العدد 3564 - السبت 09 يونيو 2012م الموافق 19 رجب 1433هـ

إسبانيا تشرع في حلم الثلاثيّة بموقعة ناريّة مع إيطاليا

يبدأ المنتخب الإسباني حملته نحو تحقيق انجاز الثلاثية التاريخية بموقعة نارية مبكرة تجمعه بنظيره الإيطالي اليوم (الأحد) في غدانسك وذلك في افتتاح منافسات المجموعة الثالثة من الدور الأول لكأس أوروبا التي تحتضنها بولندا وأوكرانيا حتى الأول من يوليو/ تموز المقبل.

وبعد أن تمكن المنتخب الإسباني من أن يصبح ثاني بلد فقط بعد ألمانيا الغربية (كأس أوروبا 1972 وكأس العالم 1974) يتوج بكأس أوروبا ثم يضيف إليه كأس العالم بعد عامين، ها هو يبدأ مشواره في كأس أوروبا 2012 واضعاً نصب عينيه تحقيق انجاز تاريخي أن يصبح أول منتخب يتوج بثلاثية كأس أوروبا - كأس العالم - كأس أوروبا.

ويعتبر المنتخب الإسباني مرشحاً لكي يحتفظ باللقب القاري نظراً إلى أنه يضم في صفوفه الغالبية العظمى من العناصر التي قادته إلى المجد القاري ثم العالمي، وسيكون المنتخب الايطالي أول اختبار فعلي لقدرة فريق المدرب فيسنتي دل بوسكي على الارتقاء إلى مستوى التوقعات في مجموعة تضم جمهورية ايرلندا وكرواتيا.

ولن تكون مهمة «لا فوريا روخا» سهلة في مواجهة الإيطاليين الذين يسعون إلى محو الصورة التي ظهروا عليها في مونديال جنوب إفريقيا 2010 حين فقدوا اللقب العالمي الذي توجوا به العام 2006 بالخروج من الدور الأول.

إيطاليا للثأر من هزيمة 2008

يضع الإيطاليون بقيادة تشيزاري برانديلي نصب أعينهم تحقيق ثأرهم من الأسبان الذين أخرجوهم من الدور ربع النهائي لنسخة 2008 بالفوز عليهم بركلات الترجيح بعد أن تعادلا صفر/صفر في الوقتين الأصلي والإضافي.

وتبدو إيطاليا المتجددة قادرة على مفاجأة أبطال العالم كما فعلت في 10 أغسطس/ آب الماضي عندما تغلبت عليهم وديا في باري 2/1 في مباراة تسيدها «الازوري» وكان بإمكانه أن ينهيها لمصلحته بفارق اكبر من الأهداف.

وتبدو إسبانيا وإيطاليا مرشحتين «على الورق» للحصول على بطاقتي المجموعة وخصوصاً «لا فوريا روخا» لأن باستطاعته تخطي عقبة كرواتيا وايرلندا، في حين أن «الأزوري» يعاني أمام الفرق «الأقل شأناً» منه كما يظهر تاريخه في الدور الأول من كأس العالم أو كأس أوروبا.

وسيكون ثنائي برشلونة كارلوس بويول ودافيد فيا الغائبين البارزين عن تشكيلة المنتخب الإسباني التي توجت بكأس أوروبا وكأس العالم، لكن هذا الأمر لا يقلق المدرب فيسنتي دل بوسكي الذي تحدث عن هذا الموضوع لموقع الاتحاد الأوروبي، قائلاً: «نعلم أنه علينا تعويض غياب هذين اللاعبين لكن هناك لاعبين آخرين بإمكانهم سد الفراغ بطريقة جيدة».

تصريحات حذرة

من جهته حذر مدافع برشلونة جيرارد بيكيه منتخب بلاده من الإيطاليين الذين يعتبرون خطيرين جداً عندما تكون جميع الظروف ضدهم، في إشارة منه إلى الفضيحة الجديدة التي تعصف بالكرة الإيطالية نتيجة المراهنة على المباريات، ما دفع برانديلي إلى التفكير بسحب منتخبه من النهائيات القارية.

وأضاف بيكيه «يبدو أن إيطاليا تعيش فترة فقدان التوازن وذهنهم في مكان آخر. لكن هذه هي الظروف التي تجعلهم يقدمون أفضل ما عندهم»، في إشارة منه إلى ما حصل عامي 1980 و2006 مع فضيحتي «توتونيرو» و»كالتشيوبولي»، لأن «الأزوري» تمكن بعدهما من الفوز بكأس العالم العام 1982 بفضل الهداف باولو روسي الذي أوقف لثلاثة أعوام بسبب تورطه بهذه الفضيحة ثم تم تخفيف العقوبة إلى عامين من أجل السماح له بالمشاركة في العرس العالمي الذي توّج هدافاً له، والعام 2006 الذي شهد إنزال يوفنتوس إلى الدرجة الثانية، كما كانت حال ميلان العام 1980، إضافة إلى تجريده من لقبي الدوري لعامي 2005 و2006.

وواصل بيكيه «أنا مقتنع بأن إيطاليا ستكون خصماً معقداً جداً وبأنها ستتأهل إلى ربع النهائي».

وفي المعسكر الإيطالي أكد مدافع يوفنتوس جورجيو كييليني الذي استعاد عافيته بعد شفائه من الإصابة، بأن منتخبه جاهز لمواجهة الأسبان، مضيفاً «بإمكاننا التسبب بالمشاكل لإسبانيا. أعتقد أنه بإمكاننا الفوز».

وشدد كييليني المتوج مع يوفنتوس بلقب الدوري الإيطالي، على أن إسبانيا لا تزال بنفس القوة التي كانت عليها قبل 4 أعوام في النمسا وسويسرا أو منذ عامين في جنوب إفريقيا على رغم غياب لاعبين مثل بويول وفيا، مضيفاً في تصريح لموقع الاتحاد الأوروبي «حافزنا كبير وأعتقد أنه بإمكاننا الفوز بهذه المباراة. لن نقبع في الدفاع والاعتماد على الهجمات المرتدة لأن ذلك ليس في طبيعتنا. سنحاول احترام خصمنا والقيام بما كنا نقوم به في العامين الأخيرين ونلعب كرة جيدة».

لكن يبدو أن الايطاليين يحترمون إسبانيا كثيراً لدرجة أنهم قرروا الاعتماد على خط خلفي من 5 مدافعين وذلك خلافاً للتوقعات التي أشارت إلى احتمال اللجوء لثلاثة مدافعين فقط.

وأكد لاعب وسط روما دانييلي دي روسي أنه سيتولى اليوم مهاماً دفاعية، مضيفاً «ستكون مهمتي دفاعية بنسبة 99 بالمئة. لكن لن أكون مدافعاً بحتاً لكني سألعب دور صلة الوصل بين الدفاع والوسط. لقد اعتدت على هذا الدور في روما (الموسم المنصرم). إنه أمر طبيعي، المشاركة في كأس أوروبا تتطلب القيام بمجهود إضافي».

وسيسد القائد المستقبلي لفريقه روما الفراغ الذي سيخلفه أندريا بارزالي في خط الدفاع بسبب الإصابة التي ستبعد الأخير على أقله عن مباراة إسبانيا، لكن دي روسي أكد أن ميوله ستكون أكثر هجومية من مدافع يوفنتوس، مضيفاً «لن ألعب فقط من أجل تجنب تلقينا أي هدف بل لكي أساعد خط الوسط كما يطلب مني برانديلي».


اسبانيا تسعى للتخلص من التفوق الإيطالي

وارسو - رويترز

تلتقي اسبانيا مع ايطاليا ضمن منافسات المجموعة الثالثة ببطولة أوروبا لكرة القدم 2012 اليوم (الأحد).

- تأتي المباريات بين الفريقين متقاربة في المعتاد إذ تتفوق ايطاليا بفارق ضئيل بعد إن حققت 8 انتصارات مقابل 7 لاسبانيا بالإضافة لتعادلهما 10 مرات. التقى الفريقان في نهائيات بطولة أوروبا بما لا يقل عن 8 مرات من قبل ولم تفز اسبانيا في الوقت الأصلي على الإطلاق. ومع ذلك تغلبت اسبانيا على ايطاليا بركلات الترجيح عقب تعادلهما من دون أهداف في دور الثمانية لبطولة أوروبا 2008 في طريقها لحصد اللقب.

- التقت اسبانيا وايطاليا في يومين متتاليين في كأس العالم مرة واحدة من قبل. ففي نهائيات كأس العالم بايطاليا العام 1934 وقبل وقت طويل من ظهور ركلات الترجيح تعادل الفريقان 1/1 في فلورنسا وكان لزاما عليهما أن يلعبا في اليوم التالي في المدينة ذاتها. وفازت ايطاليا 1/صفر ومضت قدما لتصبح بطلة العالم لأول مرة.

- تمتلك اسبانيا بطلة أوروبا والعالم الفرصة لتحقيق العديد من الأرقام القياسية في البطولة. فيمكن أن تصبح اسبانيا أول فريق يحتفظ بلقب بطولة أوروبا والأول الذي يفوز بثلاث بطولات كبرى بشكل متتالي عقب فوزها ببطولة أوروبا 2008 في النمسا وسويسرا ثم كأس العالم في جنوب إفريقيا بعدها بعامين. ويمكن أن تعادل اسبانيا رصيد ألمانيا في حصد 3 بطولات أوروبية.

- منذ الهزيمة المفاجئة 1/صفر أمام سويسرا في مباراتهما بدور المجموعات في كأس العالم قبل عامين حققت اسبانيا سجلا رائعا يتضمن 14 انتصارا متتاليا في مباريات رسمية من بينها 6 مباريات في كأس العالم و8 مباريات في تصفيات بطولة أوروبا وهو رقم قياسي. ومنذ العام 2007 حققت اسبانيا سجلا رائعا بحق على صعيد مشاركتها في كأس العالم وبطولة أوروبا إذ تمكنت خلال 40 مباراة من الفوز في 37 والتعادل في مباراتين والخسارة مرة واحدة.

- ايطاليا هي واحدة من 4 فرق فازت على اسبانيا منذ فوز الأخيرة بكأس العالم إذ تغلبت عليها 2/1 في مباراة ودية في باري في أغسطس/ آب الماضي. أما الفرق الثلاثة الأخرى التي فازت على اسبانيا فهي الأرجنتين والبرتغال وانجلترا.

- تخوض ايطاليا البطولة بعد إن خسرت 3 مباريات ودية متتالية من دون أن تسجل أي هدف. وكان آخر هدف سجلته ايطاليا في مرمى بولندا عندما فازت عليها 2/صفر في فروتسواف في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.


إسبانيا مازالت تخبِّئ أهم أسرارها... البدلاء

جنيفينو (بولندا) - د ب أ

عندما قال خوان ماتا «لن يلعب من الـ 23 لاعبا سوى 11 لاعبا فقط»، عكس لاعب خط وسط المنتخب الأسباني لكرة القدم القدرة الكبيرة التي يتمتع بها منتخب بلاده على مستوى اللاعبين البدلاء. فمن الصعب أن يتصور أحد أن لاعبين مثل ماتا وسيسك فابريغاس وفيكتور فالديس أو فيرناندو يورنتي الذين يعتبروا من أبرز نجوم أنديتهم، سيكون مكانهم مقاعد البدلاء عندما تلعب بلادهم.

والمشكلة هي أن المباريات قصيرة للغاية على منح دقائق لعب لكل لاعبي الجيل الذي لم تشهد له الكرة الأسبانية مثيلا طوال تاريخها. وقال ماتا في تصريحات له هذا الأسبوع: «هدفي هو أن ألعب قدر المستطاع. يوجد منافسة شديدة في المنتخب ولا يمكن أن يلعب سوى 11 لاعبا فقط من الـ23 لاعبا. عليك دائما أن تؤازر فريقك، سواء كنت تلعب أم لا. كلنا نريد الأمر ذاته ، أن نفوز بلقب يورو مع أسبانيا». ويعتبر ماتا تجسيدا جيدا لهذه المفارقة، فلاعب خط الوسط الأسباني الذي يعتبر حجر زاوية مهما في فريق تشلسي الإنجليزي الفائز ببطولة دوري أبطال أوروبا هذا العام يتمنى اللعب لدقائق معدودة مع منتخب بلاده في بطولة الأمم الأوروبية الحالية «يورو 2012». وقال ماتا إنه لعب مع تشلسي «دقائق عديدة وشعرت أنني لاعب مهم. ولكن هنا مع المنتخب يوجد لاعبون يتمتعون بخبرة دولية واستحقوا أماكنهم الأساسية بالفريق عن جدارة. لا يوجد لدي سوى خطة واحدة وهي أن أواظب على العمل الشاق حتى ألعب قدر المستطاع».

وتوجد حالة أخرى مثيرة للاهتمام في منتخب أسبانيا تتمثل في مهاجم برشلونة بيدرو الذي لعب ضمن التشكيل الأساسي لبلاده في نهائي بطولة كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا، التي فازت أسبانيا بلقبها، ولكنه كافح طويلا حتى نجح في الانضمام لقائمة المنتخب الأسباني المشارك في يورو 2012. وقال بيدرو: «أشعر أنني بحالة جيدة، وهذا جيد. ولكن المدرب سيقرر بعدها ما إذا كان سيستعين بخدماتي. يجب أن تظل مستعدا بنسبة 100% تحسبا لقيام المدرب باختيارك».

ولاشك في أن الدخول بفريق يعمل بنظام كعقارب الساعة خلال السنوات الأربع الماضية هو أمر بالغ الصعوبة. وقال بيدرو: «لدينا أفضل لاعبي العالم (بمنتخب أسبانيا)». وفي ظل كل هذا، فإن الشيء الوحيد الذي يفعله البدلاء في منتخب أسبانيا الآن هو انتظار فرصتهم واستغلالها على أفضل نحو.

وهذا هو أفضل ما فعله خوردي ألبا على سبيل المثال، فقد ظل مدرب أسبانيا فيسينتي دل بوسكي يختبره لمدة عامين كبديل لخوان كابديفيلا حتى نجح اللاعب أخيرا في إقناع مدربه. ومن الممكن الآن اعتبار ألبا من اللاعبين الأساسيين الجدد في أسبانيا. ويعتبر ديفيد سيلفا مثالا آخر بأسبانيا، فقد قال لاعب نادي مانشستر سيتي الإنجليزي قبل أشهر قليلة إنه لديه شعور بأن دل بوسكي لا يثق فيه ولكن المدرب الأسباني أبدى إعجابه بإصرار اللاعب ليصفه الآن بأنه «ميسي الأسباني» وبذلك فقد أصبح سيلفا لاعبا أساسيا جديدا آخر بمنتخب أسبانيا. ولكن انضمام سيلفا إلى التشكيل الأساسي الأسباني تحول إلى ضربة جديدة لفابريغاس الذي لم يحقق حتى الآن مع منتخب بلاده التألق الكبير الذي حققه على مستوى الأندية، في البداية مع أرسنال الإنجليزي ثم مع برشلونة.

الأمر الغريب هو أن الهدوء مازال يسود غرفة تغيير ملابس تضم كل هؤلاء اللاعبين الكبار. فقد صرح دل بوسكي لصحيفة «ماركا» الأسبانية قائلا: «لم نصبح أبطالا إلا عندما تغلبنا على غرورنا الشخصي». ولاشك في أن هذا الأمر يعتبر سرا آخر من أسرار نجاح أسبانيا. ولطالما عرف عن دل بوسكي أنه قائد مجموعة ناجح. ومن الواضح أن مهاراته كأخصائي نفسي مازالت في أوجها، على الأقل طالما ظل الفوز حليفا له.


دل بوسكي: علينا أن نكون في أفضل حالاتنا للفوز

قال المدير الفني للمنتخب الاسباني دل بوسكي عن أهمية مواجهة إيطاليا في الجولة الأولى: «إن مواجهة أي من المنتخبات الـ15 الأخرى سيكون صعباً، الجميع يحاول تحقيق النجاح هنا. نحن نكن أقصى الاحترام لإيطاليا التي تجمعنا بها خصومة رائعة. نحن نعلم بأن الكرة الإيطالية بين الأفضل في العالم وبأن لاعبيها يقاتلون بشراسة. اختبروا التغيير مع الجيل الجديد لكنهم ما زالوا يملكون بعض اللاعبين المخضرمين الذين يشكلون مزيجاً مع اللاعبين الجدد. علينا أن نكون في أفضل حالاتنا واعتقد أنه بإمكاننا تحقيق هذا الأمر».

وعن قدرة بلاده على الفوز باللقب مجدداً، قال دل بوسكي: «نملك الفرصة لكن الوضع سيكون صعبا. نحن نواجه خصوماً كبار. إنها بطولة مفتوحة وقصيرة تتخللها 6 مباريات في أقصى حد (أي في حال الوصول إلى النهائي)، وبالتالي أي شيء قد يحصل. إمكانية الفوز لا تنحصر بالمرشحين الكبار وحسب، بل تطال أيضاً المنتخبات التي تصنف «صغيرة»، فانظروا ما فعلته اليونان العام 2004. أنت تحتاج أيضا إلى بعض الحظ من أجل تحقيق النجاح».

العدد 3564 - السبت 09 يونيو 2012م الموافق 19 رجب 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً