أبانت المباراة الافتتاحية لاسبانيا بطلة أوروبا والعالم أمام ايطاليا أمس الأول (الأحد) ضمن النسخة الرابعة عشرة لكأس أوروبا المقامة حاليا في بولندا وأوكرانيا، محدودية فرانشيسك فابريغاس وفرناندو توريس في خط الهجوم وأكدت المشكلة العويصة التي يتعين على المدرب فيسنتي دل بوسكي حلها في ظل غياب دافيد فيا الغائب عن العرس القاري بسبب الإصابة.
وإذا كان فابريغاس حظي بشرف إدراك التعادل للإسبان أمام منتخب ايطالي خلق مشاكل كثيرة لأبطال القارة العجوز والعالم، فان الخلاصة الأبرز التي تم استنتاجها من هذه المباراة هي: لا فوريا روخا بحاجة إلى هداف حقيقي في كأس أوروبا الحالية. لأنه مهما يقول دل بوسكي، فان الرهان الذي حاول الاعتماد عليه بإشراكه لاعب الوسط فابريغاس كـ «مهاجم غير صريح» على حساب لاعبين محنكين في هذا المركز من طينة توريس والفارو نيغريدو، لم يعط ثماره.
وعلق دل بوسكي على ذلك عقب المباراة قائلا: «اعتقد بان خطتنا لم تكن فعالة» معللا بسببين عدم إشراكه قلب مهاجم خبير وهي خطة لم يستخدمها أبدا في المباريات الدولية الودية الثلاث الأخيرة لاسبانيا.
وأضاف «اخترنا البدء بفابريغاس كقلب هجوم غير صريح لأننا كنا نرغب في بعض الضمانات في خط الوسط وحتى نقارع منتخبا وضعنا تحت ضغط كبير. على كل، فابريغاس يملك هذه الصفة الخاصة كونه لاعب وسط بحس تهديفي كبير».
وأكدت برودة الأعصاب التي سجل بها لاعب وسط برشلونة فابريغاس التعادل مؤهلات هذا النجم، لكن المحاولات الحقيقية للتسجيل كانت غائبة والسبب في هذا الجانب هو إن اختيار دل بوسكي لم يكن موفقا، ولم يجلب حماس المراقبين خصوصا لويس اراغونيس سلفه الذي قاد الأسبان إلى اللقب القاري العام 2008 والذي أكد أمس (الاثنين) انه لم يعجب بالخطة التكتيكية لخلفه.
وأنهى فابريغاس الشوط الأول من دون أي خطورة تذكر، وانتظر الجمهور طويلا الفرص الخطيرة للمنتخب الاسباني الذي عادة ما يسيطر ويستحوذ على الكرة. والثمن كان افتتاح الطليان للتسجيل، ومع دخول توريس مكان فابريغاس في الدقيقة 74، أصبحت اسبانيا تتوفر على مهاجم صريح في خط الهجوم، وكانت أكثر خطورة على مرمى الايطاليين في الدقائق العشرين الأخيرة مقارنة مع الساعة الأولى من اللعب.
ومع ذلك، لم ينجح توريس في هز الشباك على الرغم من الفرص الواضحة والحقيقية التي سنحت أمامه، وعجز بالتالي عن إزالة الشوكة من قدم دل بوسكي.
الأكيد إن «النينو» ساهم جيدا في الهجمات الاسبانية بيد انه عابته اللعبة الأخيرة لهز الشباك، وكان أداؤه صورة طبق الأصل لموسمه مع فريقه تشلسي الانجليزي.
ويبدو أن ساعة المجد ولت بالنسبة إلى توريس (24 عاما) وهو الذي سجل هدف الفوز للأسبان في مرمى ألمانيا في المباراة النهائية لكأس أوروبا العام 2008. مباراة أمس الأول سنحت أمام توريس فرصة مماثلة للتي كان هزم بها حارس مرمى ألمانيا قبل 4 أعوام ينز ليمان وسجل هدف الفوز، لكنه لم يقو حتى على مراوغة جانلويجي بوفون الذي انتزع منه الكرة وكأنه مدافع وليس حارس مرمى (74).
والأمر ذاته بعد 10 دقائق عندما تهيأت أمامه كرة سددها ساقطة فوق الخشبات الثلاث للمرمى الخالي.
ودافع عن قراره بالبدء من دون مهاجم صريح ورجح أن يلجأ لاستخدام الأسلوب نفسه في مباراته الثانية أمام ايرلندا ضمن منافسات المجموعة الثالثة يوم الخميس المقبل.
وقال ديل بوسكي إن احد أهداف تشكيلته هي منح اسبانيا المزيد من الأمان على صعيد الاستحواذ إلا أن الفريق عانى من اجل تنفيذ طريقتهم في التمرير السريع على أرضية جافة تتحرك عليها الكرة ببطء وأمام ايطاليا صاحبة الانتشار الأفضل.
وقال ديل بوسكي لمحطة كادينا سير الإذاعية الاسبانية: «لدينا الكثير من الثقة فيما نقوم به. لدينا 3 مهاجمين رائعين إلا أن سيسك مهاجم جيد أيضا».
وأضاف «يمتلك رباطة الجأش عند استلام الكرة وهو يتفاعل بشكل جيد مع الجميع كما انه يتمركز في مواقع جيدة تساعده على التهديف».
واستدعت خطط ديل بوسكي انتقادات من سلفه لويس اراغونيس، وفي مقال بصحيفة ماركا الرياضية اليومية أمس (الاثنين) قال اراغونيس إن قرار الدفع بفابريغاس فيما وصفه مركز رأس الحربة بشكل خاطئ قد أثار دهشته.
وذكرت صحيفة «ماركا» أمس الاثنين في إشارة للفرص التي أهدرها اللاعب البديل توريس في الدقائق الأخيرة في المباراة لقد «أهدرنا العديد من الفرص».
وجاء رد فعل صحيفة ماركا إيجابيا تجاه تجربة المدير الفني فيسنتي دل بوسكي، باللعب بطريقة 4-2-4-صفر إذ لم يدفع برأس حربة.
وكتبت الصحيفة يبدو أن الفكرة كانت تهدف للدفع بتوريس قرب النهاية للاستفادة من إجهاد مدافعي إيطاليا. والخطأ الوحيد هو أن توريس أهدر جميع الفرص الثلاث التي أتيحت له.
أما صحيفة «آس» فقد نشرت عنوانا قالت فيه تعادل بين منتخبين جيدين وأشادت بشكل كبير بالمنتخب الإيطالي الذي يدربه المدير الفني تشيزاري برانديللي وخصوصا لاعبيه المخضرمين أنطونيو دي ناتالي وأندريا بيرلو والحارس جيانلويجي بوفون.
وانتقدت صحيفة «آس» المدرب دل بوسكي نظرا لأن الفريق يضم 3 رؤوس حربة، هم توريس وفيرناندو لورينتي وألفارو نيغريدو، ولم يشرك أيا منهم في التشكيل الأساسي.
وأشارت الصحيفة إلى أنه كان قرارا غير مدروس جيدا وإنما كان حلا سريعا لغياب نجم الهجوم ديفيد فيا بسبب الإصابة.
بعد غيابه عن التشكيلة الأساسية لفريقه في أولى مبارياته ببطولة كأس الأمم الأوروبية (يورو 2012) لكرة القدم وإهداره فرصتين ثمينتين للفريق في نهاية اللقاء، أصبح المهاجم الأسباني فيرناندو توريس هو محور الجدل في المنتخب الاسباني الذي يسعى للدفاع عن لقبه القاري في البطولة التي تستضيفها بولندا وأوكرانيا حاليا.
وأصبح السؤال المطروح بقوة لدى كثيرين من المتابعين للفريق بل وداخل معسكر الفريق في بولندا حاليا هو (هل يحتاج توريس إلى تدعيم ثقته في نفسه أم يجب استبداله بلاعب آخر؟) .
وتعادل المنتخب الاسباني مع نظيره الإيطالي بعد مباراة أثارت العديد من الشكوك وعلامات الاستفهام كان معظمها عن توريس الذي نال العديد من الانتقادات بعد المباراة.
وبدأ مهاجم تشلسي الإنجليزي توريس، المباراة على مقاعد البدلاء بعدما فضل المدير الفني للفريق المدرب فيسنتي دل بوسكي عدم اللعب برأس حربة صريح ودفع مكانه باللاعب سيسك فابريغاس كمهاجم على رغم أنه يجيد اللعب في خط الوسط أو خلف رأس الحربة.
وكان هذا التشكيل بالطبع صدمة كبيرة لتوريس الذي توقع أن يكون ضمن التشكيلة الأساسية في هذه المباراة وخصوصا مع عدم مشاركة زميله مهاجم برشلونة الاسباني ديفيد فيا في هذه البطولة بسبب عدم استعادة لياقته بالكامل بعد تعافيه من الإصابة التي أبعدته عن الملاعب لعدة شهور.
وعندما نزل توريس إلى أرض الملعب بعد أكثر من 70 دقيقة من المباراة، توقع الجميع أن المنتخب الاسباني في طريقه لتحقيق الفوز.
ولعب توريس بدلا من فابريغاس في الفترة الأخيرة من المباراة وسنحت له فرصتان أكيدتان ولكنه أكد في كل منهما أنه لم يعد كما كان في الماضي أو كما كان قبل 4 سنوات.
وكانت الفرصة الأولى التي أهدرها توريس في مباراة أمس الأول شبيهة إلى حد كبير بالفرصة التي سجل منها هدف الفوز 1/صفر على المنتخب الألماني في نهائي يورو 2008.
ونجح توريس قبل 4 سنوات في مراوغة الحارس الألماني ينز ليمان بثقة ومهارة فائقة ليسجل الهدف الثمين ولكنه لم ينجح في ذلك أمس أمام الحارس الإيطالي جانلويجي بوفون إذ أخفق في المراوغة ولم يستطع حتى تسديد الكرة في اتجاه المرمى بعدما تدخل بوفون وأبعد الكرة من أمامه.
وقال توريس بحزن شديد بعد المباراة: «بوفون خرج بشكل رائع وأبعد الكرة، لقد توقع جيدا ما يمكن أن يحدث».
ويبدو التعامل مع هذا الموقف صعبا للغاية لأن توريس (28 عاما) ليس المهاجم الشاب الذي لا تزال أمامه العديد من السنوات في الملاعب كما أنه يعاني كثيرا في الوقت الحالي على المستوى المعنوي بعدما أخفق في أكثر من اختبار على مدار السنوات القليلة الماضية.
كان التعادل 1/1 أمام حاملة اللقب اسبانيا في مباراتها الافتتاحية ببطولة الأمم الأوروبية لكرة القدم يورو 2012 هي تحديدا ما تحتاجه إيطاليا لكي تنسى فضائح الفساد التي تهز أرجاء البلاد والنتائج المخيبة للآمال التي تعرضت لها حديثا.
فقد استيقظت جماهير إيطاليا صباح اليوم (الاثنين) بحالة مزاجية جيدة بعدما شاهدوا أخيرا عرضا جيدا من منتخب بلادهم الذي أنهى سلسلة هزائمه القصيرة التي امتدت لثلاث مباريات ودية متتالية كان آخرها الهزيمة صفر/ 3 أمام روسيا في أول يونيو/ حزيران الجاري.
وكتبت صحيفة كورييري ديللو سبورت في عنوانها الرئيسي اليوم: نعم إيطاليا، إنك تبدين بمظهر جيد بينما كتبت صحيفة لا غازيتا ديللو سبورت الشهيرة: إيطاليا الجميلة، هكذا نريدك.
وكانت أصداء فضائح التلاعب في نتائج المباريات والمراهنات التي وقعت في إيطاليا ومست قائد الفريق وحارس مرماه جانلويجي بوفون واللاعب ليوناردو بونوتشي واضحة على العديد من جماهير إيطاليا الساخطة في استاد جدانسك أرينا ببولندا أمس الأول.
وحملت إحدى اللافتات التي رفعتها جماهير إيطاليا عبارة لا تخذلونا - فنحن نراهن عليكم واستبدلت العبارة أحد أحرف كلمة نراهن بالإيطالية بعلامة الدولار الأميركي.
وقال حارس المنتخب الإيطالي الفائز ببطولة كأس العالم 2006 بوفون والذي يشتبه في قيامه بالمراهنة على نتائج المباريات بمبالغ مالية كبيرة تفوق الحد الأقصى المسموح به للاعبي كرة القدم ليس وفقا للقانون الجنائي وإنما وفقا للقانون الرياضي: إن الجماهير لطيفة معنا».
وبالنسبة لمهاجمي إيطاليا اللذين تضمنهما التشكيل الأساسي للأزوري أمس ، فقد جاء أداء أنطونيو كاسانو مقنعا رغم أنه لم يكن في قمة مستواه الفني أو البدني بسبب ابتعاده لمدة طويلة عن الملاعب عقب إجرائه عملية في القلب.
ولكن أداء المهاجم الإيطالي الآخر ماريو بالوتيللي كان سيئا بإجماع الآراء، إذ فشل اللاعب الشاب (21 عاما) في استغلال تشجيع برانديللي له أو ثقة لاعب نادي مانشستر سيتي الإنجليزي في أن موهبته الكبيرة قد تجعل منه أهم مهاجم في إيطاليا.
ففي شوط مباراة أمس الأول، لم يلعب بالوتيللي سوى تسديدة واحدة أوقفها أحد مدافعي اسبانيا وكان الخاسر دائما في مواجهاته الثنائية كما حصل على بطاقة صفراء. وكان بوسع بالوتيللي أن يجعل يوم أمس الأول ناجحا بالنسبة له عندما تفوق على المدافع الاسباني سيرخيو راموس على الطرف الأيمن للملعب ولكن انطلاقته البطيئة بأسلوب يشبه الهواة إلى داخل منطقة الجزاء سمح للاعب الاسباني بالتعافي سريعا واللحاق به.
وقال برانديللي الذي قام باستبدال بالوتيللي بعدها بدقائق معدودة: «لا أعرف ماذا حدث لماريو عندما وجد نفسه في مواجهة فردية مع كاسياس. كان عليه أن يمرر الكرة إلى كاسانو».
وكانت الجماهير الإيطالية تتوقع أكثر بكثير من ذلك من لاعب وصف نفسه خلال مقابلة حديثة مع مجلة فرانس فوتبول الشهيرة بأنه عبقري وأكثر ذكاء من الشخص العادي وأكد أن هناك أشخاص قلة يتمتعون بمثل هذه الموهبة، لذا فإن الذين يستطيعون الحكم على ما أفعله قليلون.
ومع استعداد إيطاليا لمباراتها التالية الصعبة بالمجموعة الثالثة أمام متصدرة المجموعة كرواتيا، التي تغلبت على أيرلندا 3/1، يوم الخميس المقبل مازال على برانديللي أن يقرر ما إذا كان سيمنح فرصة أخرى لليافع طويل القامة بالوتيللي أم أنه سيبدأ المباراة باللاعب صغير الحجم المؤثر المحنك دي ناتالي.
غدانسك (بولندا) - ا ف ب
اعتبر مدرب منتخب ايطاليا لكرة القدم تشيزاري برانديللي بأنه يتعين على لاعبيه التحلي ببرودة الأعصاب عندما يتعرضون للضغوط في أواخر المباريات.
وكان المنتخب الايطالي انتزع تعادلا ثمينا من اسبانيا بطلة أوروبا والعالم في مستهل مشواره في البطولة الحالية، لكنه وبعد ان سيطر على مجريات اللعب في الشوط الأول فانه تعرض إلى ضغوطات كبيرة في الشوط الثاني قبل أن ينجح في إبعاد الزحف الاسباني والخروج بنقطة واحدة.
وتقدم المنتخب الايطالي بهدف للاحتياطي انطونيو دي ناتالي في الدقيقة 61، لكن سيسك فابريغاس رد التحية بمثلها للأسبان في الدقيقة 64.
وسمح المنتخب الايطالي لنظيره الاسباني في ربع الساعة الأخير، الضغط عليه وهو الأمر الذي لم يعجب برانديللي فقال في هذا الصدد «عندما تعاني خلال المباراة في الاستحواذ على الكرة، يتعين عليك أن تكون متماسكا، وان تفكر بروية لا أن تفقد أعصابك».
وأضاف «عندما تكون متعبا، فان اللاعبين الذين يغضبون يواجهون المشاكل».
ومن المتوقع ألا تواجه ايطاليا ظروفا مشابهة في مباراتيها المقبلتين ضد كرواتيا وجمهورية ايرلندا لكن برانديللي يعتبر بأنه فريقه يستطيع أن يطور مستواه.
ويريد برانديللي من لاعبيه أن يستعيدا مستواهم البدني بعد المجهود الكبير الذي بذلوه ضد اسبانيا قبل المباراة المقبلة ضد كرواتيا في 14 الجاري في بوزنان.
وقال برانديللي: «لا يزال أمامنا الكثير من العمل للقيام به في هذه البطولة، سنحلل المباراة المقبلة لان لكل مباراة ظروفها وسنحاول أن نقاربها بأفضل طريقة ممكنة».
وتابع «آمل أن نستعيد جميع لاعبينا ليكونوا في كامل جاهزيتهم البدنية».
في المقابل اعتبر حارس مرمى ايطاليا جانلويجي بوفون بان نتيجة المباراة ضد اسبانيا لم تغير شيئا، وقال: «لعبنا في مواجهة منتخب قوي لكن النتيجة لا تغير شيئا في ما يتعلق بالترتيب. كانت المباراة جيدة».
العدد 3566 - الإثنين 11 يونيو 2012م الموافق 21 رجب 1433هـ
راؤول
الحل كان في وجود راؤول بعد المجهود المبهر مع شالكه