العدد 3565 - الأحد 10 يونيو 2012م الموافق 20 رجب 1433هـ

70 ألف عربي من الجامعيين يهاجرون سنوياً و45 عالماً يفضلون العيش بالخارج

في ندوة «استراتيجيات المعرفة» للجامعة الأهلية

المنامة - الجامعة الأهلية 

10 يونيو 2012

أكد الأستاذ بجامعة البحرين نادر كاظم، أن الإنتاج العربي في البحث العلمي لا يقارن بنظيره في تركيا وإيران وإسرائيل، إذ تنتج كل دولة بمفردها كل ما ينتجه العالم العربي مجتمعاً، مفسراً هذه الظاهرة بأنها تعود إلى وضع الحريات وتسييس المعارف وغياب الديمقراطية، كاشفاً عن أن 54 في المئة من الطلاب العرب الذين يدرسون في الخارج لا يعودون إلى أوطانهم وأن 70.000 عربي من خريجي الجامعات يهاجرون سنوياً بالإضافة إلى 45.000 عالم عربي مهاجرين لا يعودون أبداً إلى أوطانهم ويفضلون العيش في الخارج.

جاء ذلك خلال افتتاح الموسم الثقافي الأول الذي تنظمه الجامعة الأهلية بندوة «استراتيجيات المعرفة في عالم متغير» وذلك في قاعة العوالي بفندق الشيراتون مؤخراً، إذ أعرب رئيس الجامعة الأهلية عبدالله يوسف الحواج عن امتنانه وتقديره العميق لحصول برنامج الماجستير في إدارة الأعمال بالجامعة على تقدير يبعث على الثقة من هيئة ضمان جودة التعليم والتدريب، موجهاً الشكر لمجلس الوزراء على اعتماده لهذه النتيجة.

وكشف الحواج عن الخطة الاستراتيجية للجامعة التي تهدف لجعلها في مقدمة الـ 500 جامعة في العالم بحلول العام 2030، كما تتضمن الخطة أن تصبح الأهلية من أفضل 5 جامعات خاصة في دول مجلس التعاون الخليجي خلال السنوات الخمس المقبلة.

وأشار الحواج إلى أن التعليم الجامعي الخاص يتعرض لتعميمات وإجراءات جائرة، مطالباً بضرورة حماية الجامعات الخاصة من التعميم السيئ، مؤكداً أن المنافسة تزيد من النجاح، كما أن ضمان الجودة هي مكسب للبحرين، معرباً عن الأمل بأن يكون لدى مملكة البحرين مركز تعليمي متقدم من مستشفيات عالمية وسياحة علمية وفكرية.

من ناحية أخرى، شدد عميد كلية الآداب والعلوم والتربية بالجامعة الأهلية حسين ضيف في كلمته الافتتاحية على أهمية البحث العلمي باعتباره رافداً مهماً من روافد التقدم، مطالباً بألا تكون البحوث من أجل البحوث وأن تتم ترجمتها لتوضع في خدمة المجتمع والإنسانية، وأن يتم تداولها حتى يتحقق التواصل المعرفي في أبهى صوره.

وبدأت مداولات المنتدى بحضور أكثر من 80 شخصية أكاديمية وعلمية وعدد من الشخصيات العامة، إذ تضمن 5 محاضرات رئيسية في مختلف المعارف، وترأس الجلسة الأولى زهير ضيف، فيما تحدث عميد البحث العلمي والدراسات العليا في الجامعة الأهلية رئيس في الجمعية الفلكية البحرينية ونائب رئيس الاتحاد العربي للفلك وعلوم الفضاء شوقي الدلال، عن ثورة مقبلة في عالم المعرفة تمثل الاستثناء في منظومة البحث العلمي بعنوان « التقانة النانوية»، مفسراً إياها بالمادة متناهية الصغر ومعرفاً النانو متر بأنه جزء من كل مليار متر.

وكشف الدلال عن قدرة التعاطي النانوي على علاج كثير من الإمراض المستعصية كالسكر والسرطان والزهايمر من دون أي آثار جانبية كالتي تحدثها العقاقير والأدوية في الوقت الحالي، وذلك بعد أن يصل العقار الجديد إلى موطن الداء مباشرة من دون المرور بمناطق أخرى غير مصابة فتصاب بالضرر الجانبي.

وتحدث الدلال عن مكتشف التقانة النانوية، منوهاً بالعالم فاين مان (59م) ثم العالم نوريوتا نكيشي وهو أول من استخدم كلمة نانو في السبعينات.

كما كشف عن قدوم الصين بقوة إلى هذا العالم الحديث وكذلك الهند والبرازيل وإيران، مؤكداً أنه «بالطب النانوي يمكن تصنيع عضلات اصطناعية وخلايا مختلفة الخواص ومعمل كامل للتحليلات الطبية على هيئة شريحة بحجم الكف يمكنها إجراء فحوصات طبية متكاملة»، مبشراً خلال تلك التقانة باستحداث أطول مصعد فضائي في التاريخ الإنساني بطول 95 ألف كيلومتر ويتسع لثلاثين شخصاً وبسرعة صعود تبلغ 200 كلم/ساعة، وتستغرق مدة الوصول للفضاء نحو 20 يوماً كاشفاً عن وجود المواد النانوية بكثرة في البحرين، وخصوصاً في الحناء والتوت والرمان.

وعلى صعيد المعرفة الاستراتيجية المعقدة، تحدث نادر كاظم من جامعة البحرين عن المعرفة المدجنة أي التي يتم تأسيسها بنقاط غاية في التوجيه والتبعية والتسييس وغياب الديمقراطية، مشيراً إلى أرقام أكثر من صادمة أهمها أن هناك ثلاثة نواقص تواجه عالم المعرفة في الوطن العربي، تتمثل في نقص الحرية، وغياب تمكين المرأة، ونقص المعرفة.

وأعرب عن تشاؤمه من أكثر من تقرير لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، إذ تشير الأرقام إلى أن عدد الكتب المنتجة عربياً لا تتجاوز 1.1 في المئة من الإسهام العالمي 17 في المئة منها عبارة عن كتب دينية، كما أن عدد الكتب المترجمة إلى اللغة العربية بدءاً من عصر المأمون حتى العام 2002 لا يتجاوز 10.000 كتاب فقط وهي ما تترجمه إسبانيا في سنة واحدة.

وقال كاظم إنه خلال تلك التقارير التي أضيفت إليها تقارير مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم في العام 2009، وعلى رغم ارتفاع عدد البحوث العلمية إلى أكثر من 20 ألف بحث في العامين 2010 - 2011، إلا أن الإنتاج العربي في البحث العلمي لا يقارن بنظيرة في تركيا وإيران وإسرائيل، إذ تنتج كل دولة بمفردها كل ما ينتجه العالم العربي مجتمعاً.

وفسر كاظم هذه الظاهرة بأنها تعود إلى وضع الحريات وتسييس المعارف وغياب الديمقراطية، كاشفاً عن أن 54 في المئة من الطلاب العرب الذين يدرسون في الخارج لا يعودون إلى أوطانهم وأن 70.000 عربي من خريجي الجامعات يهاجرون سنوياً، بالإضافة إلى 45.000 عالم عربي مهاجرين لا يعودون أبداً إلى أوطانهم ويفضلون العيش في الخارج.

وأخيراً تحدثت الأستاذ المشارك بالجامعة الملكية للبنات نجوى صديق الحمامي عن رؤية مغايرة لتثمين الأثر المعرفي، متسائلةً عن «أساسيات التمييز بين الفنون والإدراك الذهني والحسي لعالم الجمال؟ ولماذا نفضل ألواناً دون الأخرى ولما نختلف في تقديراتنا للجميل والقبيح ولماذا نميل لمقطوعة موسيقية دون سواها؟»، وأجابت بأن «هناك تراكماً معرفياً وخبرة نوعية في التلقي يشكلان ذوق الإنسان وينسجان طبيعة تقديره للإبداع البشري النوعي والطوعي».

صدم المتلقي

وفي الجلسة الثانية التي ترأسها رئيس قسم اللغة العربية والدراسات العامة من الجامعة الأهلية علي عمران، تحدث إسماعيل نوري الربيعي بالجامعة الأهلية عمّا يطلق عليه بالباراديم أو النموذج، إذ أشار إلى كيفية تحقيق الصدمة للمتلقي بهدف دفعه للتفكير وتعويده على هضم واستيعاب الحالة الإبداعية، موضحاً أن اللحظة المعرفية التي يلتقي فيها العلم القديم بالحديث لا يمكن تكرارها أبداً مستشهداً بمقولة للفيلسوف اليوناني هيراقليطس من أنه «لا يمكن عبور النهر مرتين».

وقدم الفنان البحريني محسن التيتون في الجلسة ذاتها محاضرة عن الخزف المعاصر والحفر بالصلصال، مستخدماً حروفاً عربية شديدة الجمالية والتشابك والاختلاط، أهمها الخط العربي الكوفي والثلث، إلى جانب طرحه لعدد من الأعمال التي شارك بها في عدة معارض عربية ودولية.

العدد 3565 - الأحد 10 يونيو 2012م الموافق 20 رجب 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً