أربعة أعوام مرت على أول برلمان في حقبة الإصلاح السياسي، أربعة أعوام كانت بحق عجافاً، لم يفرح فيها المواطنون يوماً بقانون او مشروع سوى في القلة القليلة والتي كانت تأتي كنتيجة لمساومة من أجل تمرير قانون أو مشروع مجحف في حق هذا الوطن، وكتخفيف من حدة الاحتقان.

أربعة أعوام مرت ولا عزاء لنوابنا الأعزاء ولا شكر ولا تقدير يستحقونه وهي الحقيقة التي يجب أن تقال، فماذا فعلوا لهذا الشعب المسكين الذي اكتوى بنار قانون امن الدولة ربع قرن، سوى أنهم أعادوا هذا القانون سيئ الصيت بجملة قوانين مجحفة في حق الحريات كقانون التجمعات والجمعيات السياسية والإرهاب والحقوق السياسية وغيرها الكثير. نوابنا انتهى دوركم ولا عزاء لنا ولكم، سوى ان الشارع والمعارضة تعلمت من الأربعة الأعوام الماضية ألا يتركوا الملعب ويتفرجوا وألا يعطوا الفرصة لمن هم ليسوا أهلا لها بالتحكم في مصير شعب ودولة بالمساومات والمؤامرات، يخطئ البعض ولكن المخطئ من يصير على خطئه ولا يتعلم منه. تبقى الأربعة الاعوام الماضية تجربة بكل ما فيها من اخطاء يجب التعلم منها، على رغم كل العقبات التي قد تحول دون إحداث التغيير الحقيقي عن التجربة السابقة في ظل غياب عدالة التوزيع الانتخابي والتقسيم والاصطفاف الطائفي، فإن التجربة المقبلة بالتأكيد لن تكون أسوأ من التجربة الماضية والتي أتمنى ألا يخلدها التاريخ حتى لا تبقى علامة سوداء في تاريخنا الحديث