بعد نشر مقال الأسبوع الماضي عن قضية مركز شباب القادسية ونادي النجمة، تلقيتُ الكثير من التعقيبات المتفاوتة بين مؤيد ومعارض، ولكن ما استوقفني حقاً اتصالٌ هاتفي من أحد المسئولين في المراكز الشبابية اشتكى فيه من سوء الحال، وقال: «نحن في قريتنا آمنَّا بعملية الدمج لأننا كنا نجد فيه الملاذ الأمثل لتطور العطاء الشبابي الرياضي، وضحينا باسم نادينا، مكتفين بمركز شبابي يؤدي خدمات لشباب القرية على الوجه الأفضل، ولكن بعد مرور 11 عاماً من الدمج اكتشفنا بأننا مخطئون؛ لأن إمكانيات نادينا النموذجي ضعيفة جداً، لا تغطي نصف مصروفاته، وأن مجلس إدارة النادي يعاني الأمرَّين من أجل توفير المستلزمات الضرورية للفرق المشاركة في مسابقات الاتحادات الرياضية كل موسم، وهو ما جعلنا نلوذ بالصمت غير قادرين على طلب أي دعم من النادي الأم، مفضلين أن نبحث مع كل نشاط نزمع إقامته عن داعم مالي لنا، حتى أصبحنا - اليوم - نلوم أنفسنا لأننا ضحينا بنادينا من أجل الدمج، ولو بقينا على حالنا كباقي الأندية التي لم تندمج لكان لنا الآن صالة رياضية وأعطينا أموال أكثر.

قضية مركز شباب هذه القرية، تجعلني القول بأننا نعمل بمفهوم خاطئ اتجاه المراكز الشبابية التي يجب أن تنال الحظ الأوفر من الاهتمام، وقد تعرفت على أهمية ذلك حينما زرت أكثر من مرة مراكز الشباب في جمهورية مصر حينما كنت أعمل في معهد البحرين الرياضي. ففي أحد زياراتنا لمركز شباب الجزيرة التقيت برئيس المركز الذي كان أحد قيادات الحزب الحاكم السابق وأحد أساتذة الجامعات وقد تحدث عن أهمية المراكز الشبابية قائلا: «بأنَّ المركز يستوعب أكثر من خمسين ألف شاب وشابة يمارسون العديد من الأنشطة والبرامج العلمية والثقافية والتربوية إضافة إلى البرامج الرياضية، تتراوح أعمار منتسبي المركز ما بين العاشرة إلى السادسة عشر، وجل المراكز تعد نواة للمواهب الشبابية الرياضية لأن كل النجوم بدؤوا مسيرتهم في المراكز الشبابية»!.

هنا في بلدنا نعتقد بأنَّ النادي هو البديل عن المركز الشبابي، لذلك لم نفكر في الدور الكبير الذي يقوم به المركز. وأنَّ دوره يتفوق على النادي، بل أهملنا المراكز ولم نقدم لها الدعم الذي تستحقه. مكتفين بميزانية سنوية بسيطة لا تغطي مصروف أي نشاط وتقف عاجزة عند مصروفات المراكز الروتينية.