العدد 1417 - الأحد 23 يوليو 2006م الموافق 26 جمادى الآخرة 1427هـ

أرادوا أن ينفعوا فأضروا!

ضياء ضياء الدين comments [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

الأهداف المعلنة من قبل «إسرائيل» والولايات المتحدة للعدوان الغاشم على لبنان تبدو مستحيلة التحقيق، والعمليات العسكرية الصهيونية تؤدي إلى نتائج معكوسة لما تهدف له «إسرائيل» وأميركا!

فهذه الاعمال الإجرامية التي تقوم بها «إسرائيل» في لبنان لا يمكن لها أن تسحق حزب الله وتقضي على سلاح المقاومة، وقصف المدنيين الأبرياء وتشريدهم من قراهم ومساكنهم، لم تضعف إرادة هذا الشعب، بل رسخت إيمانه بالمقاومة وحزب الله.

ويبدو لي ان منافسي حزب الله السياسيين في لبنان هم أكثر الخاسرين من هذه المعركة، فهم يواجهون حرجاً شديداً بسبب وقوفهم متفرجين امام هذا العدوان الصهيوني الشرس، وأوراق التفاوض هي أقرب إلى أيدي حزب الله منهم.

خروج حزب الله من هذه المعركة غير منهزم هو بحد ذاته انتصار، بل انتصار كبير، وهذا الانتصار سيعطيه قوة تفاوضية إضافية في الساحة السياسية اللبنانية.

«إسرائيل» كما في غالبية التحليلات الغربية ستضطر للتفاوض أخيراً، فهي بعد تجربة العنف العسكري لمعالجة مشكلة الأسرى في غزة ولبنان، لم يعد أمامها سوى الحل الدبلوماسي، وهو ملاذها في الأخير.

إذن كيف ستكون الصورة بعد ذلك؟ وهل تستطيع «إسرائيل» تحقيق أهدافها بالقضاء على حزب الله وابعاده عن الحدود وتطبيق القرار 1559 والذي ينص على نزع سلاح المقاومة؟

الواضح أن الأعمال الإجرامية التي تقوم بها الآلة العسكرية الاسرائيلية في لبنان لم تهز المقاومة وحزب الله، وكل ما قاله الإعلام الحربي الاسرائيلي ليس إلا أكاذيب، فهي لم تصب إلا المدنيين، ولم تستطع حتى الآن اختراق الحدود اللبنانية، وكل محاولاتها لاحتلال بضعة أمتار تعود عليها عكسياً بسبب المقاومة القوية التي تجابهها.

كل ما نجحت فيه «إسرائيل» حتى الآن هو ضرب البنية التحتية اللبنانية، وهي حققت هدفاً كانت تتحدث عنه منذ بداية العدوان وهو إرجاع لبنان 20 عاماً إلى الوراء! ولكن هذه النتيجة ستكون بالأساس وبالاً على مناوئي حزب الله من القوى السياسية الممثلة للغالبية النيابية في لبنان.

واذا استطاعت «إسرائيل» احتلال عدد من الكيلومترات لتجعل منها شريطا آمناً لها، فهي بالتالي تكون قد كتبت على مشروع نزع سلاح المقاومة الموت، وسيكون هذا الموضوع غير ذي قيمة في الحوار الوطني اللبناني، لأن مبرر وجود المقاومة سيتأكد بسبب وجود أراض محتلة.

من دون مواربة فإن رهان تيار المستقبل وجنبلاط والجميل وحلفاءهم ممن يسمون بالغالبية البرلمانية، على أصدقائهم الغربيين ما هو إلا رهان خاسر... وأعتقد انهم الآن أكثر اقتناعا بان أصدقائهم أرادوا ان ينفعوا فأضروا! ولعلهم يسمعوا نصيحة أمير المؤمنين علي (ع) حين قال: «إياك ومصادقة الأحمق فإنه يريد أن ينفعك فيضرك»

العدد 1417 - الأحد 23 يوليو 2006م الموافق 26 جمادى الآخرة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً