فشلت مفاوضات استمرت ما يربو على 14 ساعة بين أستراليا والبرازيل والاتحاد الأوروبي والهند واليابان والولايات المتحدة في التوصل الى اتفاق بشأن مسألة الدعم الزراعي. كان ذلك في اجتماع منظمة التجارة العالمية الذي انطلقت أعماله في جنيف في منتصف الأسبوع الماضي.
وفي حديث أدلى به رئيس منظمة التجارة العالمية باسكال لامي، في أعقاب المحاولات التي تبذل للخروج من الأزمة التي أحاطت باجتماع جنيف، والذي شابه الكثير من اليأس من أجل إقناع الدول الأعضاء بمراجعة مواقفها في سبيل إحياء مباحثات اتفاق التجارة.
وكانت الخلافات الناشبة بين أوروبا والولايات المتحدة بشأن دعم الولايات المتحدة للقطاع الزراعي هي لب الخلاف. فبينما يرى الاتحاد الأوروبي وكما جاء على لسان بيتر ماندلسون مفوض التجارة الأوروبي مشيراً إلى «أن الشروط التي أعلنتها الولايات المتحدة فيما يخص رفع الدعم عن القطاع الزراعي غير مقبولة بالنسبة للدول النامية». نجد في المقابل، الولايات المتحدة تصر على أنها «ملتزمة بالكامل تجاه المحادثات»، موجهة اللوم لأوروبا لعدم تطلعها للتوصل لاتفاق فيما يخص تخفيض الرسوم الزراعية.
وانعكست نظرات التشاؤم في تصريحات الأطراف المتصارعة، فبينما قالت الممثلة التجارية الأميركية سوزان شواب: «إن المتفاوضين وصلوا إلى طريق مسدود، لكن هذا لا يعني أن الجولة ماتت»، مؤكدة عدم التخلي عن الأمل. نجد المفوض التجاري الأوروبي بيتر ماندلسون يصف الاجتماع بأنه ليس «نجاحا ولا كارثة»، ويدعو إلى «تحقيق انفراجة قبل نهاية يوليو/ تموز».
في السياق ذاته, قال مسئول بالوفد البولندي: إن الغالبية من دول الاتحاد الأوروبي ترى أن أوروبا يجب ألا تقدم تنازلات جديدة لمنظمة التجارة العالمية في مجال خفض الرسوم الجمركية الزراعية طالما أن شركاءها (مشيراً إلى واشنطن) لا يقدمون من جهتهم عروضاً «جوهرية».
وبدأ لامي متشائما حين دعا كل دولة إلى مراجعة مواقفها كي لا تنحى باللوم على دول أخرى. وفي محاولة منه لإنقاذ الموقف أعلن لامي تعليق جميع المفاوضات للسماح بفترة استراحة لتراجع الحكومات مواقفها وتدرس خياراتها. لكنه عاد وحذر الجميع من عدم استكمال المفاوضات هذا العام، الأمر الذي يعني تأخير المحادثات المسماة بمحادثات الدوحة، والتي بدأت في العام 2004.
والمهلة المحددة لاختتام جولة الدوحة التي انطلقت في العاصمة القطرية في نهاية العام 2001 يمليها انتهاء الصلاحيات الخاصة الممنوحة للادارة الأميركية للتفاوض بشأن التجارة في منتصف العام 2007.
يشار إلى أن بداية الخلافات بشأن تحرير تجارة المنتجات الزراعية مقابل تحرير تجارة المنتجات الصناعية كان بين كتلة الدول النامية التي تقودها الهند والبرازيل والصين والدول الصناعية التي تقودها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، لكن يبدو تطور الموقف لينقل الصراع بين ديوك منظمة التجارة العالمية وهما: الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة
إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"العدد 1423 - السبت 29 يوليو 2006م الموافق 03 رجب 1427هـ