على متن الطائرة، صرّح الرئيس المصري حسني مبارك للصحافيين المرافقين بأن «من يطالبون بدخول مصر الحرب دفاعاً عن لبنان أو حزب الله لا يدركون أن زمن المغامرات الخارجية انتهى».
وكالة الأنباء الفرنسية نقلت عن صحيفة «الجمهورية» الحكومية المصرية تصريحات الرئيس المذكورة، والتي ذهب فيها إلى أن مثل هذا السيناريو مستحيل في حين يحتاج 73 مليون مصري إلى التنمية والخدمات وفرص العمل، ولا ننسى انه سيكرّس كل جهوده لتحقيق هذه الأهداف الكبرى بعد فوزه بولاية جديدة.
«الجمهورية» نقلت عن الرئيس أيضاً قوله إن «من يطالبون بدخول مصر الحرب سيجعلوننا نخسر كل هذا في لمح البصر»، مؤكداً أنه «غير مستعد لإنفاق موازنة الشعب على حرب ليست حربه». ورأى مبارك أن «(إسرائيل) لن تهاجم مصر تحت أي ظرف».
وفي معرض الرد على هؤلاء «الأغبياء» الذين انتقدوا الموقف المصري المسئول والمتوازن، قال مبارك إن «الجيش المصري للدفاع عن مصر فقط، وهذا مبدأ لم ولن يتغير».
طبعاً، بحسب علمنا ومتابعتنا اليومية للتصريحات والمواقف الصادرة عن بيروت، لم نسمع أن لبنانياً، «معارضةً» كان أو «موالاة»، طلب من مصر، النجدة أو الدخول في الحرب ولا حتى إرسال «جونية عيش»، لكن المراقبين يقولون إن تصريحاته تأتي بعد الدعوات التي انطلقت خلال تظاهرات شعبية، ونشرتها صحف المعارضة، لتدخل الجيوش العربية في النزاع مع «إسرائيل» التي شنت عدوانها على لبنان. والرئيس مطمئن إلى أن الدولة الصهيونية لن تهاجم بلاده «تحت أي ظرف، فنحن دولة لها سياسة معلنة وواضحة».
أما صحيفة «أخبار اليوم» فقد نقلت عن الرئيس قوله «ان ما يحدث في لبنان يشير إلى أن المنطقة تتعرض لفوضى هدامة لا خلاقة». وكشف عن أمرٍ خطيرٍ للشعوب العربية حين أعلن عن انه «يواصل مشاوراته على كل المستويات للخروج من الموقف المتأزم».
يُذكر أن هذه التصريحات استبق بها مبارك مؤتمر روما الذي عقد الأربعاء الماضي، ودعاه إلى «الخروج بنتائج محدّدة يحيلها إلى مجلس الأمن (حائط المبكى العربي) لاتخاذ الموقف اللازم»، مشيراً إلى أن العرب «في انتظار ما يسفر عنه اجتماع روما، وخصوصاً أن النصاب القانوني للقمة العربية لم يكتمل بعد». نسأل الله أن يكتمل النصاب قريباً، ليعلن الحكام العرب انتفاضتهم العارمة ضد «إسرائيل»
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 1421 - الخميس 27 يوليو 2006م الموافق 01 رجب 1427هـ
