بدأت مشوارها الفني بدور الراقصة «زوزو» في مسلسل «امرأة من زمن الحب» مع الفنانة القديرة سميرة أحمد، ورفضها المخرج مجدي أبوعميرة وقال إنها لا تستطيع أن تؤدي هذا الدور ولكنها أصرت عليه ونجحت فيه. وكانت منذ بداية الطريق تقول إنها ترفض أدوار الإغراء والمشاهد الساخنة لأنها أم لابنتين، و«إن هذه المشاهد لسنا في حاجة إليها»، اختفت فترة من الزمن ثم عادت وقدمت أعمالا تلفزيونية ناجحة مثل «ريا وسكينة»، «لدواعي أمنية»، و«آخر المشوار» وتقوم حالياً بتصوير مسلسل «العندليب»، وتشترك في «القاهرة 2000». عن رؤيتها للسينما والمسرح ونوعية أدوارها ومشروعاتها الفنية المقبلة حاورناها في السطور الآتية:
ما طبيعة دورك في مسلسل «العندليب»؟
- أقدم دور زوجة خال «العندليب» المرأة الفلاحة التي تساعد زوجها في أمور الحياة والذي يجسد دوره الفنان أحمد فؤاد سليم وهو دور شرفي لأنني أشارك في حلقتين فقط، وهما الأولى والثانية والتي تتناول جزء الطفولة في حياة العندليب التي كان يعيش فيها في محافظة الشرقية في إحدى القرى الريفية، وأنا سعيدة جداً بهذا الدور على رغم أنه صغير، ولكن العمل كبير ككل، لأنه يتناول قصة حياة مطرب كبير، والمخرج جمال عبدالحميد هو الذي اختارني لهذا الدور، والمسلسل من بطولة عبلة كامل التي تجسد شخصية «علية» (الأخت الكبرى) للفنان الراحل عبدالحليم حافظ والفنان «مجدي كامل» يجسد شخصية «الزعيم عبدالناصر» وزوجته «تحية» تلعب دورها أميرة العابدي، ومن المقرر الانتهاء من المسلسل قبل شهر رمضان حتى يتم عرضه خلال الشهر، وأنا انتهيت من تصوير مشاهدي.
وماذا عن مسلسل «القاهرة 2000»؟
- «القاهرة 2000» مسلسل من تأليف أسامة أنور عكاشة وإخراج محمد فاضل وبطولة عفاف شعيب وأحمد راتب ومجموعة من الشباب الممثلين، والمسلسل يتناول قصصا مختلفة من يوميات المجتمع المصري وحلقاته المنفصلة، ولكن العائلات مرتبطة ولا تتغير بتغير القصة. وأقدم دور شرف من حلقة واحدة وأقوم بتجسيد شخصية زوجة بواب العمارة، التي تأتي من القرية حديثا وتقع في مشكلة مع أحد سكان العمارة، الأمر الذي يهدد حياتها مع زوجها الذي يقوم بدوره الفنان عبدالله مشرف.
ما حكايتك مع الأدوار الشرفية والصغيرة؟
- المسألة ليست حكاية، ولكن كل ما في الأمر هو أنني عندما يعرض علي دور وأشعر به وأحب أن أقدمه فلا أنظر إلى عدد مشاهده أو حجمه، ولكن أنظر إلى مدى تأثيره على السياق الدرامي للعمل، ومدى أهميته في السيناريو، فأنا لا استطيع أن أقدم عملاً لا يبرز موهبتي أو قدراتي الفنية.
وما نوعية الأدوار التي تميلين إليها؟
- الأدوار الشريرة والصعبة، أو بمعنى أصح الأدوار المركبة التي تحتاج إلى مجهود ومشقة في الأداء لأنني لا أحب أدوار الفتاة الساذجة أو الطيبة التي تظهر بصورة ملاك، لأنها لا تؤثر بأي شكل على الحوادث، ولكن الشخصية الشريرة والمركبة دائما ما تبرز من خلال الحوادث، غير أن الجمهور يعشق هذه النوعية من الأدوار لأنها تجذب أذهانهم وتلفت انتباههم، وأنا أجسد حاليا شخصية شريرة في مسلسل «أحلام لا تنام» للمخرج مجدي أبوعميرة. وأقدم دور فلاحة تعمل مع زوجها الذي يعمل حارساً لإحدى المزارع، وأنا أقوم طوال الوقت بمحاولة إيقاع «أحلام» التي تجسدها الفنانة إلهام شاهين في المشكلات وأدبر لها مكائد كثيرة، وذلك لكرهي لها في المسلسل وهذا الدور يعتبر محور الشر في المسلسل.
لماذا لا نرى لك أعمالاً سينمائية على رغم أنك واحدة من جيل الفنانات الشابات مثل مني زكي وحنان ترك؟
- أنا والسينما في خصام كبير، المنتجون لا يعرضون علي أية سيناريوهات، وحتى لو عرض علي سيناريو يكون دوري صغيرا جدا وتافها وليس له أي تأثير في سياق الحوادث، وهذا الأمر لا يستهويني، غير أن موضة السينما الآن هي الاعتماد على الفنانات الجميلات، واكتفى المنتجون ببعضهن مثل: مني زكي ومنة شلبي وحنان ترك وتركوا الممثلات الأخريات من دون حساب أن هناك أخريات على الساحة، لذلك أنا وغيري من نجمات جيلي مضطهدات من قبل القائمين على السينما.
معنى كلامك أنك مظلومة...
- ليس بالضبط ولكن السينما تحتاج إلى مشقة وتعب ومجهود في الوصول إليها، حتى أكون واحدة من نجمات السينما، وهذه المشكلة حلها أن يكون الممثل لديه قدرة كبيرة على المجاملات الاجتماعية وتوطيد العلاقة مع المنتجين والمخرجين والسؤال عليهم دائما حتى يضعوني في حساباتهم، وأنا ممثلة فاشلة اجتماعيا ولا أجيد التملق، وهذا هو السبب وراء ابتعاد السينمائيين عني.
ما هي أصعب الأدوار التي قدمتها من قبل؟
- «زوزو» الفتاة الإسكندرية في مسلسل «امرأة من زمن الحب» والتي كانت بمثابة تحد بالنسبة لي لأن المخرج مجدي أبوعميرة لم يكن في هذا الوقت مقتنعاً بي ولا بقدراتي وعندما عرض علي الدور وتدربت عليه جيدا رفض أن أقدمه، وقال لي إنني لن أجيده وعرض علي دوراً آخر ولكنني رفضت وأصررت على هذا الدور والفنانة سميرة أحمد أقنعته بأن أقدمه، وفعلاً بعدما قدمته اعتذر لي المخرج وهنأني على أدائي.
هل تخافين من تقديمك شخصية الفتاة المستهترة أو الراقصة في بداية مشوارك الفني؟
- بالعكس أنا لم أجسد شخصية الفتاة المستهترة، ولكن هي فتاة طموحة كانت تتمنى أن تصبح فنانة وممثلة وتدخل عالم السينما، وعندما عرض عليها المنتجون بعض الفرص في مقابل ما سيأخذونه منها رفضت واعتذرت وحافظت على نفسها، أما عن تخوفي فأنا لا أخاف من أي دور أقدمه ولم أتضايق عندما اشتهرت بزوزو الراقصة، ولكن ما ضايقني هو أن كل الأعمال التي عرضت علي من نوعية «زوزو» نفسها ورفضت تقديمها، وهذا ما استلزم مني ان ابتعد عن شاشة التلفزيون حتى أتت لي فرصة جديدة وبشكل مختلف.
هل معنى ذلك أنك ترفضين أداء المشاهد الساخنة أو أدوار الإغراء؟
- أرفض وأمتنع وأشدد على ذلك لأنني فنانة محترمة ولا أحب أن أظهر بشكل يسيء لشكلي ولحياتي غير أنني أم لابنتين وأخاف على مشاعرهما عندما تشاهدان والدتهما في هذا الشكل، وأنا غير مقتنعة بوجود نوعية هذه المشاهد داخل الأعمال لأننا نعيش في مجتمع محترم ومسلم وله مبادئ وأخلاق، ويجب أن يعبر الفن عن المجتمع
العدد 1420 - الأربعاء 26 يوليو 2006م الموافق 29 جمادى الآخرة 1427هـ