عندما يتوجّه مريض (السكلر) الى المركز الصحي او مجمع السلمانية الطبي بعد أن يعصره الألم ويتجاوز طاقة احتماله، فإنه يذهب لكسر حدّة الألم وتخفيف سطوته إلى حين من الوقت، فهو يعلم ان «الحلول المغّذي» او حقنة «المورفين» ليستا مسحة المسيح ابن مريم ولا هما البلسم والترياق الشافي، هو يعلم أنهما إلا مهدّئان لن يلبث الألم ان يعود يعبث في جسده واعصابه ما إن يزول مفعولهما، ولكنه ليأسه وتعلّقه بأي أمل... يقصد المركز الصحي.
أتحدّث عن شقيقي مثلا، فقد ارغم نفسه على تحمّل الألم لأيام وصار يعالج نفسه بنفسه عن طريق الوقاية الشديدة وبعض العقاقير الموصوفة، فهو منذ سنوات قد توقف عن اخذ حقنة المورفين في المركز الصحي بسبب انها تؤذي اكثر مما تنفع ولإدراكه وخشيته أن تكرار تعاطيها ربما يؤدي به إلى إدمانها، هي ساعة ونصف التي يبقاها في المركز الصحي وعندما يشعر بتحسن بعد انتهاء «المحلول الوريدي» فإنه يطلب الانصراف. إلى هنا ونحن ليس لدينا ما يثير صخبا حوله أو مشكلة بسببه، بل ان اخي دائما ما يبدي شكره وامتنانه للممرضة التي باشرت علاجه، لأن الغالبية منهن يتعاونّ ويتعاطفن مع مرضى السكلر ربما لمعرفتهن بحجم الألم الذي يشعر به المرضى.
اشير تحديداً إلى مركز النعيم الصحي حيث انه قبل أشهر كان الطبيب يُستدعى لقسم العناية والمعالجة ويقوم بفحص المريض وهو على السرير، ويطلب من الممرضة سرعة رعاية المريض والتعامل معه، أما الآن فأنا لا أفهم حقا كيف – بعد ان ادخل اخي متّكئاً على كتفي او جالسا على كرسي متحرّك، والألم يتناهب أعضاءه واحاول بعد جهد ان اضعه على السرير – كيف يُطلب مني ان اعود بعد فترة لأحمله على كرسي متحرّك وأذهب به إلى قسم غرف الأطباء فيحاول ان يخفي آلامه بقدر جهده فهو شاب ومن الطبيعي ان يخجل ويتجنّب ان يتفحّصه البعض ويحملق فيه وهو يتألم وهو جالس في انتظار ان ينادي عليه الطبيب المعالج ليكشف عليه – وأقولها مجازا – والواقع ان الطبيب لا يكشف عليه ولا يحتاج لأن يفعل، فكل ما في الأمر انه يقوم بسؤاله الأسئلة المعتادة... متى بدأت نوبة الألم؟ ماذا تأخذ من ادوية؟ سؤالان او ثلاثة ليكتب بعدها الطبيب نوع العلاج (المعتاد)!
لأعود بهِ ثانيا الى قسم الرعاية وقد اجد ان السرير شُغِل وان على أخي ان يظل على الكرسي إلى ان ينتهي احد المرضى!
ألا يستحق هذا المريض دقائق قليلة من وقت الطبيب بأن يأتي له ليشخّص حالته، ويقرّر نوع علاجه، فإذا كان يفعل ذلك مع حالات اخرى طارئة، فلماذا تُستثنى حالات مرضى السكلر وهم بحاجة الى رعاية أكبر واسرع.
الأمر المحزن اننا عندما نذهب للطبيب المعالج لطلب إجازة مرضية للمريض، فإنك تجد امارات الضجر والاستياء بادية على وجهه، ويزداد ضيقه وتأففه حينما تطلب منه ان تكون الإجازة يومين نظرا لأن هذه النوبة لا يمكن ان تزول ويتعافى المريض ويتمكن من مزاولة عمله مجددا لمجرد انه حصل على ساعة ونصف من جريان «المحاليل»!
يُفترض ان الطبيب يعرف ذلك ونفترض نحن ان الاجازة المرضية حق من حقوق المريض، ولكننا نبدأ حينها بشرح حالة المريض وانه كذا وكذا وكذا ونستعطف الطبيب ليتلطّف ويتعطّف ويمنح مريضنا يومين ولكنه لا يفعل وكل ما يردّه به علينا «إذا تعب احضره مرة اخرى»! وكأنه بذاك اراح ضميره وعمل واجبه، وعلى مريضنا حينذاك أن يتحامل على نفسه للذهاب لعمله ممسكا ظهره او متكئا على الجدار.
أكثر من مرة ردّدناها... وقلنا ان المريض لا ينتظر من الطبيب والممرضين معجزة او عمل خارق ولا امر فوق طاقتهم... فقط معاملة حسنة ومنحه حقه في ان يقدّر الآخرون مرضه وحاجته للراحة... فهل هذا كثير عليه!
جابر علي
بالإشارة إلى الشكوى المنشورة في صـفحة رقم 12 من صحيفتكم الغراء العدد 3550 الصادر في يوم الأحد 27 مايو/ أيار 2012 تحت عنوان (منذ أسبوعين ومجمعهم السكني بلا ماء) والمتعلق بتزويد المياه في مجمع 1038 بمنطقة صدد.
نود الإفادة بأن سبب انخفاض مستوى ضخ المياه يعود إلى ارتفاع معدل استهلاك المياه في المنطقة المذكورة، وخصوصاً من قبل بعض برك السباحة المنتشرة في المنطقة حيث يتزايد ارتيادها خلال فترة الصيف، وقد أدركت الهيئة هذه المشكلة حيث سارعت إلى العمل على معالجتها من خلال مد أنبوب مياه تعزيزي لزيادة كمية المياه التي يتم تزويدها للمنطقة المذكورة، حيث تمت زيادة معدل ضغط المياه ليصل إلى 4 أمتار خلال فترة التقنين ويرتفع إلى 10 أمتار خلال فترة التزويد، بالإضافة إلى ذلك تقوم هيئة الكهرباء والماء حالياً بدراسة مشروع مد خطوط مياه رئيسية في المنطقة لضمان تزويد المنطقة بالمياه بصورة أفضل.
وفي هذا الإطار لابد لنا من الإشارة إلى ضرورة تعاون الجمهور الكريم مع الهيئة من خلال التقيد بالتعليمات والإرشادات التي من شأنها أن تحافظ على الثروة المائية وتقلل من استهلاكها كما أننا ندعو المشتركين إلى اتباع التعليمات فيما يخص التمديدات المائية السليمة التي يمكن أن توفر المياه داخل المنزل طوال اليوم وأهم تلك التعليمات تركيب مضخة من بعد الخزان الأرضي يتم بواسطتها تزويد الخزان العلوي بالماء مع وجود نظام التخزين الكافي للاستهلاك.
إدارة العلاقات العامة والدولية
هيئة الكهرباء والماء
إن المُتتبِع لتأريخ المسجد عبر الأزمان يجد أنهُ وجودٌ مُمتدٌ وضاربٌ بجُذوره مُنذُ بِدءِ الخليقة - إنْ صَحَّ التعبير - إذ قِيلَ أنْ آدم (ع) هو أول من شَرَعَ في بناء البيت العتيق وبعده المسجد الأقصى قال تعالى «إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ» (آل عمران: 96)؛ فالعقلُ يُحتِم أن يخُص الخالقُ دارًا لعبادتهِ لا يُشركُ فيها غيره، ثُمَّ إن إبراهيم الخليل أعاد بناءه كما يشير الباري لذلك «وَإِذْ بَوَّأنَا لإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ...» (الحج: 26)، ثُمَّ يذكُر جَلَّ وعلا إعادة بِناء سُليمان (ع) للمسجد الأقصى بِشكلٍ ضمني في الآيات ١٣،و ١٤ من سورةِ سبأ «يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ...»، ثُم يذكر الله سبحانهُ وتعالى بناء مسجدٍ مُخصصٍ لأصحاب أهل الكهف عليهم السلام «...قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَىٰ أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِدًا» (الكهف: 21)، ويبدو جليًا أن مفهوم المسجد ومُصطلح المسجدية كان مستخدمًا في عهد أصحاب الكهف كما تُبين الآية السابقة؛ وإلا لاقتضى استخدام مصطلحٍ آخر غير المسجد، كما يذكر سُبحانه وتعالى بيوتًا أخرى عُبِدَ اللهُ فيها عبر الأزمان وتَعاقب الأديان «...صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا...» (الحج: 40)، فالصوامعُ: مساكنُ الزُهاد، وبيعٌ: كنائسُ النصارى، وصلواتٌ: معابِدُ اليهود؛ كما جاء في تفسير مفردات القرآن للشيخ كاظم ياسين، ولعل المراد في هذه الآية من لفظةِ «مساجِد» هي مساجد المسلمين على الخصوص، غير أن الُمراد من المسجد لغةً هو موضِعُ السجودِ من الأرض، والسجود غاية الخضوع لله، أما شرعًا فهو ما أوقِف من الإرض منْ قِبل مالكها ليكون مسجدًا كما يُشير إلى ذلك الفقهاء، وتتبُّعًا للبحثِ التأريخي فهذا رَسول البشريةِ محمدٌ (ص) يشيدُ مسجدًا عند مشارف المدينة المنورة - مسجد قباء - حيثُ هجرته، وآخر في قلب المدينةِ - المسجد النبوي - وهذا مسجدٌ آخرٌ يشيدُ في جزيرة أوال في مطلع القرن الهجري الأول كما تشير إلى ذلك النقوش ودراسة الحفريات التي أجريت على مسجد الخميس.
وهكذا فإن الُمتتبِع لتأريخ المسجد عبر الأزمان يجده شامخًا بمناراتهِ في عنان السماء صادحًا بعبادةِ المعبود الأوحد، وضاربًا بجذوره مُنذُ بدءِ الخليقة وسيبقى طودًا شامخًا حتى قيام الساعة.
قاسم حيدر
هاذِي اْلْحَياةْ يا يُبَهْ لا شَي بَلَيّا مالْ
وِلي زادْ مالِكْ تَرَى اِلْكِلْ صُوْبُكْ مالْ
غَنِّيْتْ مُوْ مِنْ طَرَبْ يا لِيْلْ يا مالْ
مِنْ زُوْدْ ما صابِنِي ما شِفْتْ حَيْ يانِي
مَيِّتْ وُمالِي أَحَدْ وُاْلْرَبْ حَيّانِي
آطْرَحْ سَلامِي لُهُمْ لاحَدْ حَيّانِي
أَصْبَحْتْ تاجِرْ بَحَرْ خاطِفْ بَلَيّا مالْ
أبوذيّة العيسى
حِيْلِي فى هَواكْ اليُومْ يِنْهَدْ
مَتَى اِلمَحْبُوْسْ وُالمَرْبُوْطْ يِنْهَدْ
وُكِلْ ظالِمْ لابُدْ فِى يُوْمْ يِنْهَدْ
وَنا صابِرْ عَلَى ظُلْمُكْ عَلَيّهْ
ثنائيّات العيسى
يِطالِعْنِي بِعِيْنِهْ وِيِبْتِسِمْ لِي
وَاْحِسْ قَلْبِي يِفِزْ لِي شِفْتْ خِلِّي
سَلامِهْ وُنَظْرِتِهْ راحَهْ لِقَلْبِي
وُكَلامِهْ وُضَحْكِتِهْ زِيْنَةْ مَحَلِّي.
***
كَمَرْ بِاللِيْلْ تُمُرْ غِيْمِهْ تِخِشِّهْ
وُوَجْهْ الزِيْنْ ضاوِي لُوْ تِغَشِّهْ
يِمِيْلْ اِلْقَلْبْ لِي مِنِّهْ تِمايَلْ
يا زِيْنْهِهْ مَشْيِتِهْ لِي مِنْ تِمَشِّهْ
***
مُضَتْ أَيامْ وُخِلِّي ما رَإيْتَهْ
لُوْ شَي ضايِعْ أَنا بْيُوْمِي لِقِيْتَهْ
عَسَى ما شَرْ حَبِيْبِي ما تِجِيْنِي
وَانا اللي ما خَبِرْ ذَنْبٍ جِنِيْتَهْ
***
هَلا بالْخاطِرْ اِلْغالي هَلاوِينْ
مُكانِكْ في وُسُطْ يُوْفي وُبِالْعِيْنْ
هَلا بِالْرُوْحْ وُاْلْمُهْجِهْ وُلِفّادْ
رِجِيْتَكْ لا تِفِزْ قُلْ لي عَلَى وِيْنْ
خليفه العيسى
يا وَطَنْ رُغمِ الجِرِح مِنَّكْ أنا
أعشگ اِجراحَكْ ويِكثَر هالعِشِگ
هَمْ شِفِت واحِد يذوگ أگسى العَنا
وما يِفَكِّر وي حبيبه يِفتِرِگ
***
ما شِفِتْ غيركَ لحزني مِحترُف
ما شِفِتْ غيرك جَعَل دمعي يِسيل
بس على هَلِّي تسوي أعتُرُف
إنكَ إنتَ إبِعِشرِتَكْ أوفى خليل
***
مو خطأ بالحُب أنا اتعاتَب معاك
العَتَب يعني علاماتْ الهوى
فتش ابگلبي بتلگى بس هواك
وتلگى بدروب العِشِگ كلنا سوى
***
إنتَ كِلْ ما تاخذ ابعمري الگصير
أنگتِل مِنّكْ وفي عمري الخلود
ما يصير أنسى الهوى لا ما يصير
لو يكبلني الهوى إبأگسى القيود
***
وأرتِبُك لمّن أوِصفَك يا وَطَنْ
والله ما يِگدَر يِوُصفَكْ أي خيال
والجِرِحْ إنكْ لغيري مُرتَهَنْ
وانتَ مالي وكل بنيني والحلال
***
الدَمِع قصة مَعَكْ طولِ العُمُر
يرسِم ابحبه ملامح مِنْ شهيد
ويكتِب اجروحه ودَمِع عينه الحِبُر
وصفحِته تُربَكْ وِخُط فيها الگصيد
***
بَختِمْ أبياتي في حِبُكْ وأبتِعِدْ
اتلعثمَتْ أگوالي واحتار الكلام
شلون أَوُصفَكْ وإنتَ كِلَّك مِنفِرِدْ
وإنتَ مِسّك ابدايتي ومِسْك الخِتام
خليل إبراهيم آل إسماعيل
العدد 3568 - الأربعاء 13 يونيو 2012م الموافق 23 رجب 1433هـ