كان ذلك عنواناً رئيسياً في صحيفة «الجيروسلم بوست» الصادرة يوم أمس (الأربعاء). وفي الوقت ذاته هبطت أسعار أسهم ثاني أكبر شركة لتصنيع الحواسيب في العالم هيولت بكارد بحوالي 26 سنتا لتقفل مساء الثلثاء على 30,10 دولاراً للسهم الواحد (هبوط بنسبة 4 في المئة للسهم الواحد). جاء ذلك في أعقاب استحواذها (Acquire) على إحدى كبريات صناعة البرمجيات وهي شركة ميركوري إنترأكتف acquire Mercury Interactive Corp بقيمة بلغت 4,5 مليارات دولار. وتعتبر هذه الصفقة أكبر صفقة شراء نفذتها الشركة العملاقة منذ تعيين مارك هارد في العام 2005 خليفة لكارلي فيونا في منصب الرئيس التنفيذي للشركة والذي قام منذ تعيينه بإقالة آلاف الموظفين وإعادة هيكلة تنظيم الشركة.
وقد نجح هارد منذ توليه هذا المنصب في رفع قيمة الشركة إلى 24 مليار دولار خلال 16 شهرا من تعيينه. وكل التوقعات تشير إلى أنه يقود الشركة نحو تحقيق المزيد من النجاحات من إعادة الهيكلة ونسج التحالفات التي قد تصل في بعض الأحيان إلى الاستحواذ كما هي الحال مع ميركوري.
وفي أول تصريح له بعد صفقة الشراء، قال هارد: «من الناحية الاستراتيجية المحضة تمتلك ميركوري خبرة غنية في تصميم وبناء البرمجيات، وهذا يمدنا بوحدة نموذجية تكمل تلك التي بحوزتنا، لقد استغرق منا التفكير في هذه الصفقة فترة ليست بالقصيرة، وقد آن الأوان كي ننقلها إلى حيز التنفيذ مع توفير عوامل إنجاحها كافة». وبشراء هذه الشركة التي بلغت مبيعاتها خلال العام 2005 حوالي 843 مليون دولار ستضاعف هيولت بكارد من مبيعاتها لهذا العام لتصل إلى ملياري دولار كما يتوقع بعض المراقبين. ويعتبر جورج هاملتون، وهو أحد كبار المحللين في مؤسسة مجموعة يانكي (Yankee Group) أن هذا الاستحواذ هو بمثابة الزواج الناجح بين شركة ضليعة في إدارة البنى التحتية، مع أخرى تمتلك خبرة غنية في ادارة التطبيقات، الأمر الذي من شأنه أن يضع بتصرف مديري إدارات تقنية المعلومات أداة فعالة وكفؤة تسهل عليهم استخدام تطبيقاتهم وتوفير خدماتهم على نحو أفضل.
يذكر أن ميكوري، إلى جانب الشهرة التي تتمتع بها في صناعة البرمجيات، هناك ارتباطها بفضيحة المخالفات التي ارتكبها مديروها فيما يتعلق بشرائهم لأسهم في الشركة بأسعار منخفضة على أمل بيعها بأسعار مرتفعة في وقت لاحق من هذا العام. ولاتزال هذه القضية مفتوحة أمام القضاء الأميركي.
أما بالنسبة للمستثمر العربي فعليه أن يعرف أن ملكية هذه الشركة العملاقة تعود إلى «إسرائيل»، وهذا ما كشفته للملأ صحيفة «جيروسلم بوست» حين قالت في عنوانها الرئيسي في عدد أمس (الأربعاء): «إتش بي تشتري شركة اسرائلية بــ 4,5 مليارات دولار».
وأكد ذلك نائب رئيس دائرة التسويق في إتش بي، ديفيد غي إذ قال في تصريح نقلته وكالة: «رويترز» نحن هنا منذ ما يزيد على 49 عاماً، إذ قمنا بالكثير من الاستحواذات في «إسرائيل»... أننا نوجد ونلتزم بالاستثمار حيثما تتوافر المهارات
إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"العدد 1420 - الأربعاء 26 يوليو 2006م الموافق 29 جمادى الآخرة 1427هـ