العدد 1417 - الأحد 23 يوليو 2006م الموافق 26 جمادى الآخرة 1427هـ

باللبناني... «حِلوا عنَا ...»

عادل مرزوق Adel.Marzooq [at] alwasatnews.com

-

إستهوى الزميل حسين مرهون حياكة مقامات جديدة من تأسيس العهر الصحافي الجديد لدينا، فيما أسماه بـظواهر الـ «النيو - ليبرال» و«النيو - بعث»، مضافاً إليهما أخيراً «النيو-سلف»، والزميل مرهون مبدع في تلوين المفردات بـ «فوكويتها» التي تستحقها! وحين يعترض أحدهم على توصيف مثل هذا التحالف لهؤلاء الكتبة ضد حزب الله ولبنان معاً، فإنه من الواجب أن لا نزيد في دفاعنا عن هذا الرأي عن «بعثنة» الكتابة أو «طأفنتها» أو«عَهْرنَتِهاَ» على حد سواء.

حزب الله اللبناني الإيراني الصناعة ليس بعبعاً في الساحة اللبنانية، ولا أقول الدولة، فلبنان لم يكن «دولة» يوماً ما، هو «ساحة» تتناحر فيها قوى إقليمية متعددة، ولا فضل لأحد على أحد من هذه القوى في التآمر على لبنان وتصييره وفق ما تقتضي أجندته.

السؤال الأهم في هذا الشأن هو: لمن يعمل هذا التحالف (إيران - حزب الله) قبالة تحالفات أخرى قائمة (فرنسا - المسيحيين)، (المسلمون السنة - دول عربية شتى)، وعلى من صوب حزب الله آلته العسكرية؟ ولماذا تنصل الآخرون من البيان الوزاري الذي أمضاه الرئيس السنيورة والقاضي باستمرار المقاومة حتى استرجاع آخر أسير وتمام السيادة على مزارع شبعا المحتلة؟

لم يصوب سلاح حزب الله يوماً ما على اللبنانيين كما فعل البعثيون في العراق الماضي إلى غير رجعة، ولم يقتل حزب الله اللبنانيين وفق التصنيف الطائفي كما فعل «النيو - سلف» قبل وبعد هذا التحول الفج، ولم يعقد حزب الله تحالفاً في الجنوب يحمي به «إسرائيل»، فمن أحق بلبنان وحريته؟ ومن عليه أن يحاسب من؟

لكن، من الطبيعي أن نخضع الساحة اللبنانية إلى أكثر من معول تأويلي، فنقبل بالآراء الأخرى مهما كانت طبيعتها أو منطلقاتها الإقليمية أو الأيديولوجية. لكن الغريب أيضاً من بعض الكتبة هو تصديرهم «الهراء» الذي ينسجونه في تأويلاتهم ومستويات فهمهم لصراعات الداخل البحريني، للخارج صوب لبنان الذي تمزقه «إسرائيل» اليوم! نستطيع أن نتحمل في الداخل «هراء» بعضنا البعض، إلا أن انتقالاً لمرحلة التصدير بشكل مفاجئ بهذه السرعة هو أمر لا يعول عليه.

«النيو - ليبرال»، «النيو - بعث»، «النيو - سلف» كلها تقسيمات عسيرة الهضم في داخل الساحة اللبنانية المعقدة، ومن الواجب ألا نزيد على مأساة اللبنانيين هناك هراء بعضنا، فاللبنانيون اليوم - كما صرح السيدنصرالله - لا يريدون من العرب أموالهم ولا حتى قلوبهم، وأضيف ولا «عقولهم» و«تأويلاتهم»، وببساطة أخف قال نصرالله بصريح المقالة «حلوا عنا!

إقرأ أيضا لـ "عادل مرزوق"

العدد 1417 - الأحد 23 يوليو 2006م الموافق 26 جمادى الآخرة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً