فض دور الانعقاد الأخير، ومضت أربعة أعوام من عمر المجلس بدت للبعض وكأنها كانت هباء منثورا. ومع احترامنا للنواب إلا أن مجلسهم لم يكن ختامه مسكاً، وخصوصاً حين مرر قانون مكافحة الإرهاب بسهولة، والحديث نفسه ينطبق على مجلس الشورى الذي بدا محتارا بهذا القانون، وكانوا ينظرون إليه وكأنه جمرة حارقة حرصوا على التخلص منها برميها سريعا في ملعب الحكومة حتى لا تحرق أيديهم، بدليل أنهم لم يكلفوا أنفسهم عناء تغيير أي من مواد المشروع المرفوض من بدايته إلى نهايته، حتى وإن حاول النواب الضحك على ذقون المواطنين بالترويج لفكرة انهم قاموا بتخفيف عقوبات المشروع.

وهذا الموقف ذكرنا أيضا بقانون الجمعيات الذي استهل به النواب دورهم بتمريره، ناهيك عن «التجمعات» الذي مرره كلا المجلسين بسرعة - يحسدون عليها - ضاربين بذلك حقوق وحريات الشعب الذي يمثلونه عرض الحائط. فبأي خير يريد النواب أن يذكرهم المواطنون؟ وبغض النظر عن الانجازات القليلة التي حققوها، أو بالأحرى التي حققها البعض منهم، فإن النواب قضوا طوال أدوار الانعقاد في محاولات البروز على حساب المواطنين، وفي محاولات إيجاد حلول لخلافاتهم «الكتلية» وأخيرا في محاولة إرضاء الحكومة التي وضعتهم هي الأخرى في مأزق مع المواطنين. وبالنسبة إلينا كصحافيين، فإننا نحمد الله بأن قانون الصحافة لم يولد على أيديهم، وانتهت بذلك - مؤقتاً - الكوابيس التي كانت تراود الصحافيين والتي كان النواب يفتحون فيها أبواب السجون على مصاريعها أمامهم