العدد 1417 - الأحد 23 يوليو 2006م الموافق 26 جمادى الآخرة 1427هـ

السودان يرد: كلنا مقاومة لدحر الغزاة

سكينة العكري comments [at] alwasatnews.com

في هذه الأيام الحاسمة، تتعالى أصوات الشعوب العربية والإسلامية قاطبة تضامناً مع صوت المقاومة ونصرة لحزب الله في لبنان ولأمينه السيدحسن نصرالله، من خلال المسيرات والمظاهرات التي جابت الشوارع العربية منددة ومستنكرة العدوان الصهيوني على لبنان ومساندة للمقاومة، لأن نجاح المقاومة في مواجهة العدو الصهيوني يعني نجاح الأمة العربية والإسلامية، وفشلها يعني فشل الأمة في مواجهة «إسرائيل» وأمها الشرعية (أميركا)، وبلحاظ موقف بعض حكام الدول العربية التي عودتنا السكوت والاستسلام، بل التسمر والتمسك في مقاعدهم طمعاً في الوجاهة والسلطة، حتى وإن فشلوا في أداء ما ينبغي عليهم فعله لشعوبهم التي تتعطش إلى الأمن والأمان والوحدة العربية.

وما يؤسف له حقاً على رغم ما يعول عليه من حركة الشعوب العربية ووعيها وحرصها على تسجيل مواقفها النبيلة علنا، باستخدام الأدوات المتوافرة، تنبري بعض الأصوات الحكومية في سبيل إبراز صوت مغاير يبدد الموقف الشعبي الرصين، في محاولة يائسة بائسة لإثارة الفتنة والنعرات الطائفية، التي نحن في غنى عنها، وهذا حقاً أسلوب غير مقبول. فبدلاً من الالتفاف والدعم والمساندة لإخواننا في لبنان وفلسطين من خلال الكلمة والموقف كأضعف الإيمان، والوقوف صفاً واحداً ضد الاستكبار الصهيوني الغاشم الذي يدير ملفاته الدموية ضد العرب والمسلمين، يقوم البعض بتفتيت وحدتنا لأغراض طائفية ضيقة، تضيع على الأمة جهودها وجهادها، وتفرح أعدائها، ولكن ماذا بوسعنا أن نعمل لمثل هؤلاء الذين يتحينون الفرص ويستغلونها أبشع استغلال؟

وفي المقابل، هناك موقف ناصع مشرف، من أمانة الشباب للمؤتمر الوطني في السودان الشقيق، إذ خرج الشباب بلافتات تتقدم المسيرة المتضامنة مع الشعب اللبناني وحركة المقاومة، تحمل عبارة قيمة جداً، كأنها تحاول أن ترد على الفتوى السابقة واللاحقة أيضاً والتي ربما لن تتوقف بل الشرارة انطلقت معلنة بالبداية. الشعار الذي رفعه شباب السودان، يعبّر عن وعي متقدم ويعكس حرصاً شديداً على الوحدة العربية والإسلامية: «كلنا مقاومة في سبيل دحر الغزاة». والمفارقة أن من كتبها هم من فئة الشباب، وينم شعارهم عن بصيرة ووعي، ونحمد الله أنهم لم يتلوثوا بدخان الفتنة الطائفية التي تجتاح بعض العقول. ولسان حال السودانيين: لا يهم إن كان حزب الله شيعة ونحن سنة، الأهم من هذا كله وحدة الصف ضد الغزاة، فـ «لا سنية ولا شيعية كلنا أمة إسلامية»، ووقوفنا مع من يستطيع مواجهة «إسرائيل»، فعدونا واحد، ومصيرنا واحد، ونحمل هموماً واحدة، ونواجه تحديات مشتركة، وعلينا أن نتوحد ضد عدونا لتحقيق النصرة والغلبة لهذه الأمة.

إقرأ أيضا لـ "سكينة العكري"

العدد 1417 - الأحد 23 يوليو 2006م الموافق 26 جمادى الآخرة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً