يا أطفال «قانا 1996» لا تخبروا أطفال «قانا 2006» عما جرى عليكم، أخاف أن يلوم الأطفال الأمهات، فتهجر الأرض والبلد، تستروا يا صغار على الفجيعة، ولا تخبروهم أنه لما يعاقب العالم من ألقاكم تحت ركام المباني، أخاف أن يموت الأطفال حزناً مرتين.
يا أطفال «قانا الأولى» لا تعلموا زواركم «الجدد» حروف الأبجدية، فاللغة العربية محض «ذل»... ولا تلعبوا معهم «لعبة» الأمل» فما أتتكم هذه الرسل الجديدة إلا بعد أن ماتت آخر جرعات الحب في هذه الأرض.
قم يا طفل «قانا الثانية»، وأحمل كفك المقطوعة وأرمها على كل عربي تآمر عليك.
قم يا طفل «قانا الثانية»، وأرسم بدمك على جبهة كل عربي وشم موت الإنسانية فيه.
ماذا أكتب؟ ولـم؟ وما جدوى الكتابة؟ ما جدوى الحزن أصلاً؟ ما جدوى الإنسانية في غابة حمراء تسكنها الذئاب المسعورة؟ ما جدوى أي شيء قبالة «قانا» الأمس الموجعة، هل ترفع الكلمات ركام المبنى عن صدر طفل تهشم، أم لعلها تجدي في فصل أم التصقت برضيعها حين غادرتهما الأنفاس فجأة.
لكن، ليست «إسرائيل» وحدها من كانت بالأمس «المجرمة»، أضيفوا إليها:
- كل كلمة لم تعترف بفظاعة الإسرائيليين منذ اليوم الأول لانتهاك لبنان، فتلك كلمة (مجرمة).
- كل دولة أسست خطاباً برر للإسرائيليين شرعية 19 يوماً من سفك الدم اللبناني، فهي دول (مجرمة).
- كل كتاب المقالات ومقدمي البرامج التي تلونت مقالاتهم وبرامجهم في الأيام الماضية ضد المقاومة بهوس طائفي، فهم كتاب ومقدمون (مجرمون).
- الأمم المتحدة، والتي كما يقول بري «لم تتقدم إنسانيتها تجاه لبنان ذرة واحدة» هي مؤسسة عالمية (مجرمة).
- وزيرة الخارجية الأميركية كونداليزا رايس هي أكثر من (مجرمة).
خاتمة الفجيعة:
أخذني سؤال مبرر، ترى... ماذا سيكتب بعض كتاب الأعمدة في صحافتنا المحلية، والذين كانوا - على مدى 19 يوماً - يصوبون سهام كلماتهم الخبيثة ضد «حزب الله» و«المقاومة»، فجأة قرأت خبراً على وكالة الأنباء الفرنسية مفاده ان رئيس الوزراء الإسرائيلي أولمرت يأسف لمقتل المدنيين اللبنانيين في «قانا»، ويحمل حزب الله المسئولية...! فعرفت أن من أعطاهم الفكرة الأولى... أسرع في ترويج تبرير السقطة الأولى.
تعيش لبنان حرة منتصرة بأبنائها ومقاوميها، ولتسقط «العروبة»
إقرأ أيضا لـ "عادل مرزوق"العدد 1424 - الأحد 30 يوليو 2006م الموافق 04 رجب 1427هـ