دعا الأمين العام لجمعية الوفاق الشيخ علي سلمان إلى مصالحة وطنية يُبنى فيها الوطن على الحرية والكرامة لجميع أفراده، ولا يكون فيها سيد أو عبد، مشدداً على أن «مطلب الشعب هو أن يكون مصدراً للسلطات قولاً وفعلاً، كما جاء في ميثاق العمل الوطني والدستور».

وقال: «تعالوا إلى مصالحة وطنية حقيقية لا سيد فيها ولا عبد، ننقذ فيها بلدنا، نضع وطننا على السكة الصحيحة، تعالوا نبني وطناً لك فيه الحرية والكرامة والضمانة، ولي فيه الحرية والكرامة والضمانة، وهذا ممكن».

جاء ذلك خلال كلمة ألقاها الأمين العام لجمعية الوفاق في مهرجان جماهيري أقيم مساء أمس الإثنين (11 يونيو/ حزيران 2012)، في سار، بمناسبة ذكرى أول تجمع بعد رفع حالة السلامة الوطنية في شهر يونيو من العام الماضي (2011).

وشدد سلمان بالقول «تعالوا إلى المصالحة الوطنية الحقيقية نتجاوز عن أخطائنا السياسية، ونبني وطننا لنا ولأبنائنا، ونشارك في صنع هذا البلد. وأدعو جميع أبناء هذا الوطن، من هم في موقع المسئولية، تعالوا من أجل أن نبني هذا الوطن على هذه الرؤية».

ورأى أن «الحرية والديمقراطية رغم المعاناة ستتحقق في هذا البلد، وفي الزمن المنظور، لأنها في طريق الحق، ومطالب حق، ولأنها ضمن سنن الله في التاريخ والكون، ولأنها تكرار لتجربة عاشتها مختلف شعوب الأرض، وانتهت لصالح الحرية والمساواة والعدالة والديمقراطية، والبحرين لن تكون استثناءً عن ذلك».

وأكد سلمان أنه «لا توجد مصلحة خاصة للشيعة فقط في البحرين، ولا توجد مصلحة للسنة فقط، فالبحرين صغيرة، هناك إمكانية أن تتحقق المصالح للجميع بدرجات متقاربة. اجعلونا نتوافق على الموضوع الديمقراطي، فإنه يحقق مصلحة الجميع، مصلحتي مصلحتك، ما يضرك يضرني».

ونوّه الى أن «لدينا قضايا عادلة، ومطلبنا باختصار ووضوح، مطلب محق لن نتنازل عنه، نريد أن نكون سنة وشيعة مصدراً للسلطات قولاً وفعلاً، ليس لأحد أن يسلبنا هذا المطلب، كائناً من كان، سرق أم لم يسرق، فعل أم لم يفعل، وهذا مطلب لن نتنازل عنه في أي ظرف من الظروف».

ولفت إلى أن هذه «مطالب لم يستطع أحد أن يجادل في أحقيتها، لم يجادلنا أحد في أحقية مطالبان، وعندما نقول إننا اليوم وفي العام 2012 نريد قولاً وعملاً أن يكون الشعب مصدر السلطات، لا يستطيع أحد أن يخرج ويجادل في عدالة هذا المطلب».

وأضاف «سيقال ضمن الجدل، الوفاق والجمعيات المعارضة لا تمثلون شعب البحرين، فلماذا لا نقطع هذا الجدل ونذهب إلى صناديق الاقتراع تحت إشراف محايد، دعونا نذهب إلى جهة محايدة ونستفتي شعب البحرين بسنته وشيعته».

وتابع «لا جدل في أن المجلس المعين لا يمثل أحدا، إذ لا يمكن أن تعيّن أحداً وتقول إنه يمثل شعب البحرين، ولذلك لا يمكن أن يجادل أحد في عدالة المطالب، بل يلتفون عليها، ويتهموننا بالطائفية وبالعنف».

وفي سياق كلمته، لمّح سلمان إلى ما أسماه بمحاولات «شق المعارضة وتقسيمها»، معتبراً أن هذه المحاولات لن تثني المعارضة عن المطالبة بحقوق الشعب، وقال: «لن تستطيع أن تقوم بمناورات سياسية تقسم فيها المعارضة أو تشق المعارضة، فعقلها وتجربتها أكبر... لنترك القوة ومحاولة تفريق المعارضة».

كما دعا الأمين العام لجمعية الوفاق إلى عدم ترديد شعارات الموت أو التسقيط، مؤكداً أنه «لا أحب أن أسمع من أحد أن يقول الموت إلى فلان أو يسقط فلان».

من جانبه، اعتبر عضو جمعية «وعد» عبدالله ملك أن «استمرار الحل الأمني أدى إلى فضح الانتهاكات الكبيرة في مجال حقوق الإنسان، وممارسة العقاب الجماعي في القرى. والمجتمع الدولي الحقوقي أصبح واعياً بالانتهاكات التي تقع في البحرين، وهذا ما أكده مجلس حقوق الإنسان في جنيف مؤخراً».

ورأى ملك أن «التنفيذ الصادق والكامل لتوصيات بسيوني ومجلس حقوق الإنسان هما الطريق المطلوب واللازم لإعادة بناء الثقة وتهيئة الأجواء لتنفيذ حلول سياسية قوامها المطالب التي رفعتها الجمعيات السياسية المعارضة في تحقيق ملكية دستورية حقيقية على غرار الديمقراطيات العريقة كما ورد في الميثاق».

وأضاف «لقد كشف حراك الجمعيات السياسية المعارضة ولمدة عام من الفعاليات الجماهيرية من مسيرات واعتصامات ومهرجانات ومؤتمرات صحافية وندوات وإصدار مواقف دورية، مدى قوة وتأثير النضال السياسي والشعبي والسلمي، حيث وقفت مع شعبنا كثرة من الدول والمنظمات الحقوقية احتراماً وتقديراً لنضاله السلمي، ولذا فإن استمرار النضال السلمي البعيد عن العنف والتخريب هو السبيل الأمثل للمزيد من الضغط والمزيد من التعاطف الشعبي المحلي والدولي، وهو السبيل الأفضل لكشف وفضح العنف الذي يُمارس تجاه تحركات شعبنا السلمية».

وشدد ملك على أن «الوضع السياسي لن يرجع إلى الوراء، وسنة الحياة تقول لنا ان المجتمعات يجب أن تتطور إلى الأمام ولابد للإصلاح السياسي والدستوري الحقيقي والجاد أن يتحقق، فنحن جزء من ربيع عربي حاول فيه الشعب العربي أن ينتفض لتحقيق حلمه في مجتمع قوامه الحقوق والعدالة والمساواة والحرية والديمقراطية الحقيقية».

وردد ملك في نهاية كلمته شعارا رأى أن التاريخ سيخلده، وهو «إخوان سنة وشيعة هذا الوطن ما نبيعه».