ها قد بدأت الملحمة الأوروبية التي انتظرناها طويلا، كأس أمم أوروبا التي في الحقيقة بنظري على الأقل هي أهم بطولة كروية على الإطلاق، وربما تكون أهم من كأس العالم وذلك لأنها بطولة تجمع بين قمم العالم الكروية من دون وجود «السندريلات» حسب تعبير لاعب المنتخب الأسباني زافي هيرنانيدز.
والسندريلات جمع سندريلا، هي منتخبات العالم الثالث الضعيفة التي تشارك في كأس العالم وتتعرض لخسائر مخجلة، وأبرز مثال على ذلك خسارة السعودية الشهيرة أمام ألمانيا بثمانية أهداف في مونديال 2002.
تصوروا مثلا لو يصل منتخب مثل الأردن أو لبنان أو قطر لكأس العالم ويواجه منتخب ألمانيا أو اسبانيا برأيكم كم ستكون النتيجة؟! اعتقد أن المتابع لمشوار هذه الدول في التصفيات الآسيوية الحالية سيكون له فكرة واضحة عن الفضيحة المدوية التي ستحدث لو تأهلت مثل هذه المنتخبات.
في البطولة الأوروبية لا توجد فرق ضعيفة، فالكل قادر على الفوز وقد لاحظنا ذلك منذ البداية حين هزمت الدنمارك منتخب هولندا أحد المرشحين الأقوياء للفوز باللقب، وحققت أوكرانيا فوزاً تاريخياً على السويد، وتمكنت إيطاليا من إيقاف أبرز المرشحين إسبانيا، فلا صغار في أمم أوروبا على عكس كأس العالم الذي تعتبر مباريات الدور الأول فيه للتصفية.
حتى الآن لم تكشف بطولة 2012 عن وجهها الحقيقي، فالمستويات حتى في مباريات القمم الكبرى كفرنسا وإنجلترا وألمانيا والبرتغال وإسبانيا وإيطاليا، لم ترتق للمستوى المأمول، ولعل الجولة الثانية من الدور التمهيدي الذي بدأ بالأمس سيكشف لنا صورة أكبر عن فحوى المنافسة الحقيقية على لقب البطولة، سيما في المجموعات الثانية والثالثة والرابعة التي تضم أبرز المنتخبات الأوروبية، والبداية من مباراة اليوم بين ألمانيا وهولندا، التي ستكون برأيي قمة مثيرة لرغبة الفريقين في تحقيق نتيجة إيجابية واللعب على الهجوم بدل الاعتماد على طريقة ما أصبح يعرف بطريقة تشلسي الإنجليزي. فوز بعض المنتخبات الصغيرة -إن أمكن تسميتها بهذه الطريقة -، يعكس صحة مقولة زافي من أن جميع الفرق في هذه البطولة بإمكانها تحقيق الفوز بالبطولة، وهذا ما يعطي البطولة زخماً أكبر سيكون المشاهد هو المستفيد الأكبر.
نقدم باقة ورد لفريق المحرق على إنجازه التاريخي الذي تحقق بعد سنوات طوال من المشاركة الخليجية، وما زاد من حلاوة الانتصار أنه جاء على أياد وطنية بحتة، إذ تمكن المدرب الوطني عيسى السعدون من التغلب على أحد أساطير اللعبة الأرجنتيني مارادونا، وقاد فريق مدينته لتحقيق إنجاز سيزين بالتأكيد الخزينة الكبيرة التي يمتلكها النادي.
إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"العدد 3567 - الثلثاء 12 يونيو 2012م الموافق 22 رجب 1433هـ