الفياغرا حلم البسطاء وجنة الفقراء وتحول الحصول على حبة منها إلى مطلب شعبي في بعض الدول العربية، حتى أن أحد المصريين فكر بارسال طلب إلى رئيس الوزراء المصري لادخالة ضمن منظومة الدعم بدلا من السلع الأخرى. تقول دراسة ميدانية ان المصريين يدفعون نحو ملياري دولار سنويا (11 ملياراً ونصف مليار جنيه مصري) على شراء الفياغرا.

وأضافت الدراسة التي أجرتها شركات الأدوية وكبار الصيادلة في مصر ونشرها موقع «إيلاف الالكتروني» أن استهلاك الفياغرا هو أحد العوامل الرئيسية التي تلتهم موازنة الأسرة المصرية، بالإضافة إلى الدروس الخصوصية، إذ ثبت أن متوسط إنفاق الأسرة على شراء الفياغرا شهرياً يتراوح بين مائة وثمانين جنيهاً وثلاثمئة جنيه.

وأشارت الدراسة إلى أن متوسط عدد الأقراص التي يتم تهريبها إلى داخل مصر سنوياً يبلغ نحو مئتين وأربعين مليون قرص، وان هذه العملية تكلف الدولة ما يقرب من سبعة مليارات ونصف مليار جنيه سنوياً.

ويرى الاقتصاديون ان الدولة المصرية في حال تسجيل عقار الفياغرا لن تتحمل سوى خمسة وسبعين مليون دولار سعراً لاستيراد المادة الخام، وستوفر ما قيمته 1865 مليون دولار، ويمكن لعدد من شركات الأدوية المحلية إنتاج هذا الدواء بأسعار أقل بكثير من السعر الحالي للأقراص المهربة، ونوهت الدراسة إلى وجود طلبات من بعض الدول الأجنبية التي تستورد الدواء المصري لشراء هذا العقار بسعر دولارين للقرص، بشرط تسجيله في مصر.

وقالت نشرات صحافية نشرت في القاهرة وأكدتها مؤسسة دولية متخصصة في أبحاث تسويق الدواء، ان المصريين استهلكوا مليون قرص فياغرا خلال العام 2005. جاءت الإحصائية ضمن تقرير أعدته المؤسسة أكدت فيه أن العالم يستهلك 143 مليون قرص فياغرا كل عام. وان 27 مليون رجل يستخدمون العقار في العالم.

مطلب برلماني

في مصر الموضوع لم يكن مطلباً شعبياً فقط بل دخل البرلمان أيضاً، اذ طالبت في شهر مايو/ أيار الماضي لجنة الصحة بالبرلمان بإنتاج الفياغرا محليا، ودعت الى السماح لشركات الأدوية المصرية إنتاج عقار الفياغرا، حتى لا تستغل الشركات الأجنبية إنتاجه واحتكاره.

وقال النائب المصري سامح علام ان العقار يستخدم في علاج أمراض القلب وضغط الشريان الرئوي الذي يصيب الأطفال والكبار على حد سواء، وأضاف موضحا أن استمرار استيراد الفياغرا يكلف الدولة ملايين الدولارت كل عام تذهب إلى خزائن الشركات الأجنبية ومافيا التهريب.

الخليج أكبر سوق

الدراسات والأبحاث الميدانية تؤكد ارتفاع معدل استهلاك أقراص الفياغرا المنشطة جنسياً في العالم عموماً إذ تخطت لأول مرة مبيعات الفياغرا المليار دولار خلال العام 2005 كما كشفت عن زيادة الاستهلاك في الوطن العربي بشكل كبير وخصوصا في دول الخليج ومصر.

وأظهرت الإحصاءات التي ذكرت خلال جلسات احد المؤتمرات ونشرت وقتها للجمعية المصرية للمسالك البولية أن مصر استهلكت فياغرا بـ 16 مليون جنيه (2,8 مليون دولار) في العام 2005 ، وهو ما يزيد بمقدار الضعف على آخر إحصاء مصري صدر في هذا الصدد العام 2001، في حين بلغ الاستهلاك في دول الخليج الستة 15 مليون دولار، بما يشكل أكبر حجم مبيعات للفياغرا في الوطن العربي.

وبحسب هذه الإحصاءات أيضا فإن أكثر من مليار قرص من هذا العقار بيعت في العالم منذ تداوله العام 98 وحتى الآن، كما أن 750 ألف طبيب يصفون الدواء في 150 مليون وصفة طبية لأكثر من 27 مليون رجل يستخدمونها بانتظام في 120 دولة.

وجاء في إحصائيات تتضمنها تقرير أعدته مؤسسة س.ح.ة المتخصصة عالميا في أبحاث تسويق الدواء - ونوقش ايضا ابان المؤتمر - أن عقار الفياغرا سيطر على 60 في المئة من أدوية الضعف الجنسي، برغم ظهور أدوية مماثلة تعمل بطريقة الفياغرا نفسها وأن نسبة 90 في المئة من مرضى الضعف الجنسي لم يطلبوا العلاج بعد، ولذلك فمن المتوقع أن تشهد سوق أدوية علاج هذا المرض رواجا في السنوات المقبلة.

فضائح الفياغرا

ومن اشهر القضايا التى انتشرت مع الفياغرا ما حدث أخيراً مع النائب المصري محمد أبوالعينيين من اتهامه بتهريب شحنة فياغرا من خلال كونتينارات للسيراميك وثبت من خلال التحقيقات تورط احد الموظفين في شركات ابو العينين في هذه الصفقة وبعدها دعا النائب محمد أبوالعينين رئيس لجنة الصناعة بمجلس الشعب النائب العام إلى التحقيق في شحنة الفياغرا الهواتف المحمولة التي وردت الي قرية البضائع بمطار القاهرة باسم شركته سيراميكا كليوباترا. وأعلن استعداده للوقوف أمام القضاء في مصر أو بلد الشحن لإظهار الحقيقة ومعرفة الشاحن والمستفيد والمتعاقد.

وقال أبوالعينين ان شركة الشحن والمورد منسوبان إلى إمارة عجمان بدولة الإمارات العربية المتحدة، مؤكدا انه لا يعرف المورد ولم يسبق له الاستيراد من الإمارات ولا توجد خامات لصناعة السيراميك بإمارة عجمان.

من جانب آخر اتهم عضو المكتب السياسي لـحزب «مصر الفتاة» بتهريب فياغرا، والإنتربول يقوم حاليا بالبحث عنه في دبي، لكن شعبان ممتاز عضو المكتب السياسي بحزب «مصر الفتاة» اتهم من جهته صاحب أحد مصانع الملابس بتلفيق قضية تهريب فياغرا له، وقال ان صاحب المصنع وضع الفياغرا في شحنة استيراد أقمشة باسمه، وتم تحريك دعوى ضده، واستصدرت النيابة أمرا بالقبض عليه من خلال الإنتربول باعتباره هاربا في دبي، لكن ممتاز يؤكد أنه لم يغادر مصر ولم يزر دبي في حياته كلها، ولم يسافر في حياته كلها إلا مرة واحدة إلى الصين الشعبية