عندما شن العدو الإسرائيلي الحرب الشعواء الغير متكافئة الحالية على الأبرياء ومقومات الحياة في لبنان اتجهت الأنظار إلى الولايات المتحدة لكي تحكم عقلها وتفصل بالعدل بدءا بحث «إسرائيل» على وقف إطلاق النار أو ضبط النفس بحيث توجه غاراتها على الأهداف العسكرية على الأقل.ولكن ولحاجة في نفس يعقوب وجدت واشنطن الأزمة فرصة لكي تكمل مخططها الاستعماري الرامي إلى إيجاد هيكلة جديدة للشرق الأوسط «الصغير» بعد أن فشلت في تنفيذ برنامج الهيمنة للشرق الأوسط الكبير من خلال الفشل في العراق وأفغانستان .والدليل على ذلك إعلان الرئيس الأميركي جورج بوش أمس الأول عن خطة أمنية جديدة وإرسال مزيد من القوات إلى بغداد حينما خاب أمله في الخطة الأمنية السابقة المعلنة قبل شهر.
لقد رفض بوش كل توسلات أصدقائه ونظرائه في قمة مجموعة الثماني بالسعي لوقف إطلاق النار ما شجع الدولة اليهودية على ارتكاب فظائع لا تغتفر إذ دمرت كل شيء ذي قيمة إلى درجة أنها لم تجد الآن ما يمكن أن تدمره بالمقاتلات الأميركية الصنع.لكن تبدد الوهم الأول المعشعش في ذهن بوش عندما خاب ظنه في الحكومة اللبنانية برئاسة فؤاد السنيورة التي كان يراهن عليها في التآمر على المقاومة الإسلامية بتعبئة الشارع اللبناني ضدها. وكان الفشل ملازما لزيارة وزيرة الخارجية الأميركية التي جاءت إلى بيروت لاصطحاب الجنديين الإسرائيليين الأسيرين لدى حز ب الله.
أما الوهم الثاني الذي تبدد فهو الذي كان مهيمنا على مخيلة رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت الذي ظن أن رفضه لوقف إطلاق النار سيأتي بنتائج في صالحه من خلال التوغل البري في الجنوب اللبناني وإسكات قعقعة صواريخ الكاتيوشا ولكن الحاصل أن العدو الإسرائيلي تكبد خسائر لم يعرفها في تاريخ حروبه السابقة مع العرب، إذ لم يتوقف إطلاق الصواريخ على شمال «إسرائيل» بل وعد الأمين العام للمقاومة الإسلامية السيد حسن نصر الله بأن نطاق الحرب سيشمل العمق الإسرائيلي في الأيام المقبلة. ومع احتلال الأرض في مارون الرأس وبنت جبيل وبلدات أخريات ربما وتوالي الضربات المضادة للعدو ستضطر «إسرائيل» للقبول بوقف إطلاق النار ولكن ستفاجأ برفض المقاومة له عنئذ. كيف لا ترفضه وقد دنست الأرض الطاهرة ويتم الأطفال وترملت النساء وثكلت الأمهات.
ولكن أكبر وهم سيتبدد لاحقا هو عملية نشر قوات دولية في المنطقة قبل إيجاد تسوية لبنانية - لبنانية مرضية لنزع سلاح المقاومة. فاية محاولة لنزع هذا السلاح الذي منحه الشعب الشرعية وعوامل البقاء بالقوة لاشك أنها خاسرة وبالتالي ستجد القوة الدولية الجديدة نفسها في مأزق أكبر من سابقتها التي فقدت حتى أمس الأول 261 عنصرا من أفرادها
إقرأ أيضا لـ "عزوز مقدم"العدد 1420 - الأربعاء 26 يوليو 2006م الموافق 29 جمادى الآخرة 1427هـ