العدد 1419 - الثلثاء 25 يوليو 2006م الموافق 28 جمادى الآخرة 1427هـ

مشوار كرة القدم من التسلية إلى التسليع

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

حطت بطولة كأس العالم رحالها بعد فوز الإيطاليين، لكن العالم لايزال يتابع ذيول »النطحة الزيدانية« إن صح القول. والقليل منا يعرف كيف تحولت هذه الرياضة، التي نشأت في مدارس العموم الانجليزية أواسط القرن التاسع عشر من مضمار التشويق والمتعة إلى بيوت المال والاستثمار، وباتت تخضع لقوانين السوق أكثر من إشباعها لرغبات عشاقها من مختلف الأجناس والطبقات.

تحوّل كرة القدم هذا بدأ في أوائل القرن الماضي ببيع التذاكر للمشجعين المحليين بغرض تغطية نفقات التسيير في ما يشبه الاشتراكات. لكنها تطورت اليوم لتتحول إلى صناعة تعتمد على احتكارات كبرى تتقاسم بينها مناطق نفوذ حول العالم تستجلب منها أفضل المحترفين. لقد اكتمل تسليع اللعبة وإدماجها في السوق الدولي بما في ذلك انفتاح الصناعة على سوق اللاعبين والمستهلكين المشاهدين لا توقفها الحدود القومية أو القارية، ويتم ذلك وفق تصنيف ومقاييس تحدد مسبقا.

وتبلور كل ذلك في دخول الأندية، وأسعار اللاعبين، ولوحات إعلانات الملاعب، ورعاية البطولات. وجردة سريعة لسوق كرة القدم ترينا أن (بحسب نشرة »ديلويت آند توش«، 16 فبراير/ شباط 2006 الأندية العشرين الأعلى ريعاً في العالم جميعها أوروبية: 8 انجليزية، 5 إيطالية، 3 اسبانية، 2 ألمانية، 1 فرنسي، 1 اسكوتلاندي. وتجاوز مجموع دخل هذه الأندية العشرين خلال العام المالي 2005/2004 ، ولأول مرة سقف الثلاثة مليارات يورو. وأكثرها غنى هو ريال مدريد ودخله 275,4 مليون يورو، ويليه مانشستر يونايتد ويبلغ دخله 246,5 مليون يورو ويأتي في أسفل القائمة فالنسيا ويبلغ دخله 84,6 مليون يورو يليه لاتسيو بدخل يبلغ 83,1 مليون يورو.

وتسليع الأندية استتبعه تسليع اللاعبين فقد فقَد اللاعب النجم وشائج المتعة الصرفة والتقدير المحض الذي يربطه ومشاهديه وتحوّل إلى ما يشبه الحساب البنكي يدلل على ذلك الدخل السنوي لأغنى عشرة لاعبين في العالم (أرقام مجلة فوربس): يتصدر القائمة ديفيد بكهام بسعر يصل إلى 32 مليون يورو، يليه رونالدو بقيمة تبلغ 23 مليون يورو، وبعدهما زين الدين زيدان برقم يبلغ 19 مليون يورو. ويأتي في أسفل القائمة، راوول وسعره 10,5 ملايين يورو ، وأليساندرو ديل بييرو بالمبلغ نفسه تقريبا.

وأخيراً نأتي إلى الفيفا والمونديال، وبحسب نشرة الفيفا، 14 مايو 2006، كان دخل الفيفا من الاستادات فقط، في هذه الدورة الأخيرة، قد بلغ 215 مليون يورو، ما يتجاوز بنسبة 38 في المئة الدخل الذي حصلته من المونديال السابق في كوريا واليابان.

أما الرابح الأكبر، والذي لا تغير نتائج الدورة من أرباحه فهم الرعاة، والذي كان في الدورة الأخيرة شركة أديداس، إذ باعت خلال المونديال عشرة ملايين كرة قدم، وينتظر أن تبيع 5 ملايين أخرى بنهاية هذا العام لتحصد أرباحاً تتجاوز البليون دولار من الكرات فقط. وبالإضافة إلى الكرات باعت أديداس ما مجموعه ثلاثة ملايين قميص رياضي محققة قفزة تصل بها إلى نسبة 51 في المئة من مبيعات الأدوات والملبوسات الرياضية في السوق الألماني خلال الربع الأول من هذا العام المالي متفوقة على منافستها نايك التي انخفضت مبيعاتها لتحصد 21 في المئة من حجم قيمة السوق

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 1419 - الثلثاء 25 يوليو 2006م الموافق 28 جمادى الآخرة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً