في الرياضة البحرينية كل شيء ممكن وفي الوقت نفسه كل شيء غير ممكن، فحين يقرر البعض فعل شيء وإن تجاوز القوانين والأعراف المتبعة فإنه يحصل ويتم بموافقة الآخرين أو من دون موافقتهم، وحينما يتعلق الأمر بتطوير الرياضة البحرينية وتحسين البنية التحتية لها من ملاعب ومنشآت فالأمر غير ممكن تماما.
هذه المفارقات لا تحدث إلا في البحرين، إذ شاعت مثلا في الفترة الأخيرة أخبار تتعلق بإمكان إلغاء الهابط من الدوري الممتاز والاستعاضة عن ذلك بزيادة فرق الدوري إلى 12 فريقاً بدل 10 فرق، وبالتالي تصبح فرق دوري الدرجة الأولى 7 فرق فقط الأفضل إلحاقها بالدوري الممتاز أيضا! ولا ندري لو كان ناد غير نادي البحرين الذي هبط هل كنا سنسمع بمثل هذه المطالبات؟ إذ هبطت على مدار السنوات الماضية الكثير من الفرق وصعدت الكثير منها أيضا من دون أن يحرك أحد ساكنا ولكن اليوم كل شيء تغير، وأصبح بقاء نادي البحرين قانونيا وخادما لتطور الكرة البحرينية!
مثل هذا الإجراء يبرره البعض بأنه يخدم الدوري البحريني من خلال زيادة كم الفرق وبالتالي زيادة عدد المباريات وكأن الكم هو المهم وهو ما يجب التركيز عليه.
ما نحتاجه نحن في بلد صغير مثل البحرين أن نركز على الكيف من خلال إيجاد دوري قوي يعتمد على أندية قوية تطبق فيه قوانين عادلة ومتوازنة على الجميع من دون تفضيل أحد على الآخر.
بناء المنشآت الصالحة للتدريب وتطوير الفكر الكروي وإدخال الأنظمة الاحترافية والاعتماد على العناصر الشابة أهم بكثير من بقاء ناد أو رحيله من الدوري الممتاز.
فمن المفارقات عندنا أن الأندية التي اندمجت لم تكتمل حتى الآن منشآت أي منها وهو ما يجب التركيز عليه باعتبار المنشآت هي أساس التطوير، في حين يركز البعض على بقاء ناد أو رحيله!على العناصر
إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"العدد 1418 - الإثنين 24 يوليو 2006م الموافق 27 جمادى الآخرة 1427هـ