الخيمة ارتبطت بالبدو سابقا، وآوت اللاجئين والمهجرين حاضرا، إذ تعتبر الملاذ الوحيد لأولئك الذين تقصف الصواريخ والمدافع استقرارهم، أولئك الذين يستيقظون على ضجيج الآلة العسكرية، أولئك الذين نشفق عليهم عندما تعرض نكبتهم وسائل الإعلام، فنبدي العجب العجاب عندما نشاهد عائلة تسكن خيمة، متسائلين كيف يمكن لهذه العائلة أن تمارس حياتها الطبيعية؟

خيمة كتلك الخيام التي كان البحريني «يشهق» عندما يراها في الفضائيات، نصبت في السنابس وما زالت منصوبة، وآوت أبا وأما وأربعة أولاد، عائلة لاجئة تماما كتلك العائلات اللاجئات وإن كانت تلك لجأت بسبب القصف والمروع، وهذه لجأت بسبب الفقر المدقع، وبعد أن أصبحت هذه الخيمة حديث القاصي والداني تم صرف 100 دينار شهريا لها كبدل إلى مسكن تستأجره العائلة، ومن دون شك هذه الاستجابة وإن كانت محل نظر إلا أنها أضعف الإيمان، وإعطاء القليل خير من الحرمان.

ما لم تحل المشكلة الإسكانية بجدية، فإن هذه الخيام ستكثر على أرصفة الشوارع، ولا أحد يمكن أن يوجه لوما أو عتابا إلى رب أسرة انتظر الخدمة الإسكانية خمس عشرة سنة، ولجأ أخيرا إلى خيمة عند مدخل قرية، أو بجانب شارع، أو في أي مكان آخر، وإن كانت كل الأمكنة مسيجة ومسجلة في إدارة التخطيط الطبيعي بـ «ملك خاص» وربما إن تفاقمت المشكلة فلن يجد منكوبو الإسكان حتى أمتارا معدودة ينصبون فيها خيمة كخيمة السنابس