلن الديوان الملكي وفاة الأمير نايف في وقت سابق أمس في الخارج مشيراً إلى أن «الصلاة على الفقيد ستقام بعد صلاة المغرب في المسجد الحرام في مكة المكرمة اليوم (الأحد)».
وقد أعلن مصدر رسمي قبل أيام أن الامير نايف استقبل في جنيف عدداً من المسئولين السعوديين.
وكان الأمير نايف غادر جدة في 26 مايو/ أيار الماضي لإجراء فحوصات طبية، وذلك للمرة الثانية في غضون ثلاثة أشهر. وأكدت المصادر الرسمية أن ولي العهد كان قد غادر في إجازة خاصة يجري خلالها بعض الفحوصات الطبية المجدولة، كما يقضي بعض الوقت للاستجمام.
وكان الأمير نايف توجه مطلع مارس/ آذار الماضي إلى مدينة كليفلاند الأميركية لإجراء فحوص طبية مجدولة توجه بعدها إلى الجزائر في رحلة استجمام.
ويشغل ولي العهد أيضاً منصب النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء. وتولى الأمير نايف أواخر أكتوبر/ تشرين الأول 2011 منصب ولي العهد خلفاً لأخيه الأمير سلطان الذي توفي عن 86 عاماً في أحد مستشفيات نيويورك.
والأمير نايف الذي واجه متاعب صحية هو من «الأشقاء السبعة» الذين أنجبهم الملك المؤسس عبد العزيز من زوجته الأميرة حصة السديري، وأبرزهم الملك فهد والأمير سلطان الراحلين وأمير منطقة الرياض الأمير سلمان. وتولى الراحل وزارة الداخلية طوال 37 عاماً. وكان العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز عين الأمير نايف ولي عهد جديداً بعد أسبوع من وفاة الأمير سلطان الذي توفي في نيويورك.
واحتفظ الأمير نايف بوزارة الداخلية طويلاً وكان يعتبره السعوديون الأكثر كفاءة في محاربة «القاعدة». وأقام ولي العهد الراحل علاقات جيدة مع العالم العربي. كما كانت لديه علاقات وثيقة مع الأوساط الدينية في المجتمع السعودي.
ولد الأمير نايف، الولد الثالث والعشرين للملك المؤسس، العام 1933 في الطائف وتولى إمارة الرياض عندما كان في العشرين من العمر قبل أن يعين نائباً لوزير الداخلية العام 1970 ومن ثم يتسلم الوزارة ذاتها العام 1975. وواجهت وزارته تحديات الصعود القوي لـ «القاعدة» مع تشعباتها في السعودية التي تعرضت لهجمات دامية ضمن موجة من الاعتداءات بين العامين 2003 و2006.
وكان عدد كبير من السعوديين أبدوا إطمئنانهم تجاه الأمير نايف بسبب قدرته على الإمساك بالملف الأمني بشكل جيد. وكان الأمير نايف أعلن للصحافة أنه لا يرى فائدة من انتخاب أعضاء مجلس الشورى، وعددهم 150 يعينهم الملك، أو من وجود النساء في المجلس.
عواصم - أ ف ب، د ب أ
قدمت العديد من دول العالم تعازيها ومواساتها في رحيل ولي العهد السعودي، الأمير نايف بن عبد العزيز، الذي توفي في جنيف أمس (السبت) عن عمر ناهز 78 عاماً، كما تحدث الزعماء والقادة عن الدور الذي لعبه الفقيد في خدمة وطنه والأمن العالمي.
قدم الرئيس الأميركي، باراك أوباما ووزيرة خارجيته، هيلاري كلينتون أمس (السبت) تعازيهما إثر وفاة ولي العهد السعودي، الأمير نايف بن عبد العزيز الذي اعتبرته كلينتون «شريكاً مهماً يحظى بتقدير الولايات المتحدة».
وكتب الرئيس الأميركي في بيان إن «الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية طورتا تحت إدارته شراكة قوية وفعالة في مكافحة الإرهاب ما أنقذ حياة الكثير من الأميركيين والسعوديين».
وذكر أوباما بأن «ولي العهد نايف كان طيلة عقود وزيراً للداخلية وكرس نفسه لأمن المملكة العربية السعودية وللأمن في كل المنطقة»، وقال إنه تلقى نبأ الوفاة «بأسف كبير».
وقالت كلينتون من جهتها في بيان منفصل «أشعر بحزن كبير» لوفاته. إن ولي العهد الأمير نايف بن عبد العزيز «كرس حياته لأمن المملكة العربية السعودية ولمكافحة التطرف».
وأضافت، إن الأمير نايف كان «شريكاً مهماً يحظى بتقدير الولايات المتحدة، ومسئولاً مخلصاً للمملكة العربية السعودية وشجاعاً».
ذكرت وزارة الخارجية البريطانية أن وزير الخارجية، ويليام هيغ عبر عن حزنه أمس (السبت) لوفاة ولي العهد السعودي، الأمير نايف بن عبد العزيز. وقال هيج في رسالة عزاء: «لقد خدم (الأمير) المملكة لسنوات عديدة بنبل عظيم وتفاني، وسوف يظل إسهامه في رفاهية وأمن الملكة في الذاكرة طويلاً». وأضاف: «أود أن أقدم خالص التعازي إلى المملكة وشعبها في هذا الوقت الحزين».
قدمت السلطات السويسرية أمس (السبت) تعازيها بوفاة ولي العهد السعودي الأمير نايف بن عبد العزيز في جنيف.
وقال بيان صادر عن الإدارة في برن إن «سلطات البلدين على اتصال وثيق في ما يتعلق بإعادة جثة المتوفى إلى بلاده».
وأضاف البيان أن رئيسة الاتحاد السويسري، إيفلين فايدمر-شلومبف «تقدم تعازيها الصادقة باسم سويسرا والمجلس الفيدرالي للسلطات السعودية والشعب السعودي أيضاً».
أعرب الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند في بيان عن «تأثره» أمس بوفاة ولي العهد السعودي وزير الداخلية، الأمير نايف بن عبد العزيز، مؤكداً أن فرنسا «خسرت صديقاً» وفق بيان للإليزيه.
وأورد البيان أن «السعودية خسرت رجل دولة طبع نهضة هذا البلد وساهم في شكل حاسم في أمنه وفي التصدي المشترك للإرهاب».
وأضاف البيان أن الأمير نايف «ساهم أيضاً في شكل حاسم في تعميق العلاقات الثنائية بين فرنسا والسعودية. ومعه، تخسر فرنسا صديقاً أقامت معه شراكة واسعة».
ووجه هولاند «إلى جلالة الملك عبدالله بن عبد العزيز العاهل السعودي وعائلة الأمير نايف والشعب السعودي أصدق تعازيه».
نعى الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربى ولي العهد السعودى ونائب رئيس مجلس الوزراء، الأمير نايف بن عبد العزيز. وقال العربى: «ببالغ الحزن والأسى أنعى باسم جامعة الدول العربية وباسمى شخصياً الأمير نايف بن عبد العزيز ولي العهد السعودي ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية». و أعلن أنه سيتوجه اليوم إلى الرياض للمشاركة فى مراسم تشييع جثمان الفقيد إلى مثواة الأخير. وتقدم بتعازيه ومواساته لخادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز والأسرة الملكية والشعب السعودي الكريم. ووصف العربي، الفقيد بأنه كان شخصية بارزة على الساحتين العربية والإسلامية.
وجه العاهل المغربي، الملك محمد السادس برقية تعزية إلى نظيره العاهل السعودي، الملك عبدالله بن عبد العزيز إثر وفاة أخيه غير الشقيق ولي العهد، الأمير نايف بن عبد العزيز.
وجاء في البرقية كما أوردتها وكالة الأنباء المغربية الرسمية أن «الفجيعة في وفاة الفقيد المبرور، لم تصب أسرتكم الملكية الشقيقة والمملكة العربية السعودية وحدها، وإنما هي خسارة فادحة للمغرب أيضاً، وللأمة الإسلامية جمعاء، حيث فقدنا برحيله أخاً وفياً كريماً، ظلت تجمعه بنا شخصياً وببلده الثاني المغرب وشائج الأخوة الصادقة والتقدير الكبير».
وجه الرئيس العراقي، جلال طالباني مساء أمس (السبت) برقية تعزية إلى العاهل السعودي، الملك عبد الله بن عبد العزيز بوفاة ولي العهد الأمير نايف بن عبدالعزيز.
وقال طالباني في الرسالة التي نشرت على موقع الرئاسة العراقية «بأسى بالغ وحزن عميق تلقينا نبأ وفاة المغفور له بإذن الله سمو الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية في المملكة».
وأضاف «نعرب من خلال هذه الرسالة لجلالتكم ولسائر أفراد العائلة الكريمة عن صادق مواساتنا وخالص عزائنا بفقدان رجل أدى خدمات جلى لبلاده وسعى لتعزيز وتوثيق الروابط بين البلدان العربية والإسلامية كافة».
قال مصدر رسمي لبناني أمس (السبت) إنه من المقرر أن يتوجه رئيس الحكومة اللبنانية، نجيب ميقاتي اليوم (الأحد) إلى المملكة العربية السعودية للمشاركة، باسم الدولة اللبنانية، في الصلاة على جثمان ولي العهد السعودي، الأمير نايف بن عبد العزيز. وأضاف المصدر أن ميقاتي «تقدم بالتعازي للملك السعودي، عبدالله بن عبد العزيز ولقيادة المملكة العربية السعودية والشعب السعودي بوفاة ولي عهد المملكة».
قرر مجلس الوزراء الأردني مساء أمس (السبت) إعلان «الحداد العام» في المملكة اليوم (الأحد) على وفاة ولي العهد السعودي الأمير نايف بن عبدالعزيز.
وقالت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية إنه «بتوجيهات من الملك عبدالله الثاني قرر مجلس الوزراء في جلسته التي عقدها مساء أمس برئاسة رئيس الوزراء، فايز الطراونة إعلان الحداد العام في المملكة يوم غد (اليوم) الأحد بوفاة ولي العهد وزير الداخلية السعودي، الأمير نايف بن عبدالعزيز».
من جانب آخر، أجرى العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، أمس اتصالاً هاتفياً بخادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز «أعرب فيه عن أصدق مشاعر التعزية والمواساة بوفاة الأمير نايف بن عبد العزيز»، على ما أفاد بيان صادر عن الديوان الملكي الأردني.
وأكد الملك عبد الله خلال الاتصال أن «المملكة العربية السعودية والأمة العربية جمعاء فقدت برحيل سموه أحد أبرز رجالاتها الذي كرس حياته في خدمة وطنه وأمته العربية والإسلامية، وترك بصمات واضحة في مسيرة تعزيز البناء والتطوير في بلاده».
العدد 3571 - السبت 16 يونيو 2012م الموافق 26 رجب 1433هـ
الله يرحمة
الله يرحمة ويغفرله فقدة الامة العربية والاسلامية أحد الرجال البواسل