وصلني من الأخ عاطف خاطر، رد يتضمن بعض ما يكتب في صحافتنا المحلية، الأخ عاطف اكتشف أن الجماعة الذين يدعون الليبرالية في كتاباتهم والديمقراطية في حواراتهم، وإن تم إبرازهم بشكل لافت في القنوات التي تدعى بالحرة أو غيرها، ليسوا ديمقراطيين!
الكتاب والكاتبات يحسبون أن القارئ سيتوقف عند تحليلهم فقط؛ إذ يعتبرون ما يكتبونه كلمة «أخيرة» غير قابلة للجدل والنقاش، وبالتالي فعلى القارئ أن يبرمجها في رأسه ولا يقرأ غيرها أو يناقش فيها. وأدناه رسالة الأخ عاطف انشرها باجتزاء ما يلزم لنشرها بحسب العرف الصحافي.
بجرة قلم، حملت إحدى الكاتبات حركة حماس مسئولية البؤس الذي يحياه الشعب الفلسطيني بعد أن قررت أن «كل هؤلاء العزل لا ذنب لهم والذين تجرهم حماس اليوم للقصف وللدمار وللجوع من حقهم أن تكون لهم عدة خيارات أخرى، لا خياراً واحداً وهو الموت انتحارا مع قادة حماس». واختزلت مأساة الشعب الفلسطيني برمتها في أسر «حماس» لجندي صهيوني... هكذا بكل بساطة!
مأزق حماس الأكبر، والشعب الفلسطيني كله، ليس في حملها السلاح أو تنفيذها عمليات استشهادية أو «انتحارية»، سمها كما تشائين، أو أسرها جنديا إسرائيليا، لكن مأزقها الحقيقي هو محيطها الفلسطيني والعربي غير الحاضن بل المعادي لها. فحظها العاثر أنها نشأت في لحظة عربية بالغة البؤس. وتتجاهل الكاتبة دوماً أن هناك احتلالاً عنصرياً قائماً، على رغم أنها بدأت بمقدمة مراوغة مكشوفة، حين قالت «نعم، (إسرائيل) توحشت وأسقطت كل منطق وعقل، وتوغلت، لا في قطاع غزة، بل توغلت في قطاع الظلم والاستبداد، فقصفت محطات كهرباء...»، هذا حتى ترفع الحرج عن نفسها وتدفع تهمة الانبطاح أو العمالة، كما أشارت ضمنياً، وهو ما لا نتهمها به أصلاً، لا سمح الله.
«إسرائيل» بدأت القتل والتدمير قبل أسر الجندي، ودموع الطفلة «هدى» لاتزال شاهدة على ذلك... وهناك خطة إسرائيلية جاهزة سيتم تنفيذها سواء أسر الجندي أم لم يؤسر، وهي خطة تشمل حماس وحزب الله، والأسر لم يخلقها. فكيف تعتقد هي أن أسر جندي ينتج تقتيلاً بالجملة لمدنيين أبرياء! هذا غير منطقي.
الكاتبة انزلقت إلى المنطق الإسرائيلي والأميركي نفسه، حينما يبرر فرض حصار مالي واقتصادي خانق على شعب بأسره بدعوى أن حكومته الحمساوية «إرهابية» لأنها هي التي لا تترك له خيارا، كما تقول الكاتبة... وكلامها عن ضرورة التزام الواقعية والموضوعية المقصود به أن تسلم حماس أمرها وأمر شعبها إلى الولايات المتحدة و«إسرائيل» العطوفين والحنونين عليه... وحينها لن يقتلوا الشعب الفلسطيني، لكن سيأخذونه بالأحضان، كما يفعلون مع الشعب العراقي حالياً»! انتهى.
«عطني إذنك»...
في موضوع يوم السبت، الدعم الإيراني لحزب الله، تم استبدال كلمة مأسدة بمأساة، وكلمة المأسدة التي وردت في المقال المقصود بها «مأسدة الأنصار» وهي فرقة أميرها أسامة بن لادن مكونة من 50 فرداً، وكان ذلك إبان الاحتلال السوفياتي لأفغانستان، وكان بن لادن حينها مصاباً بهبوط في ضغط الدم، فكان يحمل في يده اليسرى الماء مع الملح وفي اليمنى السلاح
إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"العدد 1417 - الأحد 23 يوليو 2006م الموافق 26 جمادى الآخرة 1427هـ