العدد 1424 - الأحد 30 يوليو 2006م الموافق 04 رجب 1427هـ

سباق السرعة

جعفر طوق comments [at] alwasatnews.com

.

دائماً ما يكون الماضي نافذة لذكرى أيام عاشها متسابقو السرعة بحلوها ومرها... ففي موسم 1988، كانت شوارع المحرق الطويلة منها سلسلة متواصلة لاثبات القدرات... انطلق فشعر انه قادر على قيادة أفضل عن طريق الدخول مع الآخرين منافساً... واجه التحدي بسيارته الرياضية، فكان دعيج حسن عند ظنه فشق نجوميته عبر مدرج الصخير وهناك كان الجواب.

في موسم 93 بدأ متسابق طريقه نحو التحدي فشق نجوميته بوابل من العراقيل والمطبات ولكنه وصل، لانه يملك الطموح... انه طارق هادي.

وفي موسم 1998/97، مابين حلم التحدي الاقوى واثبات الذات، كان التحدي واضحاً بين المتسابقين وكانت المنافسة جميلة جداً اذ عاشت الجماهير جواً من التحدي والمنافسات واثبات الذات وصوت العجلات ودخانها المتطاير... ارتفعت المنافسة في كل ظهرية خميس بعد كل اسبوعين من ايام التخييم الصحراوي السنوي... لايهم من يفوز... المهم ان نرى منافسين شرسين يبدون كل فنون ومهارات قيادتهم... ولا تعليق بعد ذلك.

وما قبل تلك الاعوام، كان عبدالله سيف عند الموعد وزملاؤه علي المحاسنة وحسين المهندس وحبيب سلمان وحسين عبدالحسين ومحمد يوسف كانوا على قائمة الانتظار... كانوا يرون السيارات وهي قادمة على شارع الصخير الرئيسي الذي يوصل إلى نهاية شارع ام جدر، فكان المنظر خلاباً في هواء بارد يحتاج فيه الجمهور إلى سخونة السباق ليدفأ... وهكذا يبدأ مسلسل آخر.

الجمهور يترقب مجيء سيارة كامارو حمراء اللون، صوتها مميز وكذلك لونها وكذلك سائقها، علي اريان على لسان كل الجماهير، لقد بدأ في موسم 1998 محققاً افضل رقم على فئته... واصل التألق في الموسم الثاني... فحقق الاول ايضاً ولكن مجيء الالفية الثانية توقف السباق وبدأت حلقة ثانية وانتهت حلقة اولى واصبحت في سجلات التاريخ.

اربع سنوات، شباب متحمس ما بين ذكرى - الران واي - وبين السباق الذي طال انتظاره... من موسم 2000 حتى 2004، عادت موجة التنافس مرة اخرى إلى الحياة، ولكن هذه المرة، وداعاً مدرج الصخير، واهلاً بحلبة متمكنة صاغت حكاية كبيرة وبداية فيلم كبير وعصر جديد وحقبة جديدة.

شباب جدد، وقائمة جديدة، وسيارات جديدة، وما عاد الامس الجميل في الوجود الحالي الا بشكل جزئي... هكذا الحياة تحب التغير والتقدم... ولكن؟

ولكن اين المتسابقون القدامى، لم يعد لهم ذلك الوجود، واين سياراتهم واين تنافساتهم؟ اين طارق هادي وعبدالله سيف وحسين المهندس وحبيب سلمان وأبو صابر وعادل الخاجة ومعمر الصفار وخليل الخميري وخالد جناحي ودعيج حسن ومحمد الشهابي وعبدالشهيد الوادي وسلمان كاوين وفهد مسلم ومحمد المرباطي ومحمود جناحي... والقائمة كبيرة جداً... ربما هناك بعضهم مازال يشارك بين الفينة والاخرى فيما معظمهم تركوا... طوعاً أو (...).

بعد مجيء الحلبة، بدأت امور كثيرة تتغير، إذ المكانة الرياضية لهذه اللعبة ارتفعت اسهمها، وزادت جماهيريتها واصبحت المشاركة اكثر اتساعاً بل استطاع الجمهور البحريني ان يرى متسابقين اوروبيين لاول مرة في تاريخه، ناهيك عن السلامة الاكثر اماناً... يعني دخول هذه اللعبة مرحلة لم تعهدها من ذي قبل حتى من الناحية الاعلامية التي نراها اليوم.

والسؤال الذي يطرح نفسه، هل يعني التطور ان نغفل اسماء ومتسابقين كثيرين كانت لهم اسهامات طيبة؟ وحتى نعرف الجواب كانت مقابلات المتسابقين القدامى فيها الكثير من ألم الابتعاد عن صراع لعبة اعطوها أغلى ما يملكون حباً وولعاً بها... سيظل ماضي الامس حافزاً ويا شمس لا تغيبي!

العدد 1424 - الأحد 30 يوليو 2006م الموافق 04 رجب 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً