درة فاخرة، ولؤلؤة باهرة، تشعشعت أنوارها في بيت خاتم النبوات، وتألقت في أحضان أطهر المخلوقات، تغذت من الفضائل أعظمها، وتشربت من الخصال أفخمها، لتصبح آية للطهر والعفاف، وتغدو نبراساً يُضيء سبيل الأشراف، طهراً ونقاء، ونوراً وضياءً.
تعيش الأمة الإسلامية رحيل إحدى شخصيَّات البيت النبوي الطاهر، الذي أذهب الله عنه الرجس وطهره تطهيرا، وهي زينب بنت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) التي فرضت نفسها كشخصية عملاقة، تُحتم على كل مُنصِفٍ وباحثٍ وقارئٍ أن يقف لها إجلالا واحتراماً لما تستحقه، وذلك لانتمائها كما أسلفنا للبيت العلوي، ومن جهة أخرى للدور الذي قامت به خلال العديد من محطات عمرها الشريف.
لذا فإن الحديث عن السيرة العطرة للسيدة زينب (ع) لهو حديث عن المبادئ الإلهية والقيم الربانيَّة، والأهداف والغايات، والمفاهيم والتصورات، التي متى ما آمن بها الفرد وسعى جاهداً لبلوغها وتحقيقها فإنه سيُحققها بلا ريب أو شك.
مما جاء في ترجمتها: هي زينب بنت علي بن أبي طالب أمير المؤمنين (ع)، وأمها السيدة فاطمة الزهراء بنت النبي محمد (ص)، ولدت بالمدينة المنورة في 5 جمادى الأولى من السنة الخامسة للهجرة النبوية الشريفة، وتُكنى بأُم المصائب وهو أشهرها، وغيرها من الألقاب الفاضلة التي تكشف عن عظيم منزلتها وجليل شأنها.
فارقت الدنيا ورحلت إلى ربها في 15 شهر رجب سنة 62 للهجرة، ليكون عمرها الشريف 57 عاماً، وأما بالنسبة لمدفنها فقد اختلف العلماء في ذلك؛ فَمِنْ قائلين بأنها توفيت ودفنت في أرض مصر، إلى آخرين يقولون في الشام، ومنهم مَنْ يقول في أرض المدينة المنوّرة.
في شأن تسميتها: نقل المؤرخون ما مفاده أنه لمَّا ولدت السيدة زينب (ع) استبشر بها أهل البيت (ع) جميعا، وقبل أن يأخذها أبوها الإمام علي(ع) ويجري عليها المراسم الشرعية للمولود من أذان في أذنها اليُمنى وإقامة في اليسرى، قالت له أمها السيدة الزهراء(ع): سمِّ هذه المولودة، فقال: ما كنت لأسبق أبيك رسول الله (ص)، وكان في سفر له، إلى أن رجع وسأل الإمام علي (ع) عن اسمها، فأجابه: ما كنت لأسبقك يا رسول الله، فقال (ص): ما كنت لأسبق ربي تعالى، فهبط عليه الأمين جبرائيل يقرئه السلام ويخُصَّهُ بالتحية والإكرام من الله الجليل العلام، وقال له: «سَمِّ هذه المولودة زينب، فقد اختار الله سبحانه لها هذا الاسم».
سيرتها ونشأتها: نشأت الحوراء زينب (ع) في بيت الرسالة ومهبط الوحي ومختلف الملائكة، فقد عاشت في كنف جدها المصطفى (ص) ستة أعوام، وكذلك مع والدتها السيدة الزهراء (ع)، فيما عاشت مع أبيها (ع) 35 عاما، كما أنها عاشت مع أخويها الحسن والحسين طوال حياتهما.
زوَّجها أبوها من ابن عمها عبدالله بن جعفر بن أبي طالب، فولدت له: محمد (الملقب بجعفر الأكبر)، وعلي (المعروف بالزينبي)، وعون الأكبر الذي قُتل في فاجعة الطف مع خاله الإمام الحسين (ع)، كما ذكر المؤرخون أَنَّ لها ابناً يسمى بعباس، ولكنهم لم يقفوا على شيءٍ من أمره، وبنتاً وحيدةً تسمى بِأمِّ كلثوم.
فضائلها: اتصفت العقيلة بالكثير من الفضائل التي تُثبت مستواها في الحضور الإسلامي كأحد الشخصيَّات المهمة والمؤثرة، وهذا ما نقرأه في كلام للإمام السجاد (ع) يوجهه لها بقوله: «أنت بحمد الله عالمة غَيرُ مُعلَّمة، وفهِمَةٌ غَيرُ مُفهَّمَة»، ومن هنا لعله يُفهم منطلق الحافظ جلال الدين السيوطي الذي ذهب إليه في رسالته الزينبية بقوله: «وكانت لبيبة جزلة عاقلة لها قوّة جنان».
عبادتها: عُرفت بكثرة عبادتها وتهجدها وانقطاعها إلى الله سبحانه وتعالى، شأنها في ذلك شأن جدها وأبيها وأمها وأخويها. فعلى سبيل المثال روى العلامة الشيخ جعفر النقدي عن الإمام زين العابدين (ع) أنّه قال: «إنّ عمّتي زينب كانت تؤدّي صلواتها من قيام - الفرائض والنوافل- عند سير القوم بنا من الكوفة إلى الشام، وفي بعض المنازل كانت تصلّي من جلوس، فسألتها عن سبب ذلك، فقالت: أصلّي من جلوس لشدّة الجوع والضعف منذ ثلاث ليال..»، وروى العلامة الشيخ شريف الجواهري في كتابه مثير الأحزان عن فاطمة بنت الإمام الحسين (ع) في شأن عبادة عمتها زينب (ع) أنّها قالت: «وأمّا عمّتي زينب، فإنّها لم تَزَل قائمةً في تلك الليلة ـ أي ليلة العاشر من المحرّم ـ في محرابها تستغيث إلى ربّها، فما هدأت لنا عين ولا سكنت لنا رَنّة».
بل نجد المؤرخين في رواياتهم في يوم عاشوراء يؤكدون هذا الأمر، لاسيّما ما روي عن الإمام زين العابدين (ع) في ليلة الحادي عشر، تلك الليلة التي قُتل فيها الإمام الحسين وأصحابه (ع)، وأحرقت الخيام، وسُبيت فيها النساء والأيتام، حيث يقول: «ما رأيت عمتي تصلي الليل عن جلوس إلا ليلة الحادي عشر».
جلالة قدرها في كلمات العلماء: قال ابن الأثير «ولدت في حياة النبي (ص) وكانت عاقلة لبيبة جزلة»، وقال أبوالفرج الأصفهاني في كتابه الموسوم (مقاتل الطالبيين): «زينب العقيلة بنت علي بن أبي طالب، وأمها فاطمة بنت رسول الله (ص)، والعقيلة هي: التي روى ابن عباس عنها كلام فاطمة (ع) في فدك، فقال: حدثتني عقيلتنا زينب بنت علي»، وقال جمال الدين أحمد بن علي الحسيني المعروف بابن عنبة في أنساب الطالبيين: «زينب الكبرى بنت أمير المؤمنين علي (ع)، كنيتها أم الحسن، تروي عن أمها فاطمة الزهراء بنت رسول الله (ص) وقد امتازت بمحاسنها الكثيرة، وأوصافها الجليلة، وخصالها الحميدة، وشيمها السعيدة، ومفاخرها البارزة، وفضائلها الظاهرة»، وعن النيسابوري في رسالته العلوية كما ينقله الشيخ النقدي: «كانت زينب ابنة علي (ع) في فصاحتها وبلاغتها وزهدها وعبادتها كأبيها المرتضى (ع) وأمها الزهراء(ع)».
وفي كتاب (جنات الخلود) للسيدمحمد رضا الإمامي الخاتون آبادي ما مفاده: «كانت زينب الكبرى في البلاغة والزهد والتدبير والشجاعة قرينة أبيها وأمها (ع)»، وقال ابن عنبة: «زينب الكبرى بنت أمير المؤمنين علي (ع)، كنيتها أم الحسن، تروي عن أمها فاطمة الزهراء بنت رسول الله (ص) وقد امتازت بمحاسنها الكثيرة، وأوصافها الجليلة، وخصالها الحميدة، وشيمها السعيدة، ومفاخرها البارزة، وفضائلها الظاهرة»، وعن النيسابوري في رسالته: «كانت زينب ابنة علي (ع) في فصاحتها وبلاغتها وزهدها وعبادتها كأبيها المرتضى(ع) وأمها الزهراء(ع)».
وقال عمر أبو النصر اللبناني في كتابه فاطمة بنت محمد (ص): «وأما زينب بنت فاطمة (ع) فقد أظهرت أنها من أكثر آل البيت جرأة وبلاغة وفصاحة، وقد استطارت شهرتها بما أظهرت يوم كربلاء وبعده من حجة وقوة وجرأة وبلاغة حتى ضُرِبَ بها المثل وشهد لها المؤرخون والكتاب»، وفي شأنها يقول الكاتب الإسلامي والمفكر الموسوعي محمد فريد وجدي في دائرة معارفه أيضاً: «هي زينب بنت علي بن أبي طالب كانت من فضليات النساء، وجليلات العقائل، كانت مع أخيها الحسين بن علي في وقعة كربلاء».
الصفاح، وطحنتهم الخيل بسنابكها، صحن شهادة أخيها الحسين (ع)، في واقعة دامية مأساوية بكت لها جميع الكائنات سنة (61?).
من كلامها يوم عاشوراء: روى السيد الأمين في لواعج الأشجان أنه لما كان اليوم الحادي عشر من المحرم وبعد مقتل الإمام الحسين (ع) حمل ابن سعد النساء فمروا بهن على مصرع الحسين (ع) فندبت زينب (ع) أخاها، وكان مما قالته: «بأبي مَن فسطاطه مقطع العُرى، بأبي مَن لا غائب فيُرتجى، ولا جريح فيُداوى، بأبي مَن نفسي له الفدا، بأبي المهموم حتى قضى، بأبي العطشان حتى مضى، بأبي مَن شيبته تقطر بالدما، بأبي مَن جده رسول إله السما، بأبي مَن هو سبط نبي الهدى».
من مواعظها: قال ابن طيفور في كتابه بلاغات النساء ما نصُهُ: «حدثني أحمد بن جعفر بن سليمان الهاشمي قال كانت زينب بنت علي تقول من أراد ان يكون الخلق شفعاءه إلى الله فليحمده، ألم تسمع إلى قولهم سمع الله لمن حمده فخف الله لقدرته عليك واستح منه لقربه منك».
فالسلام عليك يا زينب يا بنت أمير المؤمنين يوم ولدت، ويوم رحلت إلى ربك مظلومة، ويوم تبعثين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
أحمد عبدالله
أرى نفسي في طريق مظلم وضباب الخوف يلتف من حولي كتابوت محكم الإغلاق. أجري ولكن لا أعرف وجهتي، فكل الخطى متشابهة، وكل الأصوات مخيفة فلا أسمع سوى عواء الوحوش وأصوات حوافرهم، كما أشعر بأظافرهم، فيلتهمني الخوف فأنا لا أراهم، ولكنهم يرونني. ها هم يحددون مكاني بدقة كغزال جريح الطرف والضباع من حوله يستمتعون بلعق دمه.
ثم أجري باحثاً عن زاوية أو جدار أحتمي به تجنباً لما أنا فيه فلا أجد سوى جيفة مزقتها أحلامها كانت قد استماتت في البحث عما أبحث عنه، ثم أتساءل أهذا هو المصير الذي سيلقاني؟ فإذا كان هو فأنا لا أريده، إذ إن عندي أحلاماً ككل الناس فما الذي حصل وأوصلني إلى ما أنا عليه؟ ما الذي اقترفته من فعل لكي أمضي في هذا الطريق الحالك الظلمة؟ مضت فترات وفترات ولم أرتكب أية معصية، فهل يا ربي أنت تحاسبني عما مضى؟ وإن كان الحال كذلك، فأنا أتوسل إليك أن تعفو عني، وتغفر ذنوبي، وتدفعني للمضي قدماً في طريق الهداية والرشد.
آه يا إلهي فقد سئمت من هذا الطريق الذي تحتشد فيه الوحوش، ويعم فيه الظلام.
فارس عماد رمضان
يتعلم المبتدئون بتعليم السواقة مفهوم نقطة الصفر وهي عبارة تعبر عن حالة اختفاء السيارة الخلفية عن مجال الرؤية للسائق في السيارة الامامية. وبالتالي الكثير من الحوادث تحصل بسبب هذا الخطأ وهنا من اجل الحل يطلب من السائق ان يستخدم كل حواسه من اجل تجنب الخطأ. واما في حياتنا لو اردنا ان نسقط هذا المفهوم لنجد ان الكثير من الحوادث وسوء الاختلافات التي تحصل في علاقاتنا البشرية بسبب هذا المفهوم حيث اننا نصل الى مرحلة تنعدم امامنا رؤية الخطأ مع انه موجود ولكن لا نحسه او نراه وذلك لاعتمادنا على حاسة واحدة وبالتالي فانا بحاجة الى وجود المجتمع واقصد بالمجتمع فردا او مجموعة افراد من اجل تنبيهنا بالاخطاء حتى لا نقع فيها. لهذا فان نقطة الصفر موجودة في حياتنا ولا يفيد ان نستخدم المرآة الجانبية ولا الأمامية او الخلفية فان الأمر يحتاج الى حسابات رياضية لتشرح لنا سبب عدم استطاعتنا رؤية السيارة وبالتالي نحتاج الى معرفة في واقعنا الحياتي لاسباب عدم رؤية الأمور بوضوح فهل هي اسباب نفسية او اجتماعية او سياسية او هي من باب التعصب الاعمى.
مجدي النشيط
يا ضيقة الخاطر عسى بس ما شر
خفي علي حملك كفى ما جرى لي
الاحباب راحوا ما بقت غير الصور
أتصفح وابكي على ضيم حالي
بصبر على حزني وعلى جرحي بصبر
بس منهو يا دنيا يجاوب سؤالي؟
ان كان الفراق وعلينا اتقدر
ليش البكا يذبحنا اول وتالي؟
بنت المرخي
أيام قليلة وسنكون في ضيافة الله الكريم في شهره وكنفه، ومن هذا المنبر الحر ندعو جميع الإخوة التجار الذين أفاء الله عليهم بسعة المال والجاه، أن يراعوا المواطن المطحون في عيشه وخبزه وخاصة في المواد الغذائية التي لا غنى عنها في هذا الشهر الفضيل.
ومن ناحية أخرى نهيب بالمؤسسات الخيرية والمصرفية والبنوك والإسكان أيضاً، أن يستغلوا هذا الشهر وبركته وفضله وأن يلتفتوا إلى من أثقل كاهلهم أوزار الديون والقروض وهو السلف، وأرهق بالهم التفكير بالليل والذل بالنهار وأعطب مخيلته البحث لإيجاد مخرج والتوافق بين من استلف منهم وبين قروض البنوك وغيرها من المصارف. وأن يقبلوا بكل جسارة واقتدار بوقف القطع الشهري عن المواطن على الأقل في هذا الشهر المبارك ليتنفس الصعداء، وأن يكونوا أيضاً مدعاة لبسط الخير ويعينوه لتوفير وشراء ثياب العيد لأولاده وأهله.
الغالبية العظمى من العاملين يعانون العجز المهين والشلل التام في رواتبهم وموازنتهم الشهرية، وخاصة من يعملون في مجال القطاع الخاص الذين لا حول لهم ولا قوة من ظلم بعض الشركات لهم وكذلك قاصمة الظهر الوطأة الثقيلة للقروض.
نوجه خطابنا هذا إلى كل إنسان شريف وفيّ أخذته العزة والكرامة بهذا الوطن والمواطن ويدير مصرفاً أو بنك أو مؤسسة أخرى وله يد طولى في تخفيف معاناة المواطن فليقدم على هذه الخطوة المباركة بتوفيق الله ورضوانه، وأن يكون واحداً من المستفيدين والنائلين من دعاء الضعفاء والمعدمي الحال والدخل الشهري.
مصطفى الخوخي
العدد 3569 - الخميس 14 يونيو 2012م الموافق 24 رجب 1433هـ