العدد 1422 - الجمعة 28 يوليو 2006م الموافق 02 رجب 1427هـ

الجودر: «حماس» وحزب الله في خندق واحد... الغريفي: كيف تريدون ثقة الناس يا وزارة التنمية؟

سلطان: مواعيد الانتخابات غامضة... توفيق: لاستجابة الدعاء آداب

أكد خطباء الجمعة ضرورة دعم المقاومة في لبنان وفلسطين، إذ أشار خطيب الجمعة في جامع طارق بن زياد في المحرق الشيخ صلاح الجودر إلى أن (حماس) وحزب الله في خندق واحد في مواجهة العدو الصهيوني»، كما تناول الخطباء موضوعات مختلفة فقد انتقد خطيب الجمعة في مسجد الإمام الصادق (ع) بالقفول السيدمحمد هادي الغريفي وزارة التنمية الاجتماعية بسبب تضييقها الخناق على الصناديق الخيرية والمؤسسات في جمع الأموال للشعب اللبناني متسائلاً: «بعد كل هذا كيف تريدون من الناس أن تثق بكم؟».

الجودر: العدوان على لبنان جزء من مخطط الشرق الأوسط الجديد

ذكر خطيب الجمعة في جامع طارق بن زياد بالمحرق الشيخ صلاح الجودر أن «أسبوعين كاملين والجيش الإسرائيلي يقصف المدنَ والقرى اللبنانية، مئات من القتلى، وآلاف من الجراح والمشردين، دور ومساكن هُدمت، ومساجد وكنائس دُمرت، وحقول ومزارع جُرفت، ومطارات وعمارات أسقطت بأطنانٍ من القنابلِ المحرمة دولياً، بل ان موظفي الهيئات الإغاثيةِ لم يسلموا من ذلك العدوان»، مشيراً إلى أن «العالم بأسره يرى ويسمع عن الإرهاب الإسرائيلي بكل معانيه ولا يُحرك ساكناً، أليس هذا هو الإرهاب الذي كانت تتحدث عنه أميركا وإعلامها المأجور؟ ما الذي أسكتها؟ ما الذي ألجمها؟ لماذا لا تفرض الحصار الاقتصادي على «إسرائيل»؟ ولماذا لا تستدعي قوات التحالف لمحاصرة «إسرائيل» كما فعلت لأفغانستان والعراق؟».

وأضاف الجودر أن «العدوان الإسرائيلي على لبنان هو جزءٌ من مخطط الشرق الأوسط الجديد، المخطط الذي أعلنت عنه أميركا وهي في بداية حربِها على الإرهاب، لذلك ليس بغريب أن نرى وزيرة الخارجية الأميركية وهي تُبشرنا بمخاض لشرق أوسط جديد، بقيادة (إسرائيل)»، موضحاً أن «ما يرتكبه الإسرائيليون من عدوان على فلسطين ولبنان هو جزءٌ من مسلسلهم الإجرامي، وهذا تذكير لقادة العرب والمسلمين الذين ظلوا سنواتٍ طويلة يلهثون خلف ما يسمى معاهدات السلام، كامب ديفيد ووادي عربة وأوسلو ومدريد وغيرها، أين تلك المعاهدات المزعومة؟ أم أنها حبر على ورق؟»، مؤكداً أن (إسرائيل) لم تكن لتتجرأ وتشن حربها الأخيرة على لبنان لولا الدعم الكبير الذي تلقته من حليفتها أميركا، فالجيش الإسرائيلي ما كان ليتمادى لولا المباركة والمساندة من الإدارةِ الأميركية، وما كانت لتتمادى (إسرائيل) لولا علمها بالعجز والضعف العربي الإسلامي».

وأشار الجودر إلى أنه «مع استمرار العدوان الإسرائيلي على لبنان يتضح جلياً عجز المجتمع الدولي عن معاقبة (إسرائيل) على عدوانها، أو حتى مطالبتها بإيقاف الحرب على لبنان، والحكومات العربية ليست بعيدة عن هذا الموقف فقد أظهرت تخاذلاً وضعفاً في الصف العربي، فأين جامعة الدول العربية مما يحدث في لبنان؟ وأين جيشها العربي؟ ولماذا لا تهدد بتمزيق معاهدات السلام مع (إسرائيل)؟ وأكد الوقوف بجانب الشعب اللبناني ومنوهاً إلى أنه «كما وقفنا مع الشعبِ الفلسطيني والعراقي والأفغاني والشيشاني فإننا اليوم مطالبون بالوقوف مع الشعب اللبناني، وكما قمنا بأعمال الإغاثة لتلك الشعوب فإننا اليوم مطالبون بالوقوف مع الشعب اللبناني، مادياً ومعنوياً، فهبوا عباد الله للوقوف مع إخوانكم في لبنان».

و أشار إلى أن «الذي حاول مراراً وتكراراً تشويه المقاومة الفلسطينية بوصفها إرهابية، والمقاومة العراقية بأنها تكفيرية ها هو اليوم يصف المقاومة اللبنانية بأنها صفوية، ونقولها صراحة حتى ولو اختلفنا مع حزب الله فإننا نتفق معه في هدفه بمقاومة (إسرائيل)، فلا يمكن بحال من الأحوال مقارنة (إسرائيل) وأفعالها الإرهابية بالمقاومة اللبنانية والفلسطينية، فـ (حماس) وحزب الله هما في خندق واحد، خندق المقاومة لا خندق المعاهدات والمفاوضات والاستسلام».

سلطان: ماذا وراء إسناد كلمهمات الانتخابات إلى شخص واحد؟

تساءل خطيب الجمعة في جامع فاطمة الزهراء في الدوار الرابع بمدينة حمد الشيخ حسن سلطان عن السبب «وراء إسناد كل المهمات الخاصة بالانتخابات إلى شخص (...) ولماذا تصر الحكومة على استخدام التصويت الإلكتروني؟(...)، كما أن الانتخابات يلفها الغموض وفي تحديد موعدها تجاهل للشعب ولقواه السياسية وهو ما يدل على عدم الثقة من قبل الجانب الحكومي»، مشيراً إلى أن «انتهاء الفصل التشريعي الأول لمجلس النواب يطرح بعض أسئلة المواطنين، منها ما إنجازات التجربة النيابية في البحرين؟ وماذا أنجز النواب للشعب؟»، معلقاً «إننا نحاول أن نقرأ قراءة موضوعية فهناك سلبية في الأداء الحكومي الذي يحاول قطع الطريق على أي مستوى لتحسين الوضع وهناك أدوات التجربة البرلمانية ولكن الحقيقة تقال: إن إنجازات المجلس البلدي على رغم قلة الصلاحيات فإنها أفضل بكثير من إنجازات المجلس النيابي إذا أردنا المقارنة».

كما تساءل سلطان «ماذا حقق النواب على المستوى الخدمي وعلى المستوى المعيشي؟ وماذا حققوا على المستوى السياسي؟ ولو شعر المواطن بأن هناك ثمة إنجازات لما تستطع المعارضة وخطابها السياسي تغيير قناعاته، وهل استطاع النواب إيقاف مسلسل التمييز الطائفي؟ هل استطاعوا إيقاف هدر المال العام؟ وهل استطاعوا تصحيح الفساد الإداري؟ ثم ماذا عن تطوير الدستور بحيث توسع مساحة الحريات؟» مؤكداً أن «هناك إنجازات لكنها بعين حكومية وهل إصدار قوانين مكبلة للحريات سترجعنا إلى زمن أمن الدولة وهي قانون الجمعيات، قانون التجمعات، قانون مباشرة الحقوق السياسية، قانون البلديات، وأخيراً قانون الإرهاب؟»، مشيراً إلى أن «حركة وعي الشعب ستلفظ هذه الإنجازات وتحذفها لان الشعب متصل بحركة الوعي الإقليمي والعربي».

توفيق: يجب أن تسبق التوبة ورد المظالم الدعاء المستجاب

ذكر خطيب الجمعة في جامع سار الكبير الشيخ جمعة توفيق أن «الدعاء عبادة من أعظم العبادات يلجأ إليها كل مسلم وكل من أصابته مصيبة وضيق، يلجأ إليها بتضرع ورغبة في تحقيق مراده وأمله، عبادة الكل يعرفها ولكن القليل من يتقنها»، مشيراً إلى أن «هناك من يدعو ويدخل الجنة والآخر يدعو ويدخل النار، فالمستكبر الذي لا يدعو الله تعالى يدخل النار ذليلاً»، مردفاً «لماذا يدعو المسلم ربه؟ لأنه هو القادر على كل شيء والذي له خزائن السموات والأرض ولا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، ومن دعا غير الله فقد دعا مخلوقاً ضعيفاً لا يستطيع أن يدفع عن نفسه شيئاً».

وتساءل توفيق «كيف لا ندعو الله تعالى وهو الذي تعهد بالاستجابة؟ إن فقه عبادة الدعاء قد جمع في حديث النبي (ص)، وهو الأمر المهم في الدعاء وذلك أن الناس إذا دعوا فإنهم لا يعلمون أحوال الدعاء ويظنون إن الإجابة لا تكون إلا في الحال وهذا من جهل فقه الدعاء»، مشيراً إلى أن «أحوال الدعاء، إما أن يستجاب لك، وإما أن تجد أجر هذه الدعوة في الآخرة وإما أن يدفع بها من السوء مثلها أو أعظم منها، فمن دعا فلا يعجل ولا يستغرب من عدم الإجابة»، موضحاً أن «الإسلام جعل للدعاء آداباً وهذه الآداب متى ما تحققت كان الدعاء مستجاباً بإذن الله تعالى، وهذه الشروط هي أن يخلص الدعاء لله وحده، ويستحضر قلبه عند الدعاء، ولا ينشغل بغير الدعاء، فبعض الناس يدعو وقلبه لاه أو يرفع يديه للدعاء وهو يتكلم مع صاحبه، إذ يجب أن يرفع يديه في الدعاء، وأن يبدأ بحمد الله والثناء عليه ثم بالصلاة على النبي (ص) ويختم بذلك، والاعتراف بالذنب والاستغفار منه والانكسار والتذلل بين يديه سبحانه والاعتراف بالنعمة وشكر الله عليها».

المؤمن يجيب عن سؤال: كيف ننصر المقاومة؟

ذكر خطيب الجمعة في جامع مدينة عيسى الشيخ جاسم المؤمن أن «هناك سؤالاً كثيراً ما يطرح هذه الأيام وهو كيف ننصر المقاومة على المستوى الفردي والجماعي؟ وهنا نؤكد أن الإجابة عن هذا السؤال تأتي وباختصار في دعاء الإمام السجاد (ع) لأهل الثغور». مستعرضاً مقطعاً من هذا الدعاء الذي يعتبر أحد أدعية الصحيفة السجادية، مؤكداً أن «الدعاء به عدد من النقاط التي يمكن أن نستفيد منها ومن هذه حفظ أبناء المجاهدين ورعايتهم مادياً ومعنوياً والتي جاءت في الاتي (اللَّهُمَّ وَأَيُّمَا مُسْلِم خَلَفَ غَازِياً أَوْ مُرَابِطاً فِي دَارِهِ أَوْ تَعَهَّدَ خَالِفِيْهِ فِيْ غَيْبَتِهِ)»، مشيراً إلى أن «إحدى نقاط الاستفادة من الدعاء هي الدعم المادي للمجاهدين والمقاومين التي جاءت في جملة (أَوْ أَعَانَهُ بِطَائِفَة مِنْ مَالِهِ، أَوْ أَمَدَّهُ بِعِتَاد)، كما أن الدعاء فيه التحفيز والتشجيع على الجهاد (أَوْ شَحَذَهُ عَلَى جِهَاد) بالإضافة إلى الدعاء للمقاومين ورعاية حرماتهم».

الغريفي: من يحرمون الدعاء للمقاومة موتورون بالحس الطائفي

انتقد خطيب الجمعة في مسجد الإمام الصادق (ع) بالقفول السيدمحمد هادي الغريفي وزارة التنمية الاجتماعية على القرارات الأخيرة التي اتخذتها بخصوص جمع التبرعات للشعب اللبناني ذاكراً أن «وزارة التنمية اجتمعت قبل أيام مع الجمعيات والصناديق الخيرية وأخبرتها بالحرف الواحد إنه لا يحق لكم جمع هذه التبرعات إلا تحت إشراف الوزارة وبكوبونات صادرة من الوزارة ومختومة من قبلها وبعد ذلك يسلم هذا الرصيد وتسلم هذه الأموال إلى الوزارة، ونطمئنكم بأن هذه الأموال لن تسلم إلى الحكومة وستوزع على الشعب وأي شعب تقصد الوزارة لا أعلم»، متسائلاً: «لماذا صدر هذا القانون فقط في هذه الفترة التي تحرك فيها حزب الله في مواجهة العدو الصهيوني؟ أليس الإرهاب قديماً؟ وكم من دولة وكم من حركات كانت تسمى بالإرهاب ولم يصدر من وزارة التنمية هذه القرارات؟ لماذا صدرت في حق الشعب اللبناني؟ وهل ان الوزارة حريصة جداً على أن توصل هذه الأموال يداً بيد إلى الشعب؟ أسأل وزارة التنمية أي اطمئنان يحصل لهذا الشعب بأن يقدم فلساً واحداً إذا كانت تصريحاتكم بهذا المستوى؟».

كما تطرق الغريفي إلى التصريحات والفتاوى الطائفية التي صدرت عن البعض وقال: «مازال نزيف الدم في لبنان مستمراً ومازالت ترسانة العدو الكيان الصهيوني تمارس حصد الأرواح البريئة وذبح الأطفال والنساء والشيوخ، ومازالت قوى الشر تدمر البلاد والعباد وتعبث بكل الأوضاع، ومازالت عناصر الإجرام والإرهاب الأميركي تنشر الرعب في كل مكان في العالم، ومازالت وسائل الإعلام العربية الكاذبة تتحدث بمنطق العدو الصهيوني عن المقاومة، هكذا إعلام الدول العربية تنقل ما يكرره وما يقوله العدو الصهيوني»، مشيراً إلى أن «المخبولين والموتورين بالحس الطائفي مازالوا يحرمون دعم المقاومة لأنها لا تنتمي إلى نهجهم الفكر

العدد 1422 - الجمعة 28 يوليو 2006م الموافق 02 رجب 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً