العدد 1417 - الأحد 23 يوليو 2006م الموافق 26 جمادى الآخرة 1427هـ

في نهاية الأمر

هشام عبدالرحمن خليفة comments [at] alwasatnews.com

...انتهت حياته قبل أن تبدأ. انتهت بصدمة الواقع. صدمة حطمت كل حلم وهدف، كل أمل وكل أمر سعى إليه. هكذا بانت حياة بطل القصة وهو واقف على حافة الوادي ينظر إلى الأرض بدلاً من السماء. بدلاً من الأفق الذي دائماً نظر إليه بشغف وتعطش. فكل شيء زال وفقد الأمل والحب والجمال وكل ما هو مغمور بالحياة. لكن هل لبطل قصتنا أن يفقد الأمل، وأن ييأس؟ هل يجدر به أن يفلت من الحياة؟ أليس بعد العسر يسر؟

الكل يواجه صعوبات وعقبات وحتى خيبة أمل. كل ما في الأمر هو أن نتعلم ونستمر في مغامراتنا الفردية في الحياة والعمل والمجازفة وأخذ الخطورة المحسوبة. لا عيب في الفشل، ولا عيب في عدم الصواب وحتى فقدان ماء الوجه. فكل هذه الأمور يجب أن نتغلب على سلبياتها ونحولها إلى أمور تقوي من عزيمتنا وتعزز شخصيتنا وعملنا وقدراتنا.

ففي غالب الأحيان نجد بأننا كنا نسير في المسار الخاطئ، وما فشلنا إلا إنذار لأن نسلك طريقنا الخاص، طريقاً يختلف عما نعتقده. فحياة كل شخص لا يفهمها إلا الشخص بذاته. استمع للنصيحة طبعاً، لكن لا تجعل الآخرين يدبرون حياتك ويملون عليك ما يجب أن تفعله. أكره ما في الأمر هو من يعتمد على الآخرين حتى في أي حلم أو هدف يجب أن يسعى وراءه.

لكن هذه الاستقلالية في الحياة لا تعني بأنك إنسان منعزل. على العكس، فأنت تتقبل ما يتفهمه الآخرون باتزان وعقلانية. لكن ترى بالعين المجردة، وليس عبر نظرة الآخرين أو ما يأمره المجتمع. وإذا نظرت إلى التاريخ، فستجد الكثير من الأمثلة التي تبرهن بأن أولئك الذين اعتمدوا على أنفسهم وخصوصاً في التفكير المستقل، هم من نتذكرهم اليوم بصانعي التاريخ.

وكلهم فشلوا مرات عدة قبل أن ينجحوا. والأكثر من ذلك، الكثير منهم مروا بمراحل استكشافية، حيث يتعرفون على ما يريدون عمله، وما يمكنهم عمله وما هو حقاً مكرس في باطنهم. فقد يفرض المجتمع عليهم مساراً محدداً، لكن سرعان ما يجدون أنفسهم عند نقطة تحول ويأخذون خطوة مختلفة. خطوة أقرب لحقيقتهم من أي شيء آخر.

فإذاً، على بطل قصتنا أن ينظر إلى السماء ويبتسم، لأن كل ما في الأمر هو إنه مازال يستكشف. وما في نهاية الأمر إلا أن ينظر إلى نفسه، ويفتخر لأنه فعل ما أراده و ما آمن به، وليس ما فرض عليه

العدد 1417 - الأحد 23 يوليو 2006م الموافق 26 جمادى الآخرة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً