دخلت الأزمة بين حزب الله اللبناني و«إسرائيل» يومها الثاني عشر أمس ولم تلح في الأفق بعد بوادر حل أو وقف لإطلاق النار، ويبدو أن أميركا تريد أن تستغل هذه السانحة لفرض واقع جديد في المنطقة يمنحها فرصة التفرغ لأجندة أخرى تضعها في حسبانها جيداً يجب أن لا نغفلها.
معادلة السلام العادل والشامل في المنطقة صعبة ويجب أن تشمل أكثر من طرف وفي مقدمتها فلسطين وسورية ولبنان، وليس صحيحا ما تقوله واشنطن بأن إيران وسورية ومن ورائهما بالطبع حزب الله هم من «يهدد الشرق الأوسط برمته». فهل صارت «إسرائيل» المحتلة الغاصبة في غمضة عين هي من يعمل من اجل الاستقرار والأمن في المنطقة ولذلك تمنحها الولايات المتحدة حق تدمير حزب الله بالوكالة؟
ليس هناك من طرف عربي أو إسلامي يرفض إحلال السلام والاستقرار في المنطقة لان الخاسر الأول والأخير هي شعوب تلك المنطقة التي تدمر بنايتها الأساسية وتستنزف مواردها مع نشوب كل أزمة. وحزب الله اللبناني هو جزء من هذه المنطقة ويتأثر بما يدور فيها، وعليه إذا أردنا أن نضع حدا لنشاط هذا الحزب أن نزيل الأسباب التي أدت إلى قيامه لا أن نزيله بالقوة.
هذا المطلب لن تحققه لنا بالطبع أميركا أو «إسرائيل» وعلى المفاوض العربي أن يستغل هو الأخر الفرصة للمناورة والطلب ممن يريد أن يرى نهاية حزب الله أن يضع نهاية لجذور الصراع في المنطقة. سورية جار لبنان أبدت استعدادا للحوار مع أميركا لبحث الوضع ويمكن أن تقوم بدور مهم في هذا الصدد لما تتمتع به من علاقات جيدة مع حزب الله لكن دمشق تحتاج لتعاون وتنسيق عربي حتى تصير كلمتنا واحدة في وجه الطرف الأخر وحتى لا نخرج بخفي حنين
إقرأ أيضا لـ "ابراهيم خالد"العدد 1417 - الأحد 23 يوليو 2006م الموافق 26 جمادى الآخرة 1427هـ