لقد كشفت وقفة حزب الله البطولية ضد العدوان الاسرائيلي على لبنان و«المفاجآت» التي حققها شمس الحقيقة التي حاول البعض حجبها بغربال، كما عكست الصورة الحقيقية للجهاد الذي لا تشوبه شائبة.
أبطال حزب الله الذين استعدوا جيدا للمواجهة مع «إسرائيل» يخوضون الآن معركة حقيقية باسم الأمة العربية والاسلامية وليس باسم لبنان فحسب. معركة واضحة المعالم، عدو واحد وجبهة واحدة، من دون الدخول في «متاهات» تشتت من قوته ضد العدو، ويكفي حزب الله فخرا انه لم يرفع سلاحه اليوم وطوال مسيرته الجهادية إلا ضد «إسرائيل»، ولم يكفر هذا أو ذاك ومن وقف ضده، بل حتى من يتآمر للقضاء عليه خدمة للأعداء. كما أن حزب الله لم يفجر السيارات المفخخة وسط الأسواق الشعبية بحجة الجهاد في سبيل الله! ولم يقتل الناس على الهوية والمذهب ولم يكفر أحداً، ولم يقتل الجنود اللبنانيين الذين لم يحركوا ساكنا للدفاع عن بلدهم.
لقد كان «سيد المقاومة» السيدحسن نصر الله واضحاً في مقابلته الأخيرة على قناة «الجزيرة»، فهو لم يطلب من الأنظمة العربية أن تسانده في المعركة، بل طلب منها «الصمت» فقط، فهو يعرف أن الله لا يكلف نفساً إلا وسعها. درس حزب الله في الجهاد الحقيقي كان مدوياً، وعلى «الآخرين» أن يتعلموا منه أو أن يتركوا الساحة فوراً
إقرأ أيضا لـ "فاضل البدري"العدد 1421 - الخميس 27 يوليو 2006م الموافق 01 رجب 1427هـ